“إبراهيم عربي يكتب.. (حمر والمسيرية)… إتقوا الفتنة..!
(حمر والمسيرية) … إتقوا الفتنة .. !
بقلم : إبراهيم عربي
اعتقد إن لم يكن جميعها فمعظمها بيانات فتنة جاهلية تفتقد للحكمة والرشد ، وبل تدعو لمزيد من صب الزيت علي النار ..! ، مع الأسف الشديد بعضها صدرت من قيادات لها مكانتها ونكن لها كامل الإحترام والتقدير ..!.
في الواقع أن المنطقة بكاملها (دارحمر ، دار المسيرية) تعيش تهميشا وظلما تنمويا وخدميا ويعيش أهلها عطشا وجهلا وجوعا ومرضا وبعضهم يشكو الفقر وهي ليست كذلك ..!، كالعِيسِ في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمولُ ..!.
فلماذا التحشيد والتحشيد المضاد لخدمة أجندة ماكرة تريد جر المنطقة لتعيش في أتون الحرب والفتن ، وهنالك من يسعي لسلب المنطقة بكاملها (دار حمر ودار مسيرية) تحت مزاعم وإدعاءات تاريخية ..!، إذا علينا البحث عن المستفيد من تصعيد الأزمة في هذا التوقيت ..؟!.
سألت كثر من الزملاء والأصدقاء فوجدتهم جميعا ينتقدون ما يحدث من تصعيد خطير رسميا وشعبيا بغرب كردفان ، ويعتبرونها أخطاء إدارية وسوء تقديرات في وقت تعيش فيه هذه المكونات في تجانس وتعايش وتصاهر بعيدا عن القبلية ، فلماذا إذا يريد هؤلاء جر المنطقة بكاملها لحرب عبثية ..؟!.
إذا لابد من كشف تلكم الأيادي الخفية التي تريد أن تعبث بمقدرات المنطقة ، وبالتالي علينا البحث عن هذا العدو الخطر الحقيقي (المندس) الذي يسعي لإشعال نار الفتنة بين (حمر والمسيرية) ..!.
مع الأسف الشديد ولاية غرب كردفان تنقصها الكثير من مشروعات التنمية والخدمات وليست منطقة (دار حمر) لوحدها فحسب رغم ميزاتها التقضيلية بما حباها الله من نعم كثيرة في باطن الأرض وظاهرها فضلا عن إنسانها المعطاء بتعدد إثنياتهم ومكوناتهم .
وبالتالي من حق المنطقة أن تصبح إقليميا له شأن وليست مجرد ولاية أو منطقة مذوبة كما يسعي لها البعض ليتفرق دمها بين الأقاليم ، ولذلك من حق أهلنا في (عموم دار حمر) أن تكون لهم طموحاتهم وبل طموحات كبيرة تعانق الثريا وليست مجرد ولاية (وسط كردفان) ظلت ولازالت مطلبا في عهد تتشكل فيه البلاد من جديد ..!.
في إعتقادي أن قرار تجميد ترسيم الحدود بين محليتي السنوط والنهود مكان النزاع ، والذي تم في إجتماع مشترك جمع بالخرطوم والي الولاية المكلف خالد محمد أحمد جيلي ، ونائبه آدم كرشوم ، ووفد من نظارة عموم دار حمر بقيادة وكيل النظارة منعم عبد القادر منعم منصور ، تم بالقصر الجمهوري برئاسة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة والمشرف علي كردفان الكبري ، والذي ظل يبذل جهودا متصلة لملمة قضايا كردفان بجانب همومه الوطنية الكبري ، كان الهدف من القرار تعزيز وترسيخ دعائم التعايش السلمي وبسط الأمن وتحقيق الإستقرار بالمنطقة والتي ظلت تتحدق بها المخاطر من كل حدب وصوب ..!.
صحيح القرار سيادي ولكنه مجرد تجميد لقرار الترسيم درءا للفتنة في مرحلة مهمة تمر بها البلاد ، ولا اعتقد ذلك إنتقاصا من حق أهلنا المسيرية وليس سلبا لحقوقهم ولا حقوق أهلنا حمر ، وقد أمن الإجتماع المشترك علي مطالب المواطنين بالمحليات الشمالية معتبرا إياها مطالب عادلة ، أرجعوا مناقشتها لمؤتمر نظام الحكم والإدارة المأمول مابين المركز والولاية للوصول لحلول عادلة ترضى المواطنين بالمحليات الست بالولاية وبالطبع دون أن تنتقص من حقوق المحليات الأخري بغرب كردفان .
مع الأسف تشتعل هذه الأزمة والبلاد تفقد يوميا نفر من كوادرها وكفاءاتها وقياداتها ، وإذ يغادرنا في هذا التوقيت الذي تعيش فيه غرب كردفان معركة عبثية متوهمة بين أهلنا (حمر والمسيرية) ، يغادرنا الأخ والصديق فيصل الجويسر الخبير في التخطيط الإقتصادي ليتسلم مهام عمله الجديد في مدينة الرسول صل الله عليه وسلم بالمملكة العربية السعودية موظفا أمميا بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم وليست المرة الأولي فالجويسر موظفا أمميا مرموقا تقلد عدة مواقع فيها .
مع الأسف الشديد تكون البلاد قد فقدت الجويسر أحد كوادرها الإقتصادية من ذوي الكفاءة والسيرة العطرة علي مستوي المركز وبالطبع تكون قد فقدت مالية غرب كردفان واحدا من كبار كفاءاتها وكوادرها المهنية (التكنوقراط) .
علي كل لأهلنا في عموم دار حمر في المحليات الشمالية الست قضية كما لأهلنا في دار المسيرية بالمحليات الثمانية (الغربية والجنوبية) أيضا قضية أساء البعض تقديراتها وكيفية التعاطي معها وهي حقوق وتظل الآمال معقودة لحلها نهائيا في مؤتمر نظام الحكم والإدارة المأمول ..!.
الرادار .. الخميس الأول من أغسطس 2022 .