الدلنج تقاوم الحرب بكرة القدم
الدلنج تقاوم الحرب بكرة القدم
في الدلنج الإنصهار أكبر من إنهزام ، والتعايش أعمق من إستهلاك الكلام ، والإخاء متجذر ولو فنى كل الأنام ، ما نزل الخصام يومنا أتحكر أو حام ، الحب و الإنسجام خالد في مجتمع مدرك لكنه الأشياء والمهام ، أختار الرياضة لتجسير الحياة و تناسي المآسي وأصوات الرصاص وتحقيق الأحلام في العيش بإستقرار وأمن وسلام.
المدينة المحاصرة بين قوات الحركة الشعبية شمال جناح القائد عبد العزيز الحلو جنوباً ، والدعم السريع شمالا أصبحت تنام وتصحو على أصوات الرصاص والمدافع . أختارت الدلنج سلاح رياضة كرة القدم لتقاوم به الحرب وهي العروس التي رضع كل حملة السلاح من حنانها ، و تنقلوا بين جبالها وسهولها وفرقانها و وهادها و أحياءها ، تسامروا في الساحات والميادين والأزقة ، لهم أصحاب وأصدقاء ومعارف من خور مريسة والمرافيت وكجنق غربا إلي الشروق والصفاء والمروة شرقا ، ومن التومات وأبو زيد والأمين على عيسى واللباد جنوبا ، إلي حي المك شمال وقادرة والمطار شمالا.
ماذا فعلت عروس الجبال حتى تعيش حرب في موسم الأمطار والافراح والزراعة ، نريدها مدينة عنوان للتعايش ومدينة العلم والحضارة والتعايش السلمي ، والاتصهار المجتمعي كما كانت وتعزز قيم الإخاء والمحبة والتسامح .
كانت أحياء الرديف والمعاصر والصفاء سباقة بإقامة دورات رياضية لإحياء المدينة و شعارها ” لا للحرب نعم للسلام” . فاز حي اللباد على التومات بالإنسحاب في ختام دورة الرديف ، و الحضور الجماهيري الكبير الذي تقاطر لمشاهدة تتويج فريق الأسود الذي فاز على اقوز “أ” بدورة المعاصر أرسل رسالة أن الرياضة قادرة على إحداث الأمن والاستقرار والسلام ، و أعطى الأمل بأن الدلنج بخير ، والحرب لا تأثر في هذا المجتمع المتماسك والمترابط . ومازالت دورة الاكاديميات الرياضية بالدلنج مستمرة .
شعب يعشق المستديرة و أطربته لمحات وإبداعات رمضان كوكو “أري” الذي لعب للتاكا كسلا ، مريخ الأبيض ، و تجاوب مع مراوغات ابو زيد أصيل ” الشروق والجيل والتاج الدلنج ، وهلال ومريخ الأبيض ” ، و بنزين أحمد “موتر” “مريخ الدلنج” لم يخلص بعد ، وكانت لمسات نزار “هلال كادقلي” ودكتور عمران رجحت كفة الأسود على اقوز بهدف فنالوا الكأس .
كما فعل ويفعل أهل الرياضة نريد من كل القطاعات الإدارة الأهلية ، الشباب ، والطلاب ، والمرأة ، ومتظمات المجتمع المدني أن تعمل لوقف الحرب بمبادرات حقيقية تلامس وجدان المواطن الذي يريد العيش بسلام وأمان واستقرار وطمأنينة ، والدلنج هي المدينة الوحيدة بالسودان الواقعة بين نارين الحركة الشعبية والدعم السريع .