“البولاد” إغتيال الإنسانية و إسكات صوت الحق وطعن في جسد الإدارة الأهلية
مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق
خبر رحيلك المفاجئ يا فقيد السودان والإنسانية المزارع ، رجل الإدارة الأهلية ، السياسي ، الإنسان ، الشهم ، الكريم ، المفضال ، الوطني ، الغيور على كادقلي و جنوب كردفان حمدان علي البولاد جاءنا عبر قروب جنوب كردفان تنشد السلام عبر جارك في حي الزندية “كليمو غرب” .
ما بين حي الزندية مكان التعايش السلمي و الإنصهار المجتمعي والسلم الإجتماعي و قروب جنوب كردفان تنشد السلام منبر جنوب كردفان والمنتدى السياسي وتلاقي أبناء الولاية ، و صاحب النعي الذي يعمل بإحدى المؤسسات الإنسانية قواسم مشتركة تتلاقي في العمل لصالح الترابط الإجتماعي وتقوية أواصر العلاقات الإنسانية والإجتماعية وتعزيز فرص تحقيق السلام ، و مراعاة الحقوق الإنسانية جميع هذه المشتركات أراد تفتيتها صاحب الطلقة التي أخترقت جسدك الطاهر يا البولاد وكنت شهيدا الوطن.
عرفت و أنا اليافع بإشلاق الشرطة و أنت تمر كل صباح من حيكم إلي داخل مدينة و سوق كادوقلي بجلابيتك الأنصارية البيضاء و طاقيتك المميزة و كان يبهرنا صوتك الجمهور وكلماتك القوية . عرفت و أنا طالب أعبر إلي مدرسة القصر الثانوية و أنتم تجلسون في أشجار و برندات سوق كادقلي تتناقشون في أحوال البلد وانت ملح و فاكهة كل الجلسات. عرفتك وأنا إعلامي بالولاية و المكتب الصحفي للوالي أشهد أنك كنت صاحب قول الحق والمدافع عن حقوق المزارعين منذ إتحاد المزارعين وحتى تجمعات المزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية في عهد كل الولاة الذين عملت معهم المهندس آدم الفكي ، اللواء أمن عيسى آدم ابكر ، الفريق أمن إبراهيم مفضل ، اللواء ركن رشاد عبد الحميد ، الدكتور حامد البشير ، الأستاذ موسى جبر ، و الوالي الحالي الاستاذ محمد إبراهيم عبد الكريم إنت كنت ممثلا دائما للمزارعين في لجان إنجاح الموسم الزراعي وآخر قرار للوالي طلع قبل أيام انت كنت ممثلا للمزارعين ، عرفتك خطيبا مفوها ووسائل الإعلام تتسابق إليك لتأخذ منك التصاريح الصحفية ، كما كنت ممثلا ومتحدثا لبقا اثناء تمثيلك لإمارة دار جامع وهي تستضيف وفد قناة النيل الأزرق بمنطقة الكويك في عيد الأضحى المبارك قبل الماضي .
يا الشهيد “البولاد” إغتيالك إغتيال للإنسانية بكل معانيها و قول الحق و إسكات لصوت المزارعين و طعن في جسد الإدارات الأهلية و انت تمثل أحد ازرعها الفاعلة في التعايش السلمي ورتق النسيج الإجتماعي ، يا البولاد بموتك ماتت الفكاهة والنكتة و المداعبات السياسية ، أنت يا البولاد تيرموتر لقياس درجة الإخاء والتسامح وقبول الآخر بكادقلي ، موتك سوف يحدث زلزالا وهزة مجتمعية يفشل مقياس ريختر في قياس درجة تداعياتها وانعكاسها على واقع جنوب كردفان ، بفقدك فقدت الولاية علما من أعلامها ، ورمزا مجتمعيا بارزا يصعب سد فراغ موته .
نبكييك يا البولاد في كادقلي بأحياء الزندية وكل كليمو وحجر المك و حجر النار وحجر الطير ، يبكيك فريق الكوز والقردود والملكية والسمة والرديف ، تبكيك الدلنج والكويك والترتر والعباسية وابوجبيهة والقوز ، يفتقدك أهل الجباريك و المشاريع الكبيرة والجمعيات التعاونية والبنك الزراعي .
التعازي والمواساة إلى أسرتك الكبيرة والصغيرة وحي الزندية و إمارة دار جامع بكادقلي والكويك والي كل رجالات الإدارة الأهلية ومجتمع كادقلي والولاية والسودان .
لان نقول إلا ما يرضى الله ورسوله
إنا لله و إنا إليه راجعون
تقبلك الله في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا