إبراهيم عربي يكتب… الطرق : ما بين التعديات والحفر والحفر..!

بقلم : إبراهيم عربي

مع الأسف الشديد لازالت التعديات علي الطرق القومية مستمرة عن علم أو جهل ، بقصد أو دون قصد ، وبالطبع لن تتوقف عند تعديات بعض الشركات والمؤسسات الحكومية الخدمية الأخري فحسب بل أصبحت الطرق بمثابة الحيطة القصيرة للتنفيس أو التعبير عن أي موقف سياسي (ثقافة المتاريس) والتي ظلت سمة ملازمة للشوارع في الخرطوم ورصيفاتها من الولايات للتعبير عن الغضب لتحقيق المطالب ، وأحيانا تعديات أخري من شركاء الطرق أنفسهم ..!.
ولذلك أصبحت الهيئة القومية للطرق والجسور أمام تحديات جسام للمحافظة علي كفاءة الطرق القومية وصيانتها وتحقيق السلامة فيها ومطلوباتها لشركائها مستخدمي الطرق والتي تجاوزت (11) ألف كلم مسفلت فضلا عن أطوال مماثلة لها من الطرق الزراعية القومية وبالتالي أصبحت الهيئة نفسها أمام مشكلة في ظل التعديات والحفر (بضم الحاء وفتح الفاء) والحفر (بفتح الحاء وكسر الفاء) ..!.
وليس ذلك بعيدا محاولات بعض أصحاب النفوذ لي ذراع الهيئة لتمرير أجندتها علاوة علي التجاوزات في الحمولات الزائدة والتي تتجاوز أحيانا (مائة) طن بدلا عن الحمولة المحددة (56) طن بجانب التحايل في دفع رسوم العبور أو الرفض الصريح بعدم دفعها والتخندق والتكتل ضد الهيئة ، فيما وقفنا أمس ميدانيا علي الطريق القومي (الأبيض – الخوي – النهود) الذي أصبح سيئا ومكانا للنقد علي لسان الجميع لما أصابه من تدهور .
وقفنا ميدانيا علي الجهود التي بذلتها شركة الجنيد للطرق من صيانة وعمل جاد في طول (41) كلم من الطريق (الخوي – النهود) بطول (103) كلم حسب مواصفات وشروط العقد من (كشط طبقة الأسفلت القديمة ، دمكها ، نظافة الطريق الجانبي ، تنظيف الأشجار) خلال شهرين من إمكانياتها الذاتية ، حيث قطع المهندس بابكر عبد الباري مسؤول القطاع بشركة الجنيد للطرق أن الشركة علي إستعداد لتكملة المشروع بتكلفة (21) مليار جنيه قبل مدته المحددة (20) شهرا بشرط إيفاء وزارة المالية بإلتزاماتها .
ولكن لا أدري لماذا تخلفت وزارة المالية وقد سبق أن أكد وزيرها الدكتور جبريل إبراهيم لنا في عيال بخيت عند تدشين الخط الناقل للمياه (مشروع القرن) مايو الماضي إنسياب المال لشركة الجنيد لتنفيذ العقد بينما تقول شركة الجنيد إنها لم تستلم شيئا من الواضح أن الوزير في غمرة إهتماماته بتنفيذ تعهدات إتفاقية جوبا للسلام نسي أو تناسي أن التنمية في ولايات دارفور لا تتم دون الإهتمام بالطرق التي تربطها بالعاصمة والخرطوم وبالتالي تصبح كردفان هي المحور الذي ترتكز عليها في التنمية وبالتالي يعتبر طريق (أم درمان – الابيض – النهود – الفاشر) مدخلا لتنفيذ إتفاقية جوبا للسلام .
من جاننا وقفنا ميدانيا علي إمكانيات شركة الجنيد للطرق من حيث الآليات والمعدات فوجدنا إسطولا من الآليات والمعدات موجودة بموقعين بالطريق بالخوي والنهود ،بالطريق وبالتالي لمسنا جديتها لتنفيذ تأهيل الطريق (الخوي – النهود) وفقا للمواصفات والشروط التي حددها العقد فيما جاءت شهادة سائقي الشاحنات مستخدمي الطريق إيجابا حيث أكدوا أن المسافة التي كانت تستغرق يوما كاملا قبل التأهيل أصبحت لا تتجاوز (نصف) ساعة مما يعني لهم توفير الزمن والجهد والأسبيرات والأمن والطمأنينة وقطع هؤلاء السائقين إستعدادهم لدفع رسوم العبور الجديدة والتي خلقت أزمة مفتعلة بين الهيئة وبعض أصحاب الشركات التي تمتلك أسطولات من الشاحنات وبعضها خارج تتجاوز المواصفات المحددة لإستخدم الطرق القومية .
ولكن نخشي أن يتسبب إغلاق طريق (الخوي – النهود) مثلما أعلنت اللجنة العليا لدار حمر إغلاقها الطريق عند مدخل النهود الغربي منذ أمس السبت ، أن يتسبب ذلك في إعاقة العمل تنفيذ عمليات تأهيل الطريق وبالتالي تصيبه ذات اللعنة التي أصابت الطريق الدائري (البعاتي) بجنوب كردفان ..!.
بلاشك فإن الطرق هي أساس التنمية ومدخلا للخدمات ولذلك لابد من الإهتمام بها مثلما قال المهندس المقيم لطريق (الابيض – الخوي – النهود) عاصم حسن علي أحمد مدير قطاع كردفان بالهيئة القومية للطرق والجسور ، أن الهيئة قسمت الشركات إلي (أ،ب) وقال الجنيد تعتبر من الشركات (أ) من حيث الإمكانيات ولذلك يعول عليها القطاع كثيرا في توفير خلاط بالمنطقة وتوطين مقومات صناعة الطرق ، مشيرا إلي ان القطاع يشرف علي أكثر من (ألف) كلم طرق قومية ويوليها إهتماما خاصا في أعمال طوارئ الخريف والتي أنهت أعمالها أمس في طريقي (الأبيض – الدبيبات – الفولة) و(الابيض – النهود) ، مؤكدا السعي حثيثا وفقا للشراكة ثلاثية الأبعاد بين (المالية والهيئة والمقاول) لتوفير المقومات الأساسية للطرق لا سيما توفير الكسارات والخلاطات .
في الواقع أن الهيئة القومية للطرق والجسور ظلت تقاتل لوحدها في كافة الجبهات في ظل التكلفة العالية لصناعة الطرق ، حيث تتجاوز تكلفة تشييد الكيلو متر الواحد (مليون) دولار والتأهيل مابين (600 – 900) ألف دولار وتكلفة صيانة الحفرة الواحدة في الطريق (ألف) دولار تقريبا وبالطبع إذا تركت هكذا تسبب أضعافا مضاعفة من الخسائر المزدوجة مثلما أكدها سائقي الشاحنات مستخدمي طريق (الأبيض – الخوي – النهود) الذين إستنطقناهم .
علي كل فإن الطرق تحتاج لتضافر جهود الجميع للمحافظة عليها وهي أساس التنمية والخدمات ، وبلا شك أن طريق الصادرات (أم درمان – جبرا – بارا) مهما أصابته من الآهات والأنات يصبح مفخرة وقد قرب طريقنا مابين (أم درمان – الأبيض – الخوي – النهود) ذهابا وإيابا، وبل يعتبر شامة علي جبين أهلنا بمنطقة دار الكبابيش الذين ظلوا يعيشونه حلما لأكثر من (70) عاما قبل أن يتحق في عهد نفير النهضة ويصبح واقعا ..!.
الرادار .. الأحد 16 إكتوبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى