الدكتور خالد أحمد الحاج يكتب…إنتصار عزيز يا مغاربة
تحبير : د/خالد أحمد الحاج
* كنا على ثقة بأن أسود الأطلسي على موعد مع التاريخ الليلة، المتابع للمنتخب المغربي منذ بداية المونديال ومن واقع الظهور اللافت للاعبين والتطور الأدائي من لقاء لآخر يتأكد له أن المنتخب هذه المرة غير، عبور الأسود إلى دور الثمانية ليس صدفة، بل جاء ذلك نتيجة لجهود حثيثة بذلت، وتخطيط سليم عكف عليه الجهاز الفني، من حق المغاربة أن يفخروا بأن لديهم منتخب قادر على التحليق بعيدا بمونديال ٢٠٢٢م الذي تستضيفه ولأول مرة دولة عربية، قطر الخير التي بذلت كل ما في وسعها ليكون المونديال الأفضل.
* تأهلت المغرب إثر تغلبها على أسبانيا بضربات الجزاء الترجيحية، بعد انتهاء الوقتين الرسمي والإضافي بالتعادل السلبي، ابتسم الحظ لأسود الأطلسي الممثل الوحيد للعرب والأفارقة بالبطولة والذي أثبت أن كعبه عال.
* ما قدمه الأسود من أداء متوازن، وثبات انفعالي تجلى عند الاستحواذ وفي حالة الفقدان زاد من ثقتنا بأن شباكه ستكون منيعة على الاسبان، وكان بالفعل ندا قويا ومرعبا للخصم، وضع نصب عينيه الوصول إلى مراحل متقدمة في المونديال، وعمل على ذلك، فكان له ما أراد.
* منذ بداية البطولة أثبت المنتخب المغربي أنه الحصان الأسود لهذه البطولة، تجاوز الأدوار الأولى عن جدارة واستحقاق.
* ويكفي أن المدير الفني وبطريقة ذكية بث في نفوس اللاعبين الحماس من خلال التصريح الناري الذي أدلى به، والذي مفاده أن المغرب لا تخشى اسبانيا، وستكون ندا قويا لها، فعلت كل شيء في الزمن الرسمي للقاء، وكذا الأشواط الإضافية، وكان يمكن للفريق أن يخرج فائزا منذ وقت مبكر، إلا أن الحظ عبث في وجوه اللاعبين، ولا ننكر أننا عشنا على أعصابنا في أكثر من طلعة هجومية للخصم الذي قاتل ليكسب في الأوقات الرسمية، بيد أن استماتة الدفاع المغربي جعلت الهجمات تتكسر تحت أقدام أسود الأطلسي.
* الفوز المستحق للمغرب على اسبانيا خفف على الشارع العربي والأفريقي بعضا من أحزانه، نتيجة لخروج كل الفرق العربية والعربية من البطولة بالرغم من الأعداد الجيد، والأمل بمواصلة المشوار.
* ما فعله أسود الأطلسي أكد أن العزيمة أمضى سلاح لتجاوز الخوف من الخصوم، وتهيب مواجهتهم، هنيئا للعرب من طنجة إلى حدود المنامة وبغداد مرورا ببيروت والقاهرة والخرطوم، هنيئا للقارة السمراء هذا الانتصار العزيز الذي تحقق، وكذلك للجماهير العاشقة لكرة القدم من كيب تاون مرورا بأكرا ونيروبي، وصولا إلى نواكشوط. * ما يجب أن يقال أن الشوارع العربية والأفريقية كانت على ثقة بأن أسود الأطلسي على موعد مع التاريخ.
* هذا الصمود، وهذه العزيمة بمثابة درس للمنتخبات العربية والأفريقية مفاده أن من كد وجد، وأن التخطيط السليم سيعود في النهاية بالفائدة، أوروبا التي تعتمد على المحترفين من كل أنحاء العالم ومن القارة الأفريقية بوجه خاص عرفت اليوم أن الكرة مدورة، ليت منتخباتنا تعي الدرس وتعمل على تصحيح مسارها، لتكون متواجدة في كبريات البطولات، ومنافسة على الألقاب.