نائب والي جنوب كردفان الصحفي محمد علي محمد علي يكتب… نداء لشعب جنوب كردفان
الخرطوم : الريكة نيوز
علينا أن نقرر جميعاً كشعب جنوب كردفان ، أن نُكف عن لعن الظلام و أن نضيء الشموع في أجزاء ولايتنا الغنية ، فقد أن الأوان لمواطنينا أن يعبروا عن أرادتهم و أن يرتفع صوت خياراتهم، أن الأوان أن نحرر عقل ووجدان و ضمير ( شعب جنوب كردفان) من الأغلال التي تكُبل أنسياب العلاقة الطبيعية بين مكوناتها القبلية.
لا نُريد أن نكرر ذات الكلام الرنان ، و لا الشعارات البراقة التي أدت من قبل إلى حروب و نزوح بين سكان جنوب كردفان . و إنما جئنا لكي نبحث معكم ، لكي نبحث جميعاً عن صيغة أخرى جديدة للعلاقات بين مكونات الولاية الإجتماعية ، صيغة تُعزز روابط الدم و التاريخ و الوجدان و تحقق الشراكة المتكافئة و التكامل الإيجابي في العلاقات الإجتماعية و في جميع المجالات على أُسس سليمة ، في الفكر و العلم و الفن و التراث ، في العلاقات السياسية بين التنظيمات ، فهلموا إلينا نبحث معاً عن نموذج جديد يحييء شعب جنوب كردفان و يدفع عنه الشرور و غوائل الإيام … هلموا نبحث عن نموذج يرفع فيه كل منا شأن الأخر … نُريد البحث عن صيغة للتنمية ، صيغة للقضاء على الفقر و الجهل و العوز و أمراض النفس و البدن رغم غنى الولاية بالموارد ، صيغة تحفظ وحدة تراب الولاية و شعبها و يتحقق بها الأمن و السلام و التعايش و الحرية والعدالة و العزة و الكرامة الإنسانية لمواطنينا على أمتداد جنوب كردفان .
نُريد أن نبحث معاً عن صيغة تتكامل فيها القبائل قبل الحكومة ، و يتحقق فيها الإحترام المُتبادل القائم على المعرفة … صيغة تُراعي تطورات العصر و تستفيد من تجارب الأخرين و تستوعب التعدد و التنوع و تستفيد منه … صيغة قد تصبح نموذجاً أو نواة لمشروع أكبر في ولايتنا الفتية ، صيغة نحتاج إليها ، و تحتاج إليها أجيالنا المقبلة .
فلنبحث معاً عن أسلوب تتحول به الشعارات إلى واقع فعلي يشعُر به الناس على سبيل المثال و ليس الحصر في ( الليري _ العباسية _ كادقلي _ الدلنج _ دلامي _ كاودا _ ام دورين و..و .. و…و …و) و في معاشهُم و يجنون ثماره و تتحدث به أرقام التجارة البينية و الإستثمارات و مشاريع البناء و التنمية و العمران ، صيغة تُرفع فيها الحدود بين القبائل ، و تُمدّ فيها الطرق و جسور الثقة بين مكونات جنوب كردفان و تُكفل إنسياب تُنقُل السلع و البضائع و الأفراد و رؤوس الأموال ، صيغة تتحقق فيها المعرفة و الأحساس بالأخر و ينعكس نتاج ذلك في لقاءاتنا و منابرنا و في شتى مناحي الحياة .
لماذا نُبكي على اللبن المسكوب في ماضي ولى لن يعود ، و إلى متى نُقيم المأتم ننُصب سرادقات العزاء على حال ولايتنا الجميلة ، ام علينا أن نجلس على حوائط الفشل و اليأس و القنوط ؟! أو ننساق وراء موجات الإحباط و نؤمن أن تغيير الحال من المُحال و أنه لا سبيل إلى المستقبل … أم علينا أن نُبادر إلى حمل مسئولياتنا الأخلاقية تجاه ولاية جنوب كردفان البطلة، و أن نفتح لها نوافذ الأمل و العمل و المعرفة ، و ان نهييء لأبناء الولاية سُبل التلاقي و الحوار الإيجابي البناء ، الذي لا يغفل التحديات العظام التي تواجهها و لا المُشكلات القائمة ، و لكنه يطرح في الوقت ذاته بدائل المستقبل ، و لا يكتفي بالبكاء على اللبن المسكوب ، فتاريخ الولاية لم يُكن كله ظلاماً ، و ما به من سلبيات ليست سوى صفحات ينبغي أن تكون عابرة ، نتوقف عندها للبحث و الدرس و العظة ، غير غافلين عن سجل طويل مُشترك من التصاهر و التلاحُم و التضامُن بين مكوناتها و مسيرة كبرى مشتركة في العمل و التضحية ، تشهد عليها كل السواعد التي بنت و عمرّت و أضاءت العقل و الوجدان و الضمير في السودان.
نعلم أن الطريق طويل أمام أمالنا و أحلامنا و أن الصعاب كثيرة و أن الزاد قليل ، لكن يملؤنا التفاؤل و يحدونا الأمل و يدفعنا الإيمان بقضايا ولاية جنوب كردفان إلى تحدي العقبات و خوض الصعاب ، متوكلين على الله و من يتوكل على الله فهو حسبه و من ثم حكمة الكبار ، و طاقات الشباب و دعم الرفاق .
أخوكم / محمد علي محمد
نائب الحاكم _ ولاية جنوب كردفان