الإعلامية والناشطة الأستاذة مريم البتول اوشى ترد للمناضل كوكندي كالو شالوكا

بإسم الله وبإسم الوطن وبإسم شعب جبال النوبة الأرض والتاريخ والموروث
ردا على رسالة المناضل كوكندي كالو شالوكا … المحترم.
الأخ العزيز المناضل الشجاع “شالوكا” قرأت رسالتك بكل تمعن و دقة وما بين سطورها كثير من المشتركات التي نعمل عليها من أجل مواطن جبال النوبة المهمش و الفاقد للتنمية في كل المجالات وجاء الزمن لنضع الخلافات بيننا كشعب النوبة جانبنا و لا بد أن نواجه من يقف في وجه تقدمنا ووحدتنا بالسلم لا بالحرب التي مهما أمتدت لا بد أن تنتهي بالسلام ، وجبال النوبة عاشت حربا امتدت لأكثر من أربعين عاما ماذا كانت نتائجها على المواطن البسيط ، و اليوم تظهر بوادر حربا جديدة بتحالفكم مع المليشيا المهزومة والتي أنتم العدو الإستراتيجي لها ، لكنكم لم تستوعبوا الدرس حتى الآن، والنداء لكم بكل أخوة وبصلات الدم والعرق واللون ندعو إلي إيقاف ونزع فتيل الحرب القادمة إلي جبال النوبة.
اتفق معك في التهميش الممارس على مناطقنا الذي بدأ منذ إتخاذ المستعمر سياسة المناطق المقفولة التي أقعدت جبال النوبة ، وبعد الاستعمار ظلت نفس الممارسات موجودة في ظل الحكومات الوطنية ليقينها أن شعب جبال النوبة قوي وإذا تعلم سوف يحكم السودان وهو الذي يملك كل مقومات النهضة ، لكنه حورب من كل الجهات وأصبح ابناءه وقودا للحرب في الحركة الشعبية والجيش السوداني يقاتلان نيابة عن شعوب وحكومات وفئة محددة مستفيدة تنهب الثروات والخيرات.
الطرفان الحركة الشعبية والجيش السوداني مارسا الانتهاكات بحق الشعب في الحرب بجبال النوبة بتفاوت زمني شمل القتل والنهب والسلب و كل موبقات الحرب ، فلا نرمي اللوم على طرف ونغض الطرف عن الانتهاكات الأخرى فليكن المعيار موزايا.
من حق الحركة الشعبية تبرم الاتفاقيات ، تشكل التحالفات ، توقع المعاهدات ، مع من تريد هذا حقها ، لكن أن تتحالف مع المليشيا المهزومة والتي تريد أن تكون دولة العطاوة الكبرى التي تشمل جبال النوبة “تلال العرب” والتي اغتصبت وقتلت وشردت وسلبت أهل جبال النوبة في لقاوة ، هبيلا ، التكمة ، التنقل ، الزلطاية كان مفاجئا حقيقة و مدهشا لكل شعب النوبة الذين فروا من الحركة الشعبية بالإستقالات والمسيرات والبيانات و التسجيلات الصوتية يقينا منهم أن هذا التحالف لا يلامس أشواق و آمال و اهداف النوبة ولا يخدم قضيتهم العادلة لجهة أن المليشيا غير مؤمونة العواقب وهي آخر من يتحدث عن مصالح النوبة.
من قال أن السودانيين يريدون العلمانية؟ ، وهل تفرض العلمانية بالقوة كما أرادت حكومة قحط وفشلت ؟ . وهل العلمانية تطبق وتنفذ بالقوة وفوهة البندقية أم بالديمقراطية التي لا تعرفها مليشيا الجنجويد التي تحالفتم معها ؟ . راجعوا مواقفكم ولا تسيروا في طريق ضد إرادة الشعب النوبي وإلا سوف تخسرون قريبا.
منتدى قيادات ونشطاء جبال النوبة حول العالم في الحياد منذ قيامه وفي مواقف كثيرة وقف مع الحركة الشعبية في مواقفها ضد الظلم والتهميش و ازلال النوبة وكانت سيفا مسلطا لكل الممارسات الغير إنسانية ضد الشعب النوبي.
الحركة الإسلامية وكل الحكومات الوطنية مارست الانتهاكات ضد النوبة ومارست أبشع من ذلك وبالمقابل الشئ بالذي يذكر أيضا مارست الحركة الشعبية في التاريخ القريب ممارسات لا أخلاقية بحق شعب النوبة عندما تحالفت مع المليشيا وأصبحت تمارس نفس أفعالهم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان ، جلدت الحرائر “١٠١” سوط “ملوة” ، و قصفت و قتلت الأطفال بكادقلي وجوعت أطفال الدلنج الذين هلكوا بسوء التغذية ومات العجزة والمسنين بعدم توفر الدواء ” .
المنبر يدين كل من هو مخالف للقانون وضد الإنسانية ، ولو كان قائما في الفترات التي قلتها وحدثت فيها انتهاكات لادان الممارسات والسلوك ، وكما تعلم قام المنبر في تاريخ حديث ليس في التسعينات عندما أعلن المركز الحرب ضد النوبة بالجهاد.
اتفق معك أن مشكلة جبال النوبة سياسية واضاف لها إجتماعية أيضا ، ودعني أقول بصدق الجنس الزنجي يستعجل النتائج وإلا لكان الآن تحكم الحركة الشعبية كل السودان وليس جنوب كردفان ، واستعجلت للحرب لما خسرت الانتخابات في ٢٠١١م بشعار النجمة يا الهجمة و المؤتمر الوطني بشعار هارون يا القيامة تقوم ، وأقول بكل صدق لو صبرت الحركة الشعبية خمسة أعوام و قوى عودها سياسيا لفازت في كل السودان وليس جنوب كردفان فحسب.
جاءت للحركة الشعبية فرصا كبيرا في ممارسة العمل السياسي لكنها فوتتها بتعنت القادة وميول بعضهم ضد رغبات وأشواق شعب النوبة الذي يكره مليشيا الجنجويد وكل أفعالها ضد شعب النوبة العظيم التي حدثت في جبال النوبة من قتل وتشريد ونهب واغتصاب ومن يتحالف مع من يمارس هذه الإنتهاكات التي ترفضها الفطرة البشرية لا يرضى عنها شعب النوبة ويصبح مؤيدا لهذا السلوك
الإعلامية الأستاذة مريم البتول أوشي
الناشطة في مجال حقوق الإنسان والمرأة والطفل
نيويورك