رئيس اللجنة التحضيرية للمصالحات بين أبناء النوبة الدكتور عبد الله سعيد تاور في إفادات مهمة حول اللقاء التشاوري ببورتسودان
كثيرة هي المجموعات والكيانات والمجالس والهيئات والمنصات والاتحادات التي تتحدث وتطالب بإسم النوبة وتعمل في جمع الصف وفق أطروحات ومبادئ وأفكار ومفاهيم تتباعد و تتقارب كل حسب أجندته وفهمه وارتباطه الوجداني والحس الوطني تجاه القضايا الكلية للمنطقة ، لذا نجدهم في مسافات متباعدة دون تقارب على قواسم مشتركة تعطى نفاجا لخلق وحدة جازبة ومتينة تشمل كل هذه المسميات . منتدى قيادات ونشطاء جبال النوبة كان سباقا في جمع الصف النوبي بمبادرة للمصالحات بين أبناء النوبة الذي انعقد اللقاء التشاوري له بمدينة بورتسودان في ٣١ مارس الماضي وضم كل المجموعات النوبة إيذانا بجمع الصف ووحدة الكيان. رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور عبد الله سعيد تاور أفاد “الريكة نيوز” في حوار عن المبادرة واهدافها وما تود القيام به ، عطفا على برامج عدة في السطور أدناه .
حوار : عبد الوهاب أزرق
*_ عرفنا عن المبادرة و أهدافها ؟*
المبادرة هى فكرة نبعت من الأستاذة الإعلامية مريم البتول أوشي عبر منتدى قيادات و نشطاء جبال النوبة ومن هنا نقدم لها التحية والتقدير . تهدف المبادرة إلى المصالحة الإجتماعية بين أبناء النوبة و طي صفحة الخلافات و الصراعات و غيرهما ، علاوه على تكوين مجلس أعلى لقيادات النوبة او حسب ما يتم التوافق عليه من جسم تنسيقي ، عطفا على إنشاء منصة إعلامية لتوعية شعب النوبة و تنويرهم للمساهمة في وحدة شعب النوبة و وحدة الشعب السوداني.
*_ من هم أعضاء المبادرة و هياكلهاو تكويناتها ؟*
تضم المبادرة عددا من الخبراء و المختصين و الأكاديميين و الشباب و رجال الإدارات الأهلية داخل و خارج السودان و كل من يؤمن بأهمية نبذ الخلافات و التصالح بين أبناء النوبة وصولا لمصالحة إجتماعية شاملة لجموع الشعب السوداني لأننا لسنا في جزيرة معزولة بالتأكيد تربطنا وشائج و التصاهر و الأحلاف مع بعض المكونات الإجتماعية بالمنطقة و القبائل على مستوى القطر . ونقول للمبادرة مكتب تنفيذي يعمل على تنفيذ رؤية المنتدى في جميع مجالاته و أنشطته المقترحة و لجان تؤكل لها بعض المهام.
*_الفكرة و المشروع المستقبلي ؟*
ترتكز الفكرة الآن على إنجاح المصالحات بين أبناء النوبة و و تحقيق الوحدة بين عموم الشعب السوداني لأن مشكلة السودان قبل أن تكون سياسية هى مشكلة إجتماعية في الأصل لعدم قبول الآخر مع مساهمة أغلب الحكومات السابقة في تسيس الإدارات الأهلية و الحرب الدائرة الآن عززت ذلك بالإستقطاب الحاد مما عمق الأزمة لذا من الأهمية بمكان معالجتها من هذه البوابة الأهلية ، في الوقت الذي يرى فيه بعض الخبراء ان مشكلة السودان تكمن في اننا نلنا استقلالنا قبل تحقيق المصالحة الوطنية الاجتماعية بصوره أخص لأن السياسية لم تسعفنا في ١٩٧٧م ولا اتفاقية السلام الشامل ٢٠٠٥م بين الحركة الشعبية لتحرير السودان و الحكومة السودانية في عهد نظام المؤتمر الوطني ولا أكبر تحالف سياسي ٢٠١٨م بين الأحزاب السياسية السودانية التي اسقطت نظام الإنقاذ في أبريل ٢٠١٩م.
اما المشروع المستقبلي للمنتدى فله عدة مشاريع أهمها مشروع المصالحات و الذي أنطلق الأحد ببورتسودان ، و مشروع آخر بدأنا للتحرك نحوه هو الإغاثة و المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع بعض الأجسام و منظمات المجتمع المدني.
وأخيراً مشروع توفير خدمة الإنترنت لذلك ابتكر المنتدى مشروع (إستارلينق) للتواصل مع أبناء جبال النوبة.
*_ ماذا تعني بتسيس الإدارات الأهلية؟*
نعم في أطروحتي لنيب درجة الدكتوراة التي كانت بعنوان “أثر الصراعات الهوية المسلحة على الحكم المحلي بالسودان ٢٠٢٠م دراسة حالة ولايتي وسط دارفور و جنوب كردفان” وجدت ان تسيس القبائل و الإدارات الأهلية متجذر لدرجة ان لكل قبيلة محلية ضمن حاكورتها فهو يقليل من فرص التجانس السكاني كأهم شرط من شروط الحكم المحلي هذا الأمر ، ويظهر ذلك بوضوح غ ولايات دارفور الأمر الذي أزم الصراع و بنسبة أقل بكردفان رغم أن مؤشراته حاضرة ، كما يظهر عموم الأقاليم الأخرى، فدور الإدارات الأهلية أصبح يتماهى مع الحكومة القائمة عكس ما كان قائما من أدوار لها عند زيارة خبير الحكم المحلي مارشال ١٩٥١م قبل الاستقلال ، عليه من الأفضل أن تتسق مهامها مع الدولة وليست الحكومات لأنها تتعلق بالأمن القومي.
*_ حدثنا عن برنامج اللقاء التشاوري ببورتسودان المخرجات و التوصيات ؟*
دعني أولا أوضح أن هذه الورشة ليست مقتصرة على أعضاء المنتدى و إنما على جميع أبناء جبال النوبة داخل وخارج السودان علاوة على جميع أجسام شعب النوبة المختلفة بدأ من إتحاد عام النوبة و مجلس عموم النوبة و منبر قضايا النوبة و نساء جبال النوبة و رابطة شباب جبال النوبة و كيان النوبة و قروبات توحيد النوبة كان لهم وجود و مشاركة على أعلى مستوى قياداتها و أعضائها و بعض المشاركات الخارجية و من هنا نشيد أيضا بهيئة دفاع جبال النوبة التي ظلت تدافع عن المنطقة و الولاية ، و نشكر السيد وزير الداخلية اللواء م خليل باشا سايرين على حضوره كضيف شرف الإفطار و الوزير الأسبق بشاره جمعة ارو لمشاركته الفاعلة.
اما اللقاء التشاوري أو الورشة التحضيرية هى إحدى وسائل المشاورات المقترحة للوصول إلى إقامة المؤتمر الجامع لأبناء النوبة و سوف تليها ورش عمل أخرى و لقاءات داخل و خارج السودان، من أهم توصياتها هو التأمين على وحدة شعب النوبة و ضرورة العمل على إقامة المؤتمر العام الذي سيحدد ريثما تكتمل الورش.
*_ هل شاركت معكم بعض الأحزاب ؟*
بطبيعه الحال قدمت الدعوة لهم جميعاً حيث شارك في الورشة أبناء النوبة بجميع الأحزاب و الحركات السودانية.
*_ التمويل و الجهات الداعمة و المساهمين ؟*
أولى الجهات الداعمة للمنتدى هم الاعضاء ،. اما بخصوص ضربة البداية لمبادرة المصالحات تكفلت بها رئيسة المبادرة الأخت المناضلة مريم البتول أوشي ونقدم لها كل التقدير والاحترام و الإشادة كما تفضل المشاركون في أعمال للورشة لها، اما مساهمات الورش القادمة سوف تساهم فيه أجسام جبال النوبة المختلفة مع الاحتفاظ ببصمة البتول.
*الرؤية لمساعدة إنسان جنوب كردفان في ظل الحرب الراهنة ؟*
أولا أنرحم على جميع الذين سقطوا في ميدان المعركة او منازلهم مدافعين عن كرامتهم و أرضهم و عرضهم جراء الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع بالخرطوم و بقيه الولايات.
ثانياً كما ذكرت أن للمنتدى مساعي للمساهمة في معالجة الآثار الإنسانية لهذه الحرب مع الآخرين أعلم أن هناك مجهودات من قبل حكومة الولاية و إتحاد عام النوبة و مبادرة المهندس مبارك اردول مع بعض المنظمات إلا أنها ستكون محددة دون مستوى الحوجة ، لذا نناشد الدولة متمثلة في لجنة الطواريء و الترحيل برئاسة الفريق ركن مهندس إبراهيم جابر و المنظمات الإنسانية للإسراع في توصيل المساعدات بالإضافة لمنظمة الWFP عقب موافقة الحكومة في إستخدام مطار كادقلي كما نأمل أن تساعد الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قيادة الحلو في هذا الإتجاه و الدعم السريع السماح بمرور المساعدات كما جاء في إتفاق جدة لمحاولات لإنقاذ إنسان الولاية من نذر المجاعة.
*_ الدلنج و كادقلي تعيش وضعا اقتصاديا قاتما كيفية مواجهة الوضع ؟*
في تقديري هذا الوضع يحتاج كما ذكرت إلى تواصل و تحرك عاجل منا كأبناء ولاية لمقابلة عبد العزيز الحلو بجوبا أو نيروبي لحل هذه المعضلة فضلا عن المنظمات الداعمة ولو الآن الحوجة العاجلة لكتلة نقدية تسهل الأمر. .
*_ التحديات التي تواجه العمل ؟*
أولى هذه التحديات الحرب التي أدت إلى هجرة و نزوح إعداد كبيرة من أبناء جبال النوبة إلى الولايات او اللجوء لدول أخرى.
عليه من الضروري العمل على إيقافها فعلى مر التاريخ السوداني لم ينته صراع مسلح بحسم كامل أو هزيمة ساحقة فدائما تنتهي إلى الحوار و مفاوضات سلام بين السودانيين ، ليس تقليلا من تضحيات او قدرة القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية الأخرى و الحركات المسلحة و المقاومة الشعبية لحسم المعركة و التي أصبحت بوادر الإنتصار تلوح في الأفق و إنما تفويت الفرصة لدولة الحرب التي تفرغت لتدمير كل ما يشير إلى أن هناك دولة إسمها السودان فلذا من الأهمية بمكان طالما هذا الخيار قد يطرح غدا فلما المانع اليوم.
*_ صعوبة توحيد كافة الأطراف مع إختلافات المبادئ و الأطروحات و المدارس الفكرية ؟*
قطعا هى صعبة لكنها غير مستحيلة و ليس هناك توحيد كامل و إنما هى محاولة للوحدة خاصة بعدما أصبحت مطلب شعب النوبة و التي عبرها تعددت المجموعات المنادية بالوحدة ، فالمطلوب الوحدة في القضايا الكلية فالأفكار و التوجيهات هى حق الفرد يرى ما يرى و ينتمي للتنظيم الذي يقتنع بأفكاره و أهدافه فليس هناك قبيلة بتحكم دولة و إنما هناك قبيلة بتدعم دولة فلذا أرجو أن نعمل جميعآ كمكونات على دعم دولتنا في امنها و استقرارها و ، فطالما هناك إختلاف أديان فالتوجهات السياسية أمر طبيعي و مطلوب.
عليه نرى ان تسعى جميع القبائل لنبذ الخلافات و العمل على وحدة الصف والكلمة حافظا للدولة.
*ماذا ترون في إختلاف الأديان وتعدد المعتقدات الدينية*
كشعب النوبة متسامحين تماماً مع جميع الطوائف الدينية ففي البيت الواحد تجد المسلم و المسيحي و أصحاب الديانات الأخرى في تجانس تام لم يكن مصدر خلاف و في رأيي الشخصي أرجو أن لا يكون كذلك فحلنا كسودانيين لهذه المسألة تكمن في إستعادة وثيقة المدينة التي اوجدت مجموعة من البنود التي تدعم التعايش بس الناس.
*_ ما هى وصيتكم للأحزاب السياسية في ظل هذه الحرب ؟*
هذه الحرب لم تكن في نطاق محدود او قضية معينه وإنما تهدف لهدم بنية الدولة تماماً عليه أرى أن من الواجب لهذه الأحزاب و الحركات المسلحة ان تعمل من أجل المحافظة على الدولة و صون وحدتها و كرامتها و ثرواتها.
*_كلمة أخيرة*
شكري لصحيفتكم لهذا الحوار و نأمل أن نصل إلى وحدة و مصالحة إجتماعية حقيقة في سودان ما بعد الحرب يسع جميع السودانيين بالوانهم و ثقافاتهم و اديانهم و ندعمه جميعاً بالمحبة و التنمية و السلام و العدل و المساواة.