إبراهيم عربي يكتب.. (تجميع المبادرات).. الطريق الي الوطن..!
بقلم : إبراهيم عربي
من الواضح أن ساعة الصفر قد إقتربت من الجلوس للتوافق الوطني إن كان كليا أو جزئيا بمن حضر ..!، للخروج بالبلاد من الفراغ الدستوري وعهد اللا دولة ، وإذ أصبحت الرؤية الوطنية واضحة والطريق إليها واحدا ، تجميع المبادرات الخمسة المطروحة (نداء السودان ، قحت المركزي ،التوافق الوطني ، الجبهة الثورية ، الإتحادي الأصل) لأجل التوافق علي رئيس وزراء وحكومة كفاءات وطنية إنتقالية ودستور يحكم الفترة الإنتقالية المتوافق عليها للإعداد لإنتخابات شفافة حرة ونزيهة .
ولم يكن ذلك بعيدا وقد كتبنا مقالا منتصف أغسطس الماضي طالبنا فيها بتجميع المبادرات (الخمسة) وقلنا إنها الطريق إلي التوافق الوطني المنشود ، فقد جمعت هذه المبادرات الخمسة رؤي وأطروحات كافة القوي السياسية والثورية بالساحة إلا من أبي ..!، وبالتالي ماهو مطلوب من الوسطاء بالآليتين الثلاثية والرباعية تبنيهما تجميع هذه المبادرات بالجلوس مع ممثلين لها ويضاف إليهم بعض الشخصيات القومية لأجل التوافق علي رؤية وطنية واحدة ، واعتقد فقط المطلوب الحياد فالحياد ثم الحياد من قبل الوسطاء لا سيما وأن الإتهامات قد طالت فولكر بيرتس رئيس بعثة اليونيتامس نفسه .
بلاشك فإن البلاد قد دخلت في مرحلة لا تحتمل المزيد من التسويف والإنتظار ، وبالتالي أي حديث لرفض الجلوس تحت مزاعم الإنقلابيين أو علي شاكلته أصبح غير مجديا ، لا سيما وأن مياها كثيرة قد جرت تحت الجسر بعد الزيارات الماكوكية (الثلاثة) للرئيس البرهان لكل من (بريطانيا ، أمريكا ، مصر) .
ولكنها ليست بذاتها بعيدة عن مخرجات لقاءات السفراء والمبعوثين الغربيين مع العسكريين بمجلس السيادة الذين توافدوا صوب القصر الجمهوري كل علي حدة فرادى وجماعات ، عقب تعهدات رئيس مجلس السيادة بمنبر الأمم المتحدة بناء علي تصريحاته السابقة بأن الجيش أعلن إنسحابه عن المشاورات وترك الفرصة للمدنيين للإتفاق فيما بينهم لتشكيل حكومة كفاءات وطنية ، قبل أن يعود البرهان في حديث لوكالة رويتر الأمريكية محذرا أنهم لن ينتظروا طويلا هكذا إلي الأبد مقابل تلكم المماطلات والشكوك في ظل تأزم الأوضاع أمنيا وإقتصاديا .
ولكنها بلاشك تحذيرات تحمل إشارات واضحة تتطلب من القوي السياسية التقاطها بجدية ، واعتقد لذلك شد هؤلاء الغربيون الرحال صوب الجيش فكان طابعها الإستكشاف وقراءة الواقع عن قرب وقد أكدت اللقاءات مع خمستهم أن الجيش عند قراره ..!، وقد قالها مناوي رئيس آلية التوافق الوطني أن البريطانيين تفهموا أن يكون الحل سودانيًا وأن يساند المجتمع الدولي ما يخرج به السودانيين ..!.
فمن الواضح أن مساحات الخلافات قد بدت تضيق قليلا إلا المتعنتين أصلا ..!، وبكل تأكيد تجميع المبادرات أفضل من ترك كل مبادرة منفردة وقطعا لا تحل أي منها لوحدها الأزمة السودانية المعقدة ، فالمطلوب بكل تأكيد تقديم المزيد من التنازلات لتضيق شقة الخلاف لتقترب هذه المكونات أكثر من بعضها بعضا ، وقد أكد بعض الثوار ولجان المقاومة بالخرطوم مشاركتهم في العملية التوافقية لأجل الوطن ..!.
صحيح لا توجد حتي الآن رؤية نهائية موحدة محددة يمكن أن تكون حلا متفق عليه بين الجميع ، ولكن مجرد أن سادت الساحة نداءات وعمليات تبادل خواطر بين الكتل وبعض القيادات السياسية وتناديها أن تعالوا جميعا إلي كلمة سواء لإعلاء راية الوطن وإنتشاله من المأزق الراهن ، فذلك دليل عافية يمكن البناء عليه ، لا سيما وأن الديمقراطية نفسها تعني (50% +1) فتشكل أغلبية ولذلك ليس من الضرورة توافق الجميع بل إن تعذر فإن الواقع يفرض بمن حضر ..! لتكوين حكومة وطنية .
علي كل فإن واقع البلاد في حال مؤلم جدا وعلى حافة نذر حرب أهلية وبالطبع تصبح شاملة ما لم نتدارك الأمر، وبالتالي لابد من التعامل معه بعقلانية ووطنية للخروج بالبلاد إلي بر الأمان ، وبالطبع ليس بالضرورة مشاركة الجميع في السلطة بل حكومة وطنية ومعارضة راشدة مساندة لها لأجل الوطن .
الرادار .. الأربعاء 28 سبتمبر 2022 .