عبد الوهاب أزرق يكتب.. مداد الغبش.. (المصارعة…جينا بقلب صافي جينا… جينا للسلام جينا)
بعض من المواقف والحشود الدافئة المتدافعة إلي كرنفال أو مهرجان ، تشعرك وكأن الحياة بدأت اليوم ، أو أُطلق البشر توا لينعموا بالتمازج والتصافي والإنصهار المجتمعي ، مقرون بصفاء القلوب ، ونقاء السريرة ، وطيب المعشر ، وسماحة الإنسان ، كل القواميس تعجز كلماتها عن التعبير عن ما يدور هذه الأيام بمدينة الدلنج العروس في جبال النوبة ، ضمن مهرجان السلام والتعايش السلمي الذي تنظمه شركة كردويش، السحر و الجمال ، والخضرة والماء والوجه الحسن ، الإلفة. والتحنان ، التوادد ، والحميمية في اللقاء والتصافح والتصالح والعفو ، كل المترادفات اللغوية حيرى لما يسطره إنسان الدلنح ، وجنوب كردفان المتدافع الي مشاهدة المصارعة “الصراع” ، جمهور متعطش يريد يروي ظمأه في رياضة هي حبه الأول.
من كيقا تميرو ، كيقا جرو ، السماسم ، الكرقل ، الدبيبات ، الفرشاية ، الجبال الغربية ، التكمة ، ام علوان ، الملاحية ، الفيض ، هبيلا ، الحمادي ، كادقلي جاءوا لمتابعة أبرز اللاعبين في المصارعة بالسودان ، في مباراة ضمت منتخب جنوب كردفان ، وفريق نمور الجبال من الخرطوم
ومن ضمن المباريات طير البقر “الجلك” تعادل مع “كارينيو” ، و”الراكوبة” تصمد أمام هجمات
“هجانة ام ريش” و”الراكوبة أصبحت تشكر في الخريف . و “اوكامبو” يفشل في رسم “الخرطة” . الرازي و الكفوة سجال أراد “السبارة” أن لا يبدأ. و “ضحية” يأبى أن يكون ثروة ل”ثروة” في اشرس تزال انتهى بالتعادل . و “الرازي” الدنقلاوي القادم من شمال السودان لم يستطع أن يقضي على تورا بورا ، إنما هزم هجانة . و “جلك” طير البقر من منتخب جنوب كردفان لدغ الجاموس في فوز تاريخي . و “أنقلا” أستولى على عرش “السلطان” ود الفاشر . و”الكلب الأمريكي” فشل في غزو “كاودا”. و “المرعب الأمريكي” أراد أن لا يهزم رئيسه “اوباما” . و فضيل أستطاع أن يعتقل “تورابورا” .
مباريات كانت روعة في الأداء والتتافس الشريف والأخلاق الرياضية الممتازة ، في نزال كسبه فريق نمور الجبال من الخرطوم بنتيجة ٨ مقابل ٢ لمنتخب جنوب كردفان .
كان للحكامات “القرنوف” ، و “علوية” ، دور في إلهاب حماس المصارعين وتفاعل الجمهور ، بعبارات تحارب الإثنية ، والعصبية ، وتمجد الإنصهار المجتمعي ، و تمتدح التعايش السلمي ،حين قالت إحداهما :-
جينا بقلب صافي جينا
جينا من الجبال جينا
جينا من الخرطوم جينا
جينا للسلام جينا
لوحات يفشل أبرع رسام في التعبير عن الواقع ، و مشاهد بالف كلمة وتعبير ، لها معاني ودلالات تأكد أن السلام المجتمعي في كامل أركانه ، فقط ينقصه إكتمال السلام السياسي لتنعم كردفان الجنوب ، الجنوب الجديد بالأمن والأمان والرخاء والإزدهار .
واليوم الأحد هو ختام مهرجان السلام والتعايش السلمي بالدلنج بمشاركة نائب والي جنوب كردفان مولانا الرشيد عطية جبلين ، حيث تقام المباراة النهائية في المصارعة ، و غناء وطني وشعبي ، كوميديا ، و تكريم .