عبد اللطيف خلف الله يكتب…مشاهدات من داخل معسكر أم راكوبة بالقضارف

القضارف : عبد اللطيف خلف الله أحمد

أطباء بلا حدود وإدعاء الانسانية
دجاجة الخلا طردت دجاجة الحلة هكذا جاء المثل السودانى ليستقر عند مستشفى أطباء بلا حدود فى معسكر ام راكوبة للاجئين الأثيوبيين بولاية القضارف ، أتيت زائرا لأحد المواطنين السودانيين داخل هذا المستشفى وليتنى لم آت بالرغم من أهمية زيارة المريض والتى دلنى وحثنا عليها ديننا الحنيف فظننت ان القوم يقدسون الإنسانية ولكن هيهات انها شعارات جوفاء لاتعرف القيم والأخلاق والمثل ، وقفت أمام الباب لأستذان بالدخول ، فوقفت لأتعرف على الخدمات التى يقدمونها كما للاجئين والمجتمعات المستضيفة ولكن صدمت لما لاحظت التمييز لدخول المستشفى فأهل البلد يقفون صفوف وحسب مزاج الوافقين عند الباب ، فجلست زهاء الساعة وانا اتفرج لاكذب ما اشاهده فكل مرة أرى الأسواء والأنكأ فامرأة تحمل طفلها الرضيع و يظهر عليه الإعياء الشديد وهى تئن لحاله ، وأخرى مريضة بداء السكرى ، وآخر يشكو من القلب ونوباته ينتظرون ودونهم يجدون العناية والسرعة ، جلست اراغب تلك المشاهد الحزينة حتى وصلت إلى قناعة ان الامر ليس تقديم خدمة بقدر ماهو إذلال لأهل الدار فلكم ان تشاهدوا مناظر أكثر من ذلك فقط عليكم بمعسكر ام راكوبة بالقلابات الشرقية بالقضارف .
هذه المعسكرات وبالمعنى الصريح والواضح انها السبب المباشر فى نقل كثير من الأمراض الخطيرة على حياة المجتمع المستضيف فقبل فترة ظهر مرض الحصبة بنسبة عالية بالقلابات الشرقية وفق إحصائية وزارة الصحة بالولاية بالاضافة الى فيروس الكبد الوبائي والايدز حسب تصريحات المختصين من داخل المعسكر وقس على ذلك بقية المعسكرات التى تعج بها القضارف و (نفخ جاز وبنزين فقط) كما يقول اهل الدراية والخبرة .
نعم نقدر العمل الانسانى لكن من الأهمية والضرورة أن يكون محميا بالقيم والإنسانية الحقيقية ليست الزيف الذى تقوده مثل هذه المنظمات التى حين تعجز تجد الخدمات العلاجية والصحية فى المستشفيات بالولاية على المستوى المحلى والولائي وفى المستشفيات الريفية والتعليمية دون اى صفوف بل تجد الاولوية من الاهتمام والعناية وتقديم كل الخدمات واذا دعا الامر تنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات بمكان الخدمة فى العاصمة والولايات المجاورة بلا من ولا أذى إيمانا من أصحاب الشأن بأن الامر متعلق بالانسانية فالكل هنا سواء لا يعرف التمييز .
ولنا عودة فى متبقى الرحلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى