صديق البصيلي يكتب.. ” بعد رحيله ترك حُزنأ عميقأ..”دكتور بشار” سيرة ومسيرة يمشي بين الناس “١_٢”
صديق البصيلي
بعد رحيله أضحت الدار خلا “دكتور بشار” رجل بقامة وطن و إنسان لا يكرره الزمن رحل بجسده الطاهر عن الفانية لكنه ظل حديثاً يمشي بين الناس ذكرى وسيرة يفوح عطراً طيباً يتداوله الجميع في المجالس والملمات، خبر وفاته كانت فاجعة كبرى حيث ترك في قلوبنا حُزناً عميقاً لا ينطفئ له صفات غير موجودة عند الناس تجده صبوح الوجه لا تفارقه الإبتسامة ، مرحاً يتفاعل ويمازح الأطفال والكبار فكاهي في حديثه مُضحك يسامر الجميع، مشبع بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة عفيف اليد واللسان و عطوف يحب الناس حيث كان الفقيد كريماً حد الكرم ، مضياف أبواب منزله مُشرعة بمثابة وطن يسع الجميع مستحيل يمر أسبوعاً كاملاً لم يدخل داره ضيفاً سواءً كان قريباً أو بعيدا، يستقبل الضيوف و يقابلهم بروح طيبة و يخدمهم بذات نفسه لم يتعلم دكتور بشار هذه الصفات الطيبة إكتساباً من الدراسة بل كانت عنده وراثة وشرب منها وتدفق ينبوع من الخير والجمال للآخرين، كان شجاعا باسلا يمشي مرفوع الرأس يقول الحق مهما بلغت الظروف يتعامل مع الناس بمسافة واحدة له علاقات إجتماعية واسعة بولايات كردفان والخرطوم، رحيله كان يوماً مظلماً بمدينة الفولة و الحزن خيم علينا جميعاً ما كان الفقد لأسرته فقط بل الفقد كان جلل وعظيم لكل الناس والوطن بصفة عامة لكن رغم الفقد الكبير يعتبر حياً لم يموت لأن ترك خلفه أثراً طيباً يظل ذكرى باقية في قلوب الناس.
كان دكتور بشار حمد لله خميس متواضع لدرجة بعيدة مهتم جداً بتواصل الناس يحب أهله بشغف شديد وظل باحثاً عن عمل الخير والصدقات وكان يحب تربية الماشية خاصة «الأبقار» وكذلك الزراعة والزيارات إلى أهله في البوادي، تجده دائماً يمدح الناس ويحفظ لهم مكانتهم الإجتماعية محفز جيد لكل من يأتي إليه ومرشد لعمل الخير وكان مرابط على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن يخصص الفترة الصباحية من يومه دائماً للقرآءة وكان الفقيد نابغة يتميز بذكاء خارق أول دفعته دوماً في فصول الدراسة يتمتع بعقل سليم وذاكرة قوية في الحفظ ومن المدهش جداً عندما يأتو إليه إناس ولو بلغ عددهم خمسين شخصاً في الحين يعرفهم بأسمائهم تسميعاً فرداً فرداً لم ينس أحدا من الأسماء حيث كان مرجع لمرتادي العلوم والمعرفة عالم وباحث في كثير من المجالات وموسوعة مفتوحة لجغرافيا المكان والتأريخ والدين والقانون والطب والثقافة والأدب.
اليوم يمر أسبوع من زمن وفاته ولازال تردد الناس يحمل حزناً طويلاً وحضور الكم الهائل من أهالي لقاوة الكبرى يؤكد ان للفقيد وقفات ووقفات مع أهله بذلك المكان وكذلك مع الآخرين صداقات و صداقات و شهِد العمدة يس كباري عمدة مدينة الفولة عندما كان متحدثاً عن محاسن الفقيد في ليلة ظلماء بخيمة العزاء عند”رفع الفراش” في ثالث الأيام حيث زرف دموع الحزن وأبكى الحضور جميعاً وأمتد السرد وتحدثوا آخرين عن محاسن الفقيد حتى وصل عدد المتحدثين عشرة فرداً بما فيهم الناظر الصادق الحريكة من أسرة الفقيد إلى ان اصبح تأبين غير مخطط له، ونواصل لاحقاً عن اسهاماته الفاعلة في مجالات عمله وخدمة الوطن. نسأل الله ان يتقبله قبولاً حسناً ويبارك في ذريته.