ترتيبات الموسم الزراعي بغرب كردفان
ترتيبات لإنجاح الموسم الزراعي بغرب كردفان
الفولة / نورين محمد
ولاية غرب كردفان من الولايات التي تعتمد على الزراعة المطرية وعلى الرغم من المساحات الزراعية الواسعة والأراضي الخصبة التي تتمتع بها الا ان نجاح الموسم الزراعي فيها مرهون بكمية الامطار وعدالة توزيعها حيث ادى تغير المناخ في خريف العام الماضي الى قلة هطول الامطار وبالتالي انخفاض الإنتاج مما ادى الى ارتفاع اسعار كثير من المحاصيل الزراعية الاساسية مثل الدخن والذرة والفول والسمسم لضعف الإنتاج.
وعلى الرغم من قذارة الامطار هذا الموسم الا ان نجاح الموسم الزراعي يعتمد على العديد من الترتيبات وفي مقدمتها التفلتات الامنية التي تعاني منها الولاية خاصة في الحدود التي تفصل بين محليتي النهود والسنوط وهي مناطق تمتاز بخصوبة تربتها ومساحتها الزراعية الواسعة بسبب مخاوف المزارعين من عدم تمكنهم من حصاد محاصيلهم بسبب التفلتات علاوة على ان ضعف الإنتاج في العام الماضي اثر سلبا على توفر التقاوى هذا العام.
ترتيبات مبكرة
اكد الاستاذ حسن موسى عيسى الأمين العام للحكومة ان حكومة الولاية وضعت استعدادات مبكرة لإنجاح الموسم الزراعي 2022 بدأت منذ ابريل بالمسح الزراعي وتوفير التقاوى والمدخلات الزراعية وتوفير التمويل اللازم لصغار المزارعين والنازحين والشرائح الضعيفة وتوفير الآليات الزراعية بالتنسيق مع ديوان الزكاة لتمكينهم من زراعة مساحاتهم المستهدفة وتأمين مناطق النزاع بين محليتي السنوط والنهود بالتنسيق مع لجنة الأمن وغيرها من الترتيبات بالإضافة الى وضع الترتيبات اللازمة لتأمين المسارات والمراحيل لمنع الإحتكاك بين المزارعين والرعاة في رحلتهم نحو المخارف.
وقال حسن موسى ان حكومة الولاية حريصة على إنجاح هذا الموسم وزيادة الإنتاج عبر توفير المبيدات والاسمدة ومكافحة الآفات وتم تكوين لجان المكافحة عبر وزارة الانتاج وهي على اهبة الإستعداد.
تحدي حقيقي
قال المهندس محمد الرحيمة وزير الانتاج والموارد الإقتصادية المكلف ان مخرجات الموسم الماضي بسبب قلة الأمطار و تدني الإنتاجية ادت لحدوث فجوة غذائية كما اثرت على توفير التقاوى لهذا العام وهذا يعتبر تحدي حقيقي لنا مؤكدا عزم وزارته الجاد في إنجاح هذا الموسم لافتا الى ان الوزارة تعمل مع مجموعة من الشركاء مثل منظمة ايفاد والفاو ومشاريع العون الاجنبي وغيرها وهي لها مساهمات كبيرة في مجال الزراعة الا انها تعمل في بعض المحليات ولا تشمل كل الولاية حيث وفرت منظمة الفاو اكثر من 600 طن تقاوى ضمن خطتها لدعم الموسم الزراعي بالولاية.
واوضح الرحيمة ان مؤشرات قياس هطول الأمطار وعدالة توزيعها في خريف هذا العام مطمئنة جدا متوقعا ان يكون الموسم الحالي اعلى انتاجية من الموسم الماضي.
ومضى وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية بالقول ان الولاية تشهد نقص في الاراضي المزروعة هذا العام لذلك عملنا على توفير التقانات الحديثة والآليات الزراعية وقمنا بالمسح الاولي لمكافحة الآفات وتوفير الاسمدة والمبيدات وتدريب المنتجين والمهندسين وحملات المكافحة لزيادة الإنتاج مبينا ان 80% من الاراضي الزراعية المستهدفة تمت زراعتها مقرا بعدم مقدرتهم على تغطية كل المساحات المستهدفة نسبة لعدم توفير التقاوى مؤكدا السعي الجاد والتنسيق المحكم مع جميع شركاء الزراعة للعمل على توفير بقية التقاوى المحسنة وتوفير التقانات الحديثة والتركيز على محاصيل الذرة والدخن والفول السوداني والسمسم.
خطوات لحسم التفلتات
ولاية غرب كردفان من الولايات التي تعاني من التفلتات الامنية والصراعات القبلية والتي من شأنها ان تلقي بظلال سالبة على استقرار الموسم الزراعي خاصة في المناطق التي تفصل بي محليتي السنوط والنهود وهي اراضي زراعية خصبة مما يحتم على حكومة الولاية وضع تدابير محكمة لتأمين هذه المناطق وتمكين المزارعين من زراعة اراضيهم الامر الذي اكده الاستاذ الصادق مريدة محمد رئيس المجلس الأعلى للسلم الإجتماعي بالولاية الذي اقر بوجود تفلتات امنية من شأنها ان تعرقل الموسم الزراعي مبينا انهم كمجلس بدأوا بصورة مبكرة في تحقيق المصالحات المجتمعية خاصة في المنطقة المتنازع عليها بين محليتي السنوط والنهود مشيرا الى ترسيم الحدود فيها ووضع خط عازل عبارة عن 10كلم بين الطرفين منعا للإحتكاكات ولتمكين المزارعين من زراعة اراضيهم موضحا ان المزارعين الآن بدأوا في الزراعية وتم وضع قوات في تلك المناطق الحدودية لتأمين الاراضي الزراعية علاوة على العديد المبادرات المجتمعية ومؤتمرات الصلح التي قادت لإستقرار امني تعيشه الولاية حاليا معلنا اهتمامهم الكبير بتحقيق الاستقرار الامني والذي بدوره سينعكس ايجابا على استقرار الموسم الزراعي.