(العمل الإنساني والطوعي بالدلنج… نظرة عن قرب ١-٣)
مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق
كثيرة هي المبادرات الشبابية والمجتمعية والأهلية والدينية والحزبية التي ظلت تخدم المجتمع والإنسانية بالدلنج في مجالات الصحة بتوفير الدواء ومعالجة الحالات المرضية و بإقامة بإصحاح البيئة والنظافة بالأسواق والمساجد والأحياء ، و مجال الإطعام بتقديم الغذاء عبر توفير المواد الغذائية العينية أو إقامت المطابخ وتوزيع الوجبات بالأحياء ومراكز الإيواء بجانب ذبح الأضحية وتوزيعها للمحتاجين ، عطفا على التوعية وتقديم الإرشادات للمواطنين في شتى المجالات ، كما لها أدوار ثقافية وإعلامية واجتماعية خلقت لها سمعة ممتازة كانت أرضية ثابتة لتوسع العمل الإنساني والطوعي في مدينة تتنفس المبادرات الخلاقة في كافة المجالات.
جاء تكوين هذه الأجسام بعضها كمبادرات في الأحياء ثم شملت كافة احياء المدينة أو من شباب يتفق على فكرة مع ميولهم و مبادئهم و رغباتهم ، وتمتاز هذه الأجسام بالتعاون والتنسيق داخل كل مجموعة في إطار وحدة الهم لخدمة المجتمع ، لكنها تتنافس تنافسا عدائيا أحيانا يصل مرحلة تبخيس الأعمال ، تنافس شديد دون تقارب مفضي إلي وحدة خدمة المجتمع و إن بعضها يتفق إلي حد ما ، و جاءت محاولات توحيد الجهود عبر منصة شباب مدينة الدلنج إلي أقامت ورشة تدريبية جمعت أغلب المبادرات الشبابية والمجتمعية وتم التوافق على إنشاء “غرفة الإستجابة الطارئة ” . جهود وصفها مراقبون بالممتازة في إطار لم شمل المبادرات الطوعية لتعمل بتناغم وتنسيق لتوسعة رقعة تقديم الخدمات دون أن تظل منكفئة على حيها أو إنتماءها أو في اطار الشللية و الصحوبية والحزبية.
تتعدد مصادر تمويل هذه المبادرات بمساهمات الأعضاء أو دعم و مساهمات من خيرين داخل وخارج السودان بجانب المنح والمساهمات التي تقدمها المنظمات الدولية أو الإقليمية أو المحلية لتنفيذ برامج وفق التصورات والتقديرات المقدمة للبرنامج ، ينفذ المشروع بكل الدعم أو يقلص هذا محتاج إلي متابعة من الجهة المانحة .
الملاحظ في قمة هذه الأزمة التي تمر بها مدينة الدلنج كانت هنالك مبادرات عريقة قدمت الكثير لكنها اختفت أو قل نشاطها وليس لها أثر ، فيما ظهرت مبادرات صغيرة وحديثة التكوين و قدمت جهود ملموسة و محسوسة ونالت الرضا المجتمعي وكانت صادقة وأمينة في نشر مصادر تمويلها و الصرف وفق حسابات عرفها الجميع ، ومن الملاحظات بعض المبادرات تعتمد كليا على دعم المنظمات الإقليمية والعالمية إذا قدمت لها عملت وإذا وقف الدعم وقفت دون أن تتفاعل مع المجتمع ، وأخرى ظلت تعمل في كل المواقف والأحداث بتفعيل الإشتراكات ولها مصادر من خيرين خارج السودان ظلوا يقدمون على الدوام ، كما توجد مبادرات فردية تعمل في الجانب الصحي بتوفير الأدوية حققت نجاحا كبيرا للشفافية التي يتميز بها هؤلاء في طرح الحالة عبر صفحاتهم الشخصية واستقطاب الدعم للمريض .
من الملاحظات اللافتة أن بعض الأفراد تجده في أكثر من مبادرة في حين أن العضوية مفروض تكون في مبادرة واحدة بالمكتب التنفيذي ، و من هنا تبرز ملاحظة استقطاب الدعم عبر كل جسم و تجد المنفذين هم نفس أو أغلب الشخصيات في كل مبادرة مما يعضد أن المبادرات أصبحت أكل عيش للبعض ، و التشعب في كل الأجسام بمسميات متعددة يأكد أن العمل الطوعي البعض يستغله لمآرب أخرى إقتصادية أو سياسية.
في الآونة الأخيرة برز مسمى ” غرفة الطوارئ” جسم تم تكوينه في الدلنج والإختيار له تم بإنتقائية سياسية أو أيديولوجية في بعض الأحياء في تحوير للعمل الإنساني إلي سياسي أو ليخدم تيارا معينا ، أو تمكين لتيار محدد ، المعلوم أن كل جسم يقوم في الأحياء المفروض يمر بمراحل إخطار المدير التنفيذي ، ومدير الوحدة الإدارية ، و لجنة الحي ،او شيخ الحي لكن تكوين أجسام داخل الأحياء بمنعزل عن كل هذه الجهات يبدو مريبا ويحتاج إلى مراجعة ، وما حدث بأحد الأحياء كان بداية رفض لهذا الجسم الغريب الذي لم يظهر للعلن حتى الآن وتجري الترتيبات بتكوين المكاتب التنفيذية وفتح حسابات أو الإعتماد على حساب أحد الأعضاء ليكون حسابا للغرفة التي لم يعرف بعد من أين لها بهذا المال الذي تود توظيفه لخدمة العمل الطوعي .
يظل المجتمع محتاج إلي المبادرات لتخدم المجتمع في ظل الوضع الراهن والظروف الإقتصادية والإجتماعية الضاغطة للمواطن لتتكامل الأدوار المجتمعية مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية بعيدا عن الإنتماءات السياسية و الإستقطاب الحزبي والكل يعلم أن أحزاب قحط واتباعهم هم سبب الحرب والحصار بالدلنج يريدون تمكين أحزابهم و الإسترزاق على جماجم الأطفال وكبار السن والعجزة وينطبق عليهم المثل الشعبي تقتل القتيل و تمشوا في جنازته .