كارثة إنسانية بالدلنج بسبب الحصار.. ولا لتسييس المساعدات الإنسانية

 

بقلم : إبراهيم عربي

بلاشك إنها كارثة إنسانية مؤسفة بكل ما تحمله الكلمة من معني بمحليات الدلنج الكبري بجنوب كردفان ، وازداد الوضع سوء بإنقطاع وسائل الإتصالات عن كردفان عامة وجنوبها خاصة ، فلولا الجهود الكبيرة التي ظل يبذلها زميلنا عبد الوهاب أزرق من أجل رسالته وإيصال رسالة أهله لما وصلت إلينا هذه المعلومات المهمة والمؤسفة ..!.

وبالتالي هي رسالة عاجلة من مجتمعات محليات الدلنج في جنوب كردفان إلي الحكومة وإلي المجتمعين في جنيف ، فإن أهالي الدلنج يموتون جوعا بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل مليشيات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية شمال (الحلو) بسبب الحرب مع الحكومة ..!.

وعليه أطلقت المكونات المجتمعية لمحليات الدلنج الكبرى (الدلنج ، هبيلا ، دلامي ، القوز) عبر مؤتمر صحفي بقاعة مركز دراسات السلام والتنمية بجامعة الدلنج بحضور الإدارة الأهلية بمستوياتها المحتلفة ، أساتذة جامعة الدلنج ، أئمة المساجد ، الأعيان ، الشباب ، المرأة ، مبادرات شبابية ومجتمعية وأهلية ، والاعلام ، أطلقت نداء عاجلا تحت شعار (الأمن والغذاء مسؤولية الجميع ..!) تطالب فيه الحكومة والمجتمعين في جنيف بعدم تسييس المساعدات الإنسانية ..!.

قال الأمير نبيل سعيد بدوي ممثل الإدارة الأهلية أن الوضع الراهن بمدينة الدلنج مأساوي ، حيث أصبح المواطنون يأكلون صفق الأشجار والحشائش الموسمية المحلية (عرق النبي ، الكول ، خديجة كورو ، صفق التبلدي ، صفق اللالوب ، التمليكا والموليتا وغيرها) ليسدون بها رمق الجوع رغم إنها غير مغذية و قد أثرت على صحة الإنسان لاسيما الأطفال وكبار السن والعجزة فأصبح كثيرهم يموتون جوعا بسبب سوء التغذية ..!.

فيما أكد كل من رئيس مجلس شباب النوبة بالإنابة فطر جمعة مؤمن ، وفتحية أبوالنو ممثلة المرأة وآخرين ان سكان الدلنج قبل الحرب منتصف أبريل 2023 بسبب تمرد الدعم السريع لا يتجاوزون (110) ألف نسمة بينما تحتضن اليوم حوالي (189) ألف نسمة ،

وتعاني الأمهات والأطفال الوفيات بسبب نقص الغذاء وفقر الدعم حيث إكتظت بهم المستشفيات في ظل نقص المحاليل الوريدية والادوية العلاجية ومحاليل المعامل ونقص كبير في أكياس نقل الدم والبنج ..!.

وطالب النداء بضرورة تأمين الغذاء العاجل لأكثر من (74) ألف أسرة بمحليات الدلنج ، وتأمين وصول الأدوية والمعدات والمستهلكات الطبية وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وتأمينها لتغطية حوجة أكثر من (15) ألف أسرة نزحت الي مدينة الدلنج من المناطق المجاورة والخرطوم ولقاوة وغيرها ، وطالب النداء الحكومة بتعزيز القدرات الدفاعية للقوات النظامية بكافة وحداتها في وجه هجمات مليشيات الدعم السريع وحليفتها الحركة السعبية شمال (الحلو) التي ظلت تستهدف المواطنين في انفسهم وممتلكاتهم وتغلق الطرق وتعمل علي حصار السكان بمحليات الدلنج الكبرى ، وتطالب هذه المجتمعات بفتح الطرق المغلقة ، والإيفاء بحقوق العاملين بالدولة وتوفير السيولة النقدية .

أكد النداء إنه رغم صمود مجتمع الدلنج والتمسك بأراضيهم في كل الظروف والأوقات في ظل الحصار الأمني والإقتصادي المفروض عليهم من قبل أطراف الحرب لا سيما الدعم السريع والحركة الشعبية شمال (الحلو) القريبين من إجتماعات جنيف بسبب إغلاقهم الطرق ومنعهم المواطنين من الزراعة ، فإن الوضع الإنساني تصاعد أكثر تعقيدا وأصبح حرجا للغاية ، رغم التدخل الإنساني المحدود من قبل الحكومة مما يتطلب تدخلا عاجلا وكبيرا من قبل الدولة ممثلة في أعلى قمتها و بكامل مقدراتها ويدها الطولى لتقوية هذا الصمود المجتمعي في ظل تمسك المواطنين بأراضيهم وماتبقت لديهم من ممتلكات للحفاظ علي الأرض والعرض والتمسك بممسكات الوحدة الوطنية والسيادة السودانية ..!.

وبالطبع هي رسالة عاجلة ألي الحكومة الإتحادية والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ولكل إنسان ذو ضمير حي فلماذا الصمت أزاء ما يحدث في الدلنج من تجوييع ممنهج بسبب قفل الطرق حتي أصبحت الدلنج معزولة عن العالم وحرم إنسانها من ممارسة نشاطه الزراعي والرعوي والتجاري ..!.

فالدلنج بحاجة لإغاثة عاجلة وفتح الطرق بأسرع ما يكون ، وقد فتحت الحكومة الطريق إلي أدري فلماذا ظلت قوات الدعم السريع تغلق الطريق عبر ولاية الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وكردفان وتختلق الازمات ، ولماذا تحاصر قوات الحركة الشعبية شمال (الحلو) محليات الدلنج الكبرى ، وبالتالي لماذا لا تتبني إجتماعات جنيف إغاثة هذه المجتمعات وفتح الطرق بصورة عاجلة بدلا عن اللت والعجن وتسييس المساعدات الإنسانية ..!.

الرادار .. السبت 17 أغسطس 2024 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى