الدلنج … ثورة جياع

مداد الغبش

عبد الوهاب أزرق

إلى متى تظل الدلنج بهكذا وضع ، كل يوم تزداد معاناة المواطن البسيط و تتضايق مساحات تدفق السلع الغذائية و تتسع بوادر المجاعة بندرة السلع وارتفاع أسعارها بمتوالية هندسية مقارنة مع الوضع قبل أيام ، أمس الأول وفي جولة بسوق الإثنين بالمدينة أختفت ملامح الزحمة و مظاهر التبضع و تجوال المواطن لعدم وجود السيلولة وانعدام الكاش في البنوك المغلقة . رحلة البحث عن الكاش عبر بنكك تمر بإنتهازيين من تجار الربا بنسبة قد تصل إلى ٢٠٪ إن وجدت والبعض بين ١٠_١٥٪ و باقساط أحيانا. قفز سعر كيلو السكر امس الثلاثاء إلي ٤٨٠٠ جنيه بعد أن كان يوم أمس الاول بثلاثة ألف جنيه ، والزيت الرطل قبل شهرين بأقل من ألف جنيه وصل الآن إلي الفين جنيها ، والذرة الفتريتة الغذاء الرئيس المتجذر في الثقافة الغذائية المحلية وصل سعر الملوة إلي قرابة العشر الف جنيه و أصبح لا يمكن الوصول إليه للفقراء والمساكين والضعفاء وهو غذا للأغنياء اليوم لأنه يحتاج إلى توابع من الملاح بزيت “الرطل بالفين ” و بصل “الملوة بعشرة ألف” و لحمة “الكيلو أربعة ألف ” و الويكة “الملوة بين ١٠__١٢ ألف جنيه ” و كلها أصبحت بعيدة المنال للمعدمين ، من المفارقات العجيبة والغريبة أن سعر جوال الذرة قبل عدة أشهر بين العشرين والثلاثين ألفا واليوم الملوتين بسعر الجوال سابقا ، الصابون بسعر ٦٠٠ جنيه وقبل ايام أربعمائة جنيه او يزيد قليلا ، اللوبيا “الملوة ١٢ ألف جنيه” غذاء الفقراء أصبح للمقتدرين في مفارقة حيرت عقول الإقتصاديين ، وحتى الفول المدمس الذي كان يعدل المزاج ويطرد الجوع مع كباية شاي أتعزز و قفز سعر الكيس الصغير من “مائة جنيه” إلي “مئتي جنيه” ، بعد أن صارت ملوة الفول باكثر من الفين جنيه ، وكيلو العدس وصل أربعة ألف وكيلو الدقيق قرابة الخمسة ألف جنيه والمواصلات أصبحت بالدواب والكارو عاد بقوة لرخص سعر الركوب ، ولا وجود للركشات لغلاء الوقود البنزين الجالون قرابة “٤٠” ألف في العيد.

صغار التجار الذين برزوا مع الأزمة والحرب الحالية استطاعوا توفير المواد الغذائية و السلع من أسواق المنطقة الشرقية بمناطق سيطرة الحركة الشعبية التي تنساب منها سلع الصابون والبن والعصير والدقيق والشاي والملح والسجائر وغيرها ، ومن سوق امجمينا بغرب كردفان يعبر التجار بمناطق الحركة الشعبية ويجلبون كل أنواع البضائع ، كما تجلب البضائع من مناطق أخرى جميعها خففت من الوضع قبل العيد لكنه الآن تفاقم وأصبحت السلع نادرة وغالية. فيما يتحكم كبار التجار في السوق ورفع الأسعار.

أجتهدت المبادرات الشبابية في توفير فرحة العيد لبعض المتاثرين بالحرب والمجتمع المضيف لكنها لا تكفي وليست كافية ولم تعط كل الشرائح ، وظلت لجنة إدارة الازمة بالمحلية عاجزة عن تقديم شئ لعدم امتلاكها لمقومات تغيير الحال ، ونأمل منها الضغط على حكومة الولاية والمركز بخطابات عاجلة وملحة تعكس واقع الحال الذي قرب أن يصبح كارثيا

الحل يكمن في دخول المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها المتراكمة في النيل الأبيض والبحر الأحمر والاستفادة من التي بيعت بالابيض في توفير سيولة تصرف مرتبات في المحليات الأكثر تضررا “الدلنح الكبرى وكادقلي الكبرى” التي لم ير العمال فيها المرتبات منذ شهور وتراكمت من يوليو _ ديسمبر ٢٠٢٣م و من فبراير _ يونيو ٢٠٢٤م ، كما نأمل من الحكومة تعمل على إسقاط المواد الغذائية أو المرتبات أو الإغاثات في وضع لا يحتمل التأخير والخريف اوصد كل المنافذ والطرقات الترابية .

إذا استمر الوضع هكذا نخشى من ثورة جياع قادمة بالدلنج .
ربنا يصلح الحال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى