(مكة للعيون والتأمين الصحي بشمال كردفان)…عشم الكردافة..!

 

بقلم : إبراهيم عربي

مثلما قلنا أمس الإثنين في (خبر خاص) أن المدير العام لمؤسسة البصر الخيرية الدكتور العاص أحمد كامل المدير العام لمستشفيات مكة لطب العيون بالسودان والمدير الإقليمي للمؤسسة ، بشر أهل شمال كردفان بعودة خدمات التأمين الصحي بمستشفي مكة لطب العيون بالأبيض قريبا ..!.

وقطع الدكتور العاص ألا مانع لديهم من الجلوس مع إدارة التأمين الصحي بشمال كردفان لتسوية المديونية المتراكمة منذ أكثر من ثلاثة سنوات ، وبل زاد عليها تخصيص (خمسة) مخيمات كبيرة مجانية في مجال طب العيون بالأبيض خلال ماتبقي من العام 2024 في إطار سياسة مؤسسة البصر الخيرية في مجال تقديم مساعداتها الإنسانية ..!.

أولا نشكر الدكتور الطبيب الإنسان العاص أحمد كامل الذي ظل بابه مفتوحا وقلبه منشرحا للتواصل والتعاون المثمر البناء بما ينعكس خيرا لمصلحة الإنسان أينما كان ، ونشكر له إهتمامه بعلاج وخدمات طب العيون بالإقليم في أكثر من (50) دولة والسودان عامة عبر (تسعة) مستشفيات وكردفان خاصة ..!.

بالطبع لا يحتاج منا الدكتور العاص أن نحدثه عن شمال كردفان ، هو إبن الأبيض حيث ولد وترعرع في ذات المنزل الذي شيدت عليه المؤسسة مستسفي مكة الجديد لطب العيون وبالتالي لا يحتاج منا لأن نذكره بواجبه تجاه خدمة أهله لا سيما في مجال التعاون بين مستشفي مكة لطب العيون والتامين الصحي بالولاية (الله لا قطع عشم الكردفة ..!).

بلاشك إن أسوا ما خلفته الحرب التي إندلعت منتصف أبريل 2023 بتمرد قوات الدعم السريع ، إنها دمرت البنى التحتية بالبلاد بعد أن إستهدفت المواطنين في أنفسهم وممتلكاتهم ، ومن بينها دمرت ونهبت الأجهزة ومخازن مستشفيات مكة لطب العيون لا سيما ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة ، بعد أن إتخذت مكة مستشفاها بمدني مركزا بديلا للخرطوم وقد شهدنا فيه تدشين أحدث أجهزة الشبكية بالعالم وغيرها ..!

رغم كل ذلك لم تتوقف خدمات مكة لطب العيون بالبلاد بل نفذت مؤسسة البصر الخيرية (40) مخيما متكاملا خلال فترة الحرب وتتجاوز تكلفة المخيم الواحد (50) ألف دولار ، ولكنها بكل تأكيد تقلصت خدماتها بسبب قفل الطرق والقصف والنزوح وإرتفاع تكلفة السلع والخدمات وغيرها ومن بينها تقلصت خدماتها بشمال كردفان لذات الأسباب أعلاها علاوة علي إنقطاع الكهرباء عن مدينة الأبيض لعدة أشهر وأزمة المياه الحادة مما أدت جميعها لإرتفاع التكلفة التشغيلية في ظل ميزانية محدودة ومديونيات متراكمة لفترات طويلة ..!.

وبالتالي لا اعتقد المديونية المتراكمة علي التأمين الصحي بشمال كردفان (258) مليون جنيه لأكثر من (ثلاثة) سنوات لوحدها سببا مباشرا لتوقف الخدمة بمستشفي مكة لطب العيون بالأبيض في مقابل الخدمات الكبيرة والجليلة التي ظلت تقدمها مكة لطب العيون ومؤسسة البصر الخيرية بالبلاد ، وبالطبع لا تساوي نقطة في بحر في مقابل الخدمات الجليلة الإنسانية الكبيرة التي ظلت تقدمها المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعبا لأهل السودان ..!.

صحيح أن هذه المديونية إستحقاق واجب السداد وهي بمثابة إزالة عهدة إدارية ، ولكنها بكل أسف فقدت قيمتها فأصبحت لا تتجاوز تكلفة مخيم واحد كبير متكاملا وهنالك (5) مخيمات تم تخصيصها لشمال كردفان ليتم تنفيذها خلال ماتبقي من العام ، وبالتالي اعتقد أن هذه المديونية مجرد (سبوبة) لجملة من المبررات والأسباب ..!.

علي كل لا يفوت علينا أن نشيد بالجهود الكبيرة التي ظل يبذلها الزميل الزين كندوة صاحب المبادرات المتعددة من أجل خدمة أهله ..!، ولكن علينا أن نلوم حكومتنا بشمال كردفان قبل مكة لطب العيوان ..!، وبالطبع نتساءل لماذا تأخر إكتمال تشييد مستشفي مكة الجديد لطب العيون ..؟!، فالجواب عندي أن حكومة (المر) كانت سببا في ذلك لعدم تعاونها وتقاعسها في كثير من المطلوبات البسيطة االتي كانت تتطلب مجرد قرارات إدارية لم يتفاعل معها الوالي حسب المطلوب ، وبالتال خلقت جفوة في التعامل مع قيادة مؤسسة البصر الخيرية وتركت أثرا سالبا علي خدمات مستشفي مكة لطب العيون ، ونأمل من الوالي عبد الخالق أن يبادر لأجل خدمة أهله ..!.

علي كل لايزال التحدي الأمني كبيرا بشمال كردفان أمام مكة لطب العيون لإدخال الأجهزة والأدوية والمعدات الطبية وغيرها من الإحتياجات للأبيض المحاصرة من كل صوب وحدب ، علاوة علي توفير الكوادر الطبية في المجال وقد هاجر كثيرهم بسبب الحرب، علاوة علي الإتفاق مع إدارة التأمين الصحي لتسوية المديونية السابقة وتحديد أسعار جديدة تتسق مع الظروف المجتمعية وتحديد كيفية الدفع الجديدة وبالطبع كله يهون في سبيل خدمة المواطنين في شمال كردفان في ظل الظروف القاهرة (الله لا قطع عشم الكردافة ..!) .

 

الرادار .. الثلاثاء الثالث من سبتمبر 2024 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى