عبد الرحمن أبو أسيل يكتب… (ركائز العلاقات الإنسانية ٢-٢)

 

الناس جميعا امة واحدة…!!

لقد اعتبر الاسلام الناس… أمة واحدة، تجمعهم الإنسانية، حتى إذا فرقتهم الشرائح السماوية.

فإن الأصل واحد ، لقد صرح القرآن الكريم، و السنة المطهرة لذلك، لطالما الاصل واحد، إذاً الوحدة الشاملة في الآية الأولى من سورة النساء تبيّن ذلك، قالى تعالى في سورة النساء ( يأيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيراً ونساء) لقد خلق الله الناس من نفس واحدة، وخلق من النفس زوجها، بعد ذلك تكاثر الناس بقدرة الحق عز وجل، إذاً نفهم من الآيتين السابقتين، أن الإختلاف عارض، سببه الأهواء، و إن الله تبارك و تعالى، أرسل الرسل بالهداية، و ليحكموا بأمر الله تعالى، في هذا الإختلاف ، و قد ذكر القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، بأن الإختلاف، لم يكن أختلاف اللغات، والألوان، بمانع من الوحدة، الإنسانية الجامعة، بل..! أن هذا الإختلاف من سنن الله في خلق الإنسان ! اذ جعل له القوة يتكيف بمقتضاها مع البيئة الإجتماعية، عندما صرح القرآن العظيم أن اختلاف الألسن، و الألوان، أنما هي من مظاهر قدرة الله تبارك تعالى الغالبة في خلق الإنسان ، وأن إختلاف الناس شعوبا، و قبائل، لم يكن ليتقاتلوا، و يختلفوا، و لكن ليتعارفوا، و يتعاونوا، كما جاء في الكتاب الكريم، قال تعالى ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى) إن هذا التعارفوا، يجعل كل مجتمع، ينتفع بخيرات مجتمع آخر، و فى سبيل هذا التعارف حثنا القرآن الكريم على السعي في الأرض، طلبا للرزق، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد حارب التفرقة في المعامله بسبب الألوان، و الجنس، إنما بإيمان في القلب والتصديق الجازم، و العمل، لذلك كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ في سبيل هذه الحقيقه كان يقدم المؤمن ذي السبق في الإسلام على غيره و ثبت ذلك عندما إستأذنه السيدين الطاهرين رضى الله عنهما، بلال الحبشي و ابو سفيان الزعيم القرشي، فأذنا بالدخول، و قال: الذي بالباب، لسيدنا عمر، بالباب ابو سفيان، و بلال فغضب عمر الفاروق لتقديم أبو سفيان على بلال، قل بالباب بلال و ابو سفيان، و أذن لبلال و لم يأذن لأبي سفيان، وطأطأ القرشي، لأنه مبدأ من مبادي الأيمان.

إذاً، جاء الأسلام ليحارب العصبية، و العنصرية، و القومية و الإقليمية، ليكون العدل هو السائد، لكي تكون المودة، والمودة، والرحمة، بين الناس، في بقاع المعمورة، و قال: النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من دعا الى عصبية و ليس منا من قاتل على عصبيّة) لقد سأل ابي ابن كعب النبي صلى الله عليه وسلم: عن العصبية فقال له: أمن العصبية أيحب الرجل قومه؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا….« و لكن العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى