أجور الإعلاميين… ( أم التيمان بترضع الصاحي)
مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق
في كل بلاد العالم ، والدول التي تحترم الإنسانية ، وحياة البشر ، تلتزم بمنح أجور تتوافق مع الواقع الحياتي و المعيشي اليومي وفق أجر شهري يتماشى مع توفير متطلبات الحياة الكريمة ، ليعيش العامل حياة تليق بإنسانيته ، و قد تتفاوت الأجور بنسب مختلفة حسب الوظيفة ، والدرجة و الجهة المخدمة ، بين شركة ، منظمة ، مؤسسة خاصة ، أو مصلحة حكومية ، هيئة ، والمقارنة تكون معدومة بينها ، وقد تصف بالجنون إذا قارنت بين كيف يعيش عامل بسيط في مؤسسة حكومية بالكاد يوفر متطلبات الحياة اليومية ، وعامل آخر يعيش حياة دعة و نعمة ، وما شاء الله ، ربنا يزيد ، ويبارك في الرزق .
ومن المفارقات العجيبة في السودان أن الموظف بنفس الدرجة في ولاية أو مؤسسة يتقاضى راتبا شهريا أقل من رصيفه في ولاية ومؤسسة أخرى ، وما يجي واحد ناطي و يقول العلاوات والإجتماعية والشهادات الجامعية والمؤهلات ، بتحدث عن نفس الدرجة بلا علاوات و إمتيازات.
و من البلاوي المتلتلة في الخدمة المدنية أن تتفاوت طبيعة العمل بين الموظفين الحكوميين وتتراوح بين ٦٠ _ ٥٠ _ ٤٠ _ ٢٠ ٪ لا بالدرجات إنما بمسمى الوظيفة ، ولو كنتم في مكتب واحد أو مؤسسة واحدة ، والدوام هو نفسه . و كنموزج مثلا العامل بالدرجة الثامنة في مؤسسة طبيعة العمل بها ٦٠% يصرف أكثر من الإعلامي بالدرجة الخامسة لأن طبيعة العمل للعامل بالمؤسسة المعنية تتضاعف ثلاث مرات على الإعلامي الذي طبيعة عمله ٢٠٪ ، في الوقت أن الإعلامي هو الأكثر عملا و تركيزا ودقة و إرهاقا جسديا و ذهنيا من كل الوظائف بالخدمة المدنية ، ويعمل بلا دوام في كل الأوقات صباحا ، و مساء ، “أي زمان و أي مكان” ، ويعمل على عكس نشاط كل الوظائف الأخرى ومع ذلك هو أدناهم أجرا والمصائب تقع عليه وتنتاشه سهام النقد لو أخطأ ولو في حرف نتيجة الضغط الذهني والعصبي في العمل الذي يتطلب التركيز.
ويواجه الإعلامي الحكومي في السودان واقعا مؤساويا لجهة عدم تنفيذ الزيادات في المرتبات للعاملين بالدولة ، أسوة بالمعلمين الذين تم سداد كل متأخراتهم ، و صرفوا كل الفروقات و المتأخرات السابقة ويطالبون بالمزيد ، في الوقت الذي يواجه بقية الموظفين الواقع المعيشي المرهق وحياة الشظف و الضنك ، أما الإعلاميين فهم الاكثر تضررا من الواقع الراهن ، لا أجور تسر البال ، ولا طبيعة عمل تليق بعملهم ، ولا تنفيذ لزيادة المرتبات .
هل من جهة تنصف الإعلام والإعلاميين في السودان وتزيد من طبيعة العمل لهم لتكون ٦٠% كالمؤسسات السيادية و التنفيذية أو ٥٠% كالماليين التي ينقلون اخبارها . نأيد الوقفة الإحتجاجية التي نظمها العاملون بوزارة الإعلام أمس إحتجاجا على ضعف الأجور ، وعدم تطبيق زيادة الأجور والمساواة بين عمال الدولة الواحدة ، ويبدو أن الدولة أصبحت “بترضع الصاحي” ، في زمن أصبحت فيه سياسة الصوت العالي أكثر نتيجة لتحقيق المطالب ، التي هي حقوق يجب أن توحد بين الجميع لا تمييز بين موظف وموظف .
رسالة إلي السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، و وزارة المالية الإتحادية ، وديوان الحكم الإتحادي ، و مكتب العمل ، وكل الجهات المعنية بالأمر ، أنصفوا الإعلام والإعلاميين والصحفيين ، و العاملين بالمؤسسات الحكومية ، والصحافة الذين يتقاضون الكفاف ، ويجتهدون في تجميل واقع السودان الكالح و هم الأكثر ظلما في الأجور .
وفي الصحف الورقية يعاني الصحفيون مع ملاك الصحف الذين يعطونهم عطية مزين لا تكفي لتغطية النت الشهري ، ما بالك منصرفات لا حدود لها في سوق يشهد زيادة متسارعة ، ويتزايد بمتوالية هندسية مع الأجور .
كسرة
إلي الإعلاميين والصحفيين ..
أضربوا ليوم واحد لنرى سودان بدون إعلام .