إبراهيم عربي يكتب ..( هنون وحسون).. صافية لبن…!
بقلم : إبراهيم عربي
لم نفاجأ بتلكم الزيارة من قبل والي جنوب دارفور التجاني هنون ، والتي طالبناه بها باكرا ، فذهب الرجل ميمنا وجهه دار الحاج حسون ..! ، تلكم الزيارة التي كان لها الأثر البالغ فأذابت جبل الجليد ..!، فاليوم الجمعة المجموعة والكلمة المسموعة ..!، كما تقول عمتنا الحاجة كلتوم رحمة الله عليها ،21 إكتوبر وما أدراك ما إكتوبر الأخضر.
ربما لذلك إختار هنون هذا التوقيت المبكر من صباح الجمعة لما لها عند أهلنا من تقدير خاص في العفو والتسامح والتصالح لا ترد فيها الإعتذارات ، وبكل صراحة عندما تأخر الوالي هنون كتبت مقالا وكنت علي وشك نشره قبل أن يفاجئنا الزميل حسون ناقلا لنا الخبر السار الذي غير إتجاهات المقال ، فكان الخبر زيارة من الوالي هنون برفقة ولديه أزالت الرواسب (الماعندو كبير يبحث له عن كبير ..!) .
قال حسون أن الوالي هنون جاء باكرا إلي منزلهم بحي الإستبالية بنيالا برفقة ولديه الطبيب محمد وعبد الإله وإبن أخته النور لتقديم الإعتذار له وللأسرة الكريمة ولكل أهل الصحافة وكل الناس في داخل وخارج السودان لوقفتهم القوية التي نبذوا من خلالها خطاب العنصرية الذي بدر بقروب (سوط العنج) ليس مهما من من ..! ، ولكنها جاءت كردة فعل على سلسلة مقالات كتبها الزميل حسون عن المالية.
بلا شك كان للوالد الحاج حسون عبدالله الأثر البالغ في التسامح بجانب إبنه منصور شقيق حسون وأفراد الأسرة ، وليس ذلك بغريب علي الحاج حسون الذي عفا من قبل عن دية إبنه الدكتور الصادق الذي قتل في حادث سير ، ولذلك وجد الوالي الجميع كبارا فاكتمل الصلح بصورة ربما أذهلت هنون نفسه وفتح صفحة جديدة بين الجميع لخدمة البلاد والعباد (صافية لبن ..) .
المفاجأة أن الوالي هنون والحاج حسون معا تحت إدارة نظارة الهبانية فالحاج حسون من الكروبات ومولود في برام الكلكة والزميل محجوب مولود في قريضة تحت إدارة المساليت ورضع من ثدي الفلاتة ، ووالدة زعيم الرزيقات إبراهيم مأدبو (كبري) جدته من جهة أمه ..! شفت السودان دا ضيق كيف ياهنون ..؟! فالآن نطالب ناظر الرزيقات الذي قال حميدتي خط أحمر ..!، أن يصدر تصريحا آخر يؤكد أن محجوب حسون المسلاتي خط أحمر..! ، نحن سودانيين من آدم وحواء وبلا شك نفتخر بهويتنا السوداناوية ..!.
مع الأسف الشديد كادت مشكلة (هنون وحسون) أن تقود لفتنة قبلية تشتبك فيها (5) قبائل لا سيما وأن المسالت هددوا فعليا بقطع الطريق ولذلك خفت قيادات من المسيرية ومن حزب الأمة صوب دار الحاج حسون مطالبين بحل الأزمة وحدث ماحدث ..!.
بكل تأكيد لم نخف تضامننا كصحفيين مع زميلنا محجوب حسون كاتب عمود (للأمانة والتاريخ) في قضيته العادلة ضد والي جنوب دارفور المكلف حامد التجاني هنون ..!، وقد تحول هذا التضامن واقعا لمسيرة هادرة هتفت تنديدا ومناصرة (يا والي ياهنون كل البلد حسون .. ياوالي يا مغرور كل البلد دارفور) ..!.
مع الأسف الشديد جاءت الأزمة بين (هنون وحسون) في وقت تفشت في البلاد خطاب الكراهية في ظل نزعة جاهلية وعنصرية بغيضة أعادتنا حين غفلة لزمن غابر موغل بالجهوية والقبلية والتي تفشت بصورة مزعجة ، وصلت مع الأسف لهذه المرحلة التي تفشت وسط القادة ، وهذا ما جعلنا نطالب بإنزال أقصي درجات العقوبة لوأدها قبل إندلاعها فتنة مجتمعية قبلية لا سيما في ولاية مثل جنوب دارفور وقد عاشتها من قبل فتنة قبلية وعنصرية بغيضة مؤسفة (هبت وستقف)..!.
بلا شك لم تكن هذه الحادثة الأولى بالبلاد من قبل مسؤولين لاسيما في التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي ولكنها الأخطر ، لأنها مست حقا خاصا بصورة مباشرة ، في حق إنسان بمعني الكلمة زميلنا الصحفي حسون وهو غني عن التعريف ونكن له جميعنا كامل الإحترام والتقدير ، عرفناه صادقا وقلما مدافعا جسورا عن حقوق الآخرين لا سيما المال العام ، وبالبطبع هو قادر للدفاع عن نفسه ، ولكن ما حدث تجاوز الحق الخاص للحق العام ولذلك كنا جميعنا في خندق المدافعة والمرافعة عنه ..!.
ولكننا بشرف هذه المهنة لن نقف ضد الوالي هنون هكذا جزافا ، بل أعلناها بكل بوضوح وقوفنا مع العدالة أينما كانت وحيثما وجدت ..!، ولذلك كنا نحاول لأن نجد للرجل العذر ونبحث له أيضا عن (دريبات ..!) ولكنها ليست ديربات رفيقه وجدي الذي قادته لسجن الهدي حبيسا ..!، بل دريبات لتشفع له مبررات لتبرأته من هذه الجريمة النكراء في حقه كوالي لولاية تمثل دولة متباينة عرقيا ولكل من (حسون وهنون) فيها أهل وعشيرة وقبيلة وجميعها مكان تقدير وإحترام لها ولقياداتها ..!.
وعندما طلبنا من الوالي هنون أن يأخذ بزمام المبادرة وقلنا أن الفرصة لازالت أمامه بخطوة جادة لمنزل الأسرة ، لأننا كنا نخشي علي مستقبل الطبيب إن حكم عليه القضاء مذنبا وهو صاحل مهنة إنسانية ، وبالتالي تقع في حقه عدة عقوبات مجتمعية وأكاديمية تعوق مستقبله .
غير أن (هنون وحسون) ضربا أروع المثل في العفو والتسامح والتصالح وبالطبع لهما ولأسرة حسون خاصة منا كامل الود والتقدير والإحترام ، وهذا ماكنا نتوقعه مستندين علي ثقافة الجودية بدارفور والتي تحل جرائم القتل وغيرها فما بال قضية مثل هذه تأسيا بالعفو والتسامح (صافية لبن ..!) .
الرادار .. الجمعة 21 إكتوبر 2022.