المدير الإقليمي لمنظمة الأب فيلب غبوش الخيرية عثمان حسن كندة… يناشد بوقف إطلاق النار بجنوب كردفان.. ويقول الإستنفار بجنوب كردفان يقوده بقايا النظام البائد.. والمساعدات الإنسانية وسيلة للتكسب والإرتزاق
بقلم: عثمان حسن كندة كربوس.
نسبة للحرب التي اندلعت في البلاد ولم تتوقف منذ أكثر من عام البدء اناشد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس والمجتمع الدولي بالضغط على أطراف النزاع في السودان بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتاثرة بالحرب دون قيد أو شرط وعلي المجتمع الدولي البحث عن حلول واتخاذ طريقا ثالثا مخالف لرؤية الأطراف المسلحة الموجودة على الأرض ممثلة في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان _ شمال وحركات الكفاح المسلح الموقعة علي اتفاق جوبا وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور ، كنا نأمل من القوي السياسية السودانية والإقليمية و العربية والإفريقية أن تستشعر الخطر الحقيقي الذي يواجه الشعب السوداني جراء هذه الحرب الوجودية لتنظيم الإخوان المسلمين بالبلاد وعليها أن تدرك الحوجة الملحة لقطاعات كبيرة من المدنيين السودانيين المحتاجين الي المساعدات الإنسانية في خصوصا في جبال النوبة ودارفور والخرطوم، والسماح بإيصالها يعد خطوة كبيرة تفتح بارقة الأمل لتلبي تطلعات وأشواق الشعب السوداني في إنهاء الحروب والنزاعات وتحقيق سلام عادل وشامل و مستدام يوقف معاناة ملايين النازحين واللاجئين والمهجرين الذين تشردوا بسبب حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م المشوؤمة.
كما أدعوا أطراف الحرب بولاية جنوب كردفان “جبال النوبة” بالتحلي بالمسؤولية تجاه المواطنين المدنيين في “١٨” محلية ترزح تحت نير الجوع و المسبغة و إنعدام خدمات الرعاية الصحية الأولية والأدوية المنقذة للحياة، وذلك نتيجة تفاقم الأوضاع الحرجة بسبب الحرب التى أدت إلى النزوح وقفل الطرق الرئيسية مما خلق أزمة خانقة في ظل تكتم أعلامي كامل ، ولذا نحن في منظمة الاب فيليب غبوش الخيرية فإننا ندعوا أطراف النزاع الثلاثة بولاية جنوب كردفان جبال النوبة إلى إحترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والسماح بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية في إقليم جبال النوبة دون أي عوائق وشروط ، كما نلفت أن هناك عددا من مواطني جبال النوبة بولاية الخرطوم يعانون من أوضاع مأساوية بعد أن هجروا جبال النوبة نتيجة للجفاف و الحروبات المتواصلة التي شهدتها جبال النوبة علي طوال فترة الحكومات السابقة، وعليه ندعوا الي إيصال المساعدات والإغاثة إليهم علي وجه السرعة و تسهيل وصولها في تلك المناطق المتعددة بولاية الخرطوم مثل محليتي امبدة والحاج يوسف وجبل أولياء التي تسكنها شرائح ضعيفة تعاني من الأوضاع المأسوية التي تنذر بكارثة إنسانية وشيكة ، كما نطالب بالسماح للمواطنين الراغبين بمغادرة مناطق النزاعات الحالية وأي مناطق أخرى محاصرة طوعا بأمان والإلتزام بحماية الإحتياجات و الضروريات التى لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة . كما نجدد المطالبة بفتح الطريق القومي الأبيض- الدلنج _كادقلي أمام حركة المواطنين المدنين دون أية قيد أو شرط وضمان عدم إستخدام نقاط التفتيش “الارتكازات” في إنتهاك مبدأ حرية التنقل والكرامة الإنسانية ، مع ضمان عدم إستخدام المساعدات الإنسانية لتمرير اجندة سياسية أو نقل مؤن وعتاد عسكري يساهم بشكل أو بآخر الي تأجيج الصراع و أطالة أمد الحرب بالولاية بتجدد المعارك ، ننادي الأطراف لوقف قصير لإطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى المبارك المقبل ، كما ندعوا إلى حماية وتسهيل العودة الطوعية لمواطني جبال النوبة إلى مناطقهم على أن يكون ذلك تحت حماية الأطراف المتصارعة في الإقليمو قوات الجيش السودانيق و قوات الدعم السريع و قوات الحركة الشعبية -شمال كما ندعوا كافة المكونات الإجتماعية داخل الإقليم بتفويت الفرصة على المتاجرين بقضاياه من جميعا الأطراف والانتظام في لجان تصالحت كبيره يقودها وطنيين من رموز الولاية وتستثنى كل الوجوه التي كانت سببا في الحرب والتي فشلت لاسيما الهجوم على مدينة الدلنج.
أن تلك المطالب الإنسانية العادلة والمنطقية التي نريدها من الأطراف هي حق إنساني أصيل يحتم علي الأطراف الاستجابة لها ، و الموافقة عليها من الأطراف المختلفة ستنعكس إيجابيا وبصورة كبيرة علي الأوضاع الإنسانية بكل جبال النوبة و محليات جنوب كردفان علي وجه الخصوص والسودان ككل ، كما ليس من العسير إيجاد حلول أخري لإستدامة وصول الإغاثة. الإنسانية لجبال النوبة بعد ذلك ، ويمكن الإهتداء فيها لتنفيذ أتفاق إنساني في إقليم جبال النوبة مثل إتفاق سويسرا 2000_2001.
أن الظروف الحالية وما أفرزته الحرب من نتائج تحتم ويجب أبعاد كافة الوجوه والرموز التي كانت سببا في إندلاع الحرب في الإقليم وخاصة الهجوم على مدينة الدلنج، وعدم السماح لأي مجموعات قبلية كانت السبب في إشعال الحرب بالمدينة لا شك أن تلك المجتمعات قد توارثت نظاما أهليا مثاليا حدد كيفية وشروط التعايش بين المجتمعات المختلفة ، عليه يجب حافظ عليه بالغالي والنفيس. وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الادارات الأهلية ذات الأجندة السياسية الضيقة الموالية للنظام البائد في جبال النوبة هي سبب البلاوي، وتغييرها أصبح ضرورة حتمية حتى ينعم الإقليم بالإستقرار ومواكبة التغيرات الشاملة التي تنتظم البلاد.
أما بخصوص المقاومة الشعبية ودعوات الإستنفار التي تنتظم بعض محليات الإقليم من رموز النظام السابق فإننا نقول من الضرورة الملحة إنسحاب رموز النظام السابق من الساحة السياسية والعمل العام لأن مهمتهم الأساسية تتمثل في إستمرار الحرب و تسعيرها للوصول بها إلى اتون حرب أهلية شاملة لا تبقى ولا تذر يسهل عبرها الرجوع إلى سدة الحكم.
علي الجميع أن يدرك بأن المبادئ الإنسانية أسمى وارفع من أي إنتماء فكري و جهوي وديني ولذا يجب وقف هذه الحرب اللعينة التي تعدت على أرواح وممتلكات وكرامة وأخلاق الشعب السوداني الذي أصبح لاجئا و مشردا في جميع الاصقاع و الفيافي دون مجرد سواء أرضاء لطموح سياسي لقلة من السودانيين و للأسف أضحي ملف المساعدات الإنسانية وسيلة للتكسب و الإرتزاق من بعض الأشخاص، وأصبح لا يتحرج أحدهم بذكر أن لدى مواد إغاثة داخل منزلي وللأسف يحدث هذا مما يسمون أنفسهم بعلماء في هيئة السلطان الانقاذية البائدة وآخرين من قادة المليشيات المناطقية القبلية.
واخيرا أود أن أشير بأننا لن نألوا جهدا في العمل مع شركاؤنا في العمل الإنساني وكافة المبادرات الهادفة الي معالجة اثار الحرب الحالية و السابقة السالبة علي مجتمعاتنا في جبال النوبة، ورصد كافة أشكال الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب تجاه المدنيين، وندعوا كل المنظمات والجمعيات والروابط السودانية للإهتمام بالكارثة الإنسانية الصامتة التي يشهدها إقليم جبال النوبة و إنسانها المشرد بمختلف الولايات السودانية الأخري.