وقيع الله حمودة شطة يكتب… (مرافعة الرئيس البشير رسالة في بريد قادة الجيش
دلالة المصطلح
وقيع الله حمودة شطة
أثارت أحداث مرافعة الرئيس السابق المشير عمر حسن أحمد البشير جدلا كثيفاً في أوساط الرأى العام ، ووسائل الإعلام المختلفة ، ووسائط التواصل الاجتماعي للصورة المثلي التي ظهر بها الرئيس السابق ، ولم يختلف اثنان في أن الرئيس السابق المشير البشير قد بدأ في رباط جأش شديد ، وشجاعة نادرة وقوة معنوية تؤكد رمزية القائد الفذ الذي لم تهزمه المؤامرات والدسائس والخيانة مهما عظمت و إن كانت في قوتها تدك الجبال الراسيات.. مهما أختلفنا أو أتفقنا على منهج الرئيس السابق البشير في تفاصيل حكمه الطويل لا نستطيع أن ننزع من الرئيس البشير شجاعته وقوة إرادته ووطنيته التي لم يساوم فيها ، وفخره بمجد أمته ودولته وشعبه ودعوته وقد شهد بذلك المجتمع الدولي الشرير وعلى رأسه أمريكا التي حاربته بكل جبروتها وعملائها وشركاتها وجواسيسها ومنظماتها المسيسة التي طرد منها الرئيس البشير ثلاثة عشرة منظمة في يوم واحد وبقرار واحد ولم تهتز له شعرة ! وطرد المراكز الثقافية الإيرانية التي ثبت بالدليل أنها تخرب عقيدة أبناء المسلمين بالتشكيك ، وأتخذ قرارا بالإعتراف بإنفصال الجنوب كأول دولة في العالم بعد الإستفتاء عندما غلبت إرادة أبناء الجنوب الإنفصالية الوحدة المتوهمة، وركب الرئيس البشير المخاطر وخاض المغامرات طائرا في الجو وعيون الجنائية تترصده ، وقال قولة الرجال الأثبات لن ترهبني الجنائية الدولية ، أنا رئيس دولة ذات سيادة ، وأمثل إرادة أمة وشعب ، وقال لن أسلم ( كديسة) للجنائية دع عنك مواطن سوداني!! نعم هكذا صرح البشير وقد صدق في كل ما قاله في تحديه لغطرسة الغرب الظالم ، وبقوته ورجولته وعزته وقف الرئيس البشير سدا منيعا أمام القوي الإحتلالية التي كانت تحاول دائماً إجتياح البلاد.
الرئيس السابق البشير كان رجل دولة وقائدا حقيقياً للقوات المسلحة التي من مهامها حماية أمن البلاد وسيادتها ، وقطع الطريق أمام العدواني الخارجي ، وهذه هي عقيدة القوات المسلحة ، صون وحماية عقيدة وهوية ومقدرات وسيادة البلاد… وهي الرسالة التي أرسلها الرئيس السابق البشير إلي بريد قادة القوات المسلحة اليوم خلال المرافعة التاريخية التي تحمل فيها مسؤولية قيادة ثورة الإنقاذ التي لولاها – من بعد فضل الله علي أهل السودان – لأصبح السودان أثرا بعد عين ، حيث ضعفت الدولة في عهد الديمقراطية الثالثة المزعومة ، التي كانت مرتهنة لمزاج الطائفية المتصارعة ، التي أهملت الجيش والاقتصاد ، ومعاش الناس ، وسيادة البلاد وأمنها ، حتى وصفها أحد زعماء الطائفية بأنها ديمقراطية عاجزة ( لو شالها كلب ما في زول بقول ليهو جر) وتساقطت المدن والقرى بسبب الحرب الأهلية ، ودك التمرد من الجنوب حدود النيل الأبيض وكان حلمه شرب القهوة في شندي!! ورهنت السفارات في الخرطوم قرار البلاد السيادي في يدها!! في تلك الظروف في تقديري الشخصي كان تدخل الجيش لأستلام السلطة ، لإنقاذ البلاد كان واجبا وطنيا تستلزمه المسؤولية الوطنية والأخلاقية ، ولذلك فعل البشير ما فعل وفجر الثورة بين يدي تسابق لقوي سياسية أخري داخل الجيش لإستلام السلطة ، منها قوي طائفية وقوي قطرية والقصة معروفة .. لكن البشير سبق واستلم السلطة وأنقذ البلاد والشعب وهويته.
الرئيس رغم أخطائه القليلة التي لا توازي إنجازاته الوطنية في بناء جيش قوي ، وجهاز أمن ومخابرات هو الأقوي في إفريقيا ، وتفجير ثورة التعليم العالي ، وتفجير ثورات الصناعات الدفاعية والأمنية والغذائية ، ومشروعات التنمية الكبري في مجال الطرق والجسور والسدود والمشاريع الزراعية والصناعية والدوائية وغيرها التي عجزت الثورة المزعومة عن حمايتها دع عنك إقامة مشروعات مثلها رغم ذلك تعرض للخيانة والغدر والطعن من الخلف ، ولكن ما لا يستطيع الخائنون مسحه وطمسه من آثار الرئيس البشير الخالدة في صفحات التاريخ السياسي الوطني خطاباته القوية في وجه العواصف ، وإيمانه القوي بعزة الوطن وشموخه في وجه الأعداء ، ومشروعات التنمية والأبراج والبنايات والمؤسسات الشاهقة في كل مكان التي يجلس الآن تحت أرائكها المفلسون الذين يشتمون البشير القائد الوطني الغيور القوي ! ويلتقون فيها الخبيث القذر (فولكر) قائد طلائع الإحتلال في بلادنا ، ويلتقون فيها سفراء الدول الإقليمية والعالمية التي تتحكم الآن في تسيير دولاب الدولة المختطفة وقادة الجيش يتفرجون!! يلتقون يأكلون ويشربون ويسكرون ويتسامرون والشعب تطحنه براكين الغلاء والمرض والخوف والجوع ، وهتك الأعراض ، وصراع الفاشلين والدولة بلا حكومة لمدة سنوات ثلاث عجاف.
ماذا بعد مرافعة الرئيس البشير أمام المحكمة وقفل طريق العبث الطويل؟ الرئيس السابق البشير أعترف في إباء وصمود وبسالة أنه قاد ثورة التغيير التي أنجزت ما ذكرناه وغيره ، ولم تسلم البلاد ومصير الشعب للخبيث فولكر وعملاء الإتحاد الإفريقي الذين كانوا يركعون أمام البشير ، وما يسمي (بالرباعية والترويكا) الذين لا تزال تهتز قلوبهم وتقشعر أبدانهم حين يدخلون القصر الرئاسئ ، وبيت الضيافة ، وكأنهم لا يأمنون أن أسد أفريقيا غير موجود هنا!! يرهبهم صدى زئيره وصوره ، لله درك عمر البلاد بعدك ممزقة بالصراعات القبلية والجهوية أكثر مما تركتها ، والجوع قتل الأيتام والأرامل والعجزة ، والحرائر خلف الأستار وداخل الأكواخ يبكين عمر ، والدعاة والعلماء وأئمة المساجد وخلاوي القرآن ومنظمات الخير والمساكين قد فقدوك وفقدوا رعايتك يتعاركون اليوم مع دعاة سيدوا ورعاة عبدة الأصنام والأحجار ، ورعاة المثليين ودعاة نزع البسملة من حياة الشعب المسلمة أغلبيته.
إن مرافعة الرئيس السابق البشير أكدت الفرق بين السودان أمس في ظل البشير رغم تلك المعاناة ، وبين اليوم الذي لا يوجد فيه رجل دولة وطني عزيز يتخذ قرارا قبل سجوده بين يدى الخبيث فولكر ومخابرات السفارات!. والدليل على ذلك بنود الإتفاق الإطاري المتناقضة التي نسجت بليل ، ووشيمة مكر الليل جاءت إقصائية تكرث الإستبداد وتعزيز الخلاف ، والدليل الآخر تبرئ أعضاء من المجلس السيادى من الإتفاق ووصفه بأنهم ووقعوا عليه وهم مجبرين! السؤال الأهم من الذي أجبرهم وهم المؤتمنون علي صناعة القرار السيادي؟ وإعترافهم بأن الجهات التي وقعت عليه ثلاثة عشر جهة فقط وليس 52 جهة كما أعلن أمام وسائل الإعلام ، ولايمكن السير في استكمال تفاصيله ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، والدليل الثالث رفض مجلس الأمن الدولي للإتفاق بعد الإحاطة التي قدمها الخبيث فولكر أمام مجلس الأمن الدولي، ويكفي دليلاً إعتراف أعضاء المجلس السيادي أنه تم بإملاءات خارجية وهذا ما لا يمكن حدوثه في عهد الرئيس السابق المشير البشير.