أوفياء أجزلوا العطاء فهل من أوفياء لهم
مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق
الحياة الإنسانية بها نمازج لأناس قدموا من غير منٍ و أذى ، أعطت يمينهم و لا تعلم شمالهم ، وضحوا من أجل إنسان جنوب كردفان ، وكانوا وقودا ومشاعلا أضاءت للناس طرقهم ، و ساعدوا وبنوا الأوطان ، و كانوا معاولا للتنمية والبناء والتعمير ، وسواعدا للخير ، وسفراء للطيبة والإحسان ، ونمازجا لحسن الخلق والتأدب ، وجمال الأخلاق .
التجاني محمد إبراهيم “عنكوش” أحد أبناء الوطن الأفذاذ ، وأبناء جنوب كردفان الأخيار ، ومدينة الدلنج العروس ، وحي قعر الحجر العريق ، من زاوية البرهانية وشيخ يوسف كان التبتل والسكينة ، ومن محافظة الدلنج كان أحد عوامل نجاح نفير مدينة الدلنج في التسعينات عندما عمل مع المرحوم الشيخ المجذوب يوسف بابكر محافظ الدلنج مفجر طاقة أبناء مدينة الدلنج ، فكانت منشآت إستاد السلام ، و محطة الإرسال التلفزيوني ، وغيرها من بنايات ظلت شاهقة تمجد إنسان الدلنج العظيم ، أعمال قادت المحافظ الفقيد المجذوب إلي كادقلي واليا ، ثم إلي النيل الأبيض واليا أيضا ، وفي هذا الترحال والتسفار كان التجاني هو المخطط والمنفذ لبرامج الوالي ، قدم ود إبراهيم لكردفان الجنوب فما بخل ، أجزل العطاء وما فتر ، جاد وما زهج وتنمر ، وتوجته أعماله رئيسا لأبناء جبال النوبة بالنيل الأبيض ، وهو المرحب بكل البعثات الرياضية والثقافية والإجتماعية القادمة إلي النيل الأبيض والعابرة كرما وترحيبا وسماحة.
والأقدار دائما أقوى ، والمرض أقعد الرجل الشهم الكريم ، الذي أصيب بنزيف ثم بشلل أقعده منذ عام ونيف ، وظل يعاني و المرض يتعبه ، وهي رسالة فلنجزل العطاء ، ونرد الدين لرجل أحسبه من الصادقين المخلصين الأوفياء من أبناء جنوب كردفان ، مزج بين الإدارة والتفاني ، العمل والتضحية ، الأداء بالعزم ، العطاء بالمساواة ، إنسان جنوب كردفان عنده سواسية ، فهل نقدر أن نقف مع راسم البسمة على شفاه الكثير من الأشخاص ، ام نتركه للمرض الذي أقعده في السرير طريحا بالخرطوم بحي الأزهري مربع “٧”.