إبراهيم عربي يكتب.. (نافع).. الشيخ أربك المشهد..!
بقلم : إبراهيم عربي
لم يكن ظهور الفريق أمن جلال الدين الشيخ صاحب المقولة المشهورة والتي إفتخر بها وسط أهله قائلا (علي الطلاق أنا سقطت البشير وقدت التغيير ..!) تلكم المقولة التي أحدثت غبنا واتهموه بالخيانة ..!.
بكل تأكيد لم يكن ظهور الشيخ جاء دون ترتيب مقصود ليظهر فجأة هكذا في الصفوف الأمامية لتدشين حملة إطلاق سراح (رجل الدولة والحزب) الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس الأسبق للشؤون التنظيمية للحزب ، وبالتالي فإن الأمر ليس عاديا ، بل اعتقد كان مقصودا علي الأقل لإحداث إرباك في المشهد السياسي داخليا وخارجيا وربما وسط إخوانه ..!، وربما رسالة لرفاقهم في مجلس السيادة والحرية والتغيير (قحت) وآخرين وربما هو جس نبض لسيناريو آخر يعد له تحت الطاولة ..!.
بلا شك أن حملة إطلاق سراح الدكتور نافع تأتي أهميتها لقامة الرجل وقد تداعي لها أهل السودان من كل حدب وصوب نصرة للدكتور نافع الذي يمثل نموذجا للقائد الفذ الكريم المضياف رجل يحترمه الكبير والصغير ،ويعود الفضل للدكتور إنه من بني حزب المؤتمر الوطني سياسيا وإقتصاديا حتي أصبح الوطني حزبا عملاقا متطورا قويا يهابه الخصوم وقد ظهرت قوة الدكتور نافع في تماسك وحدة الصف داخل الحزب رغم ظهور بوادر التفلتات والخلافات وهو صاحب فكرة سياسة (البندول ..!) لتسكين الصداع السياسي داخل الحزب ، وبلاشك قد تأثر الحزب كثيرا واهتزت قوته بمغادرة الدكتور نافع علي نافع قيادته بسبب المكايدات الساسية والمطامع الشخصية ..!.
ربما جاء الشيخ أو جاءوا به في مقدمة الحضور ونفسه لم يكن مصدقا أن يجد قبولا من قبل إخوانه الذين غدر بهم ، وقد بدا خائفا ومضطربا ومشوشا بعض الشيئ ولكنه تماسك قليلا ليتوحط عزيزا مكرما طيلة فترة البرنامج ، ولكن أيضا يبدو أن الشيخ شعر بعقدة الذنب وقساوة الخيانة ..! ، فجاء ليكفر عن سيئاته، وبالتالي كانت مشاركته بمثابة إعتذار ..!، وربما قصد الذين جاءوا به إرباك حملة التدشين نفسها وإبعاد الزخم الإعلامي عنها لا سيما وأن الدكتور نافع مشهود له بالقوة السياسية وهو صاحب المقولة المشهورة متحديا الأحزاب (ألحسوا كوعكم ..!) .
نعم أربك الشيخ المشهد وهو كان نائب صلاح قوش في جهاز الأمن وعضو المجلس العسكري الذي عزل الرئيس البشير من منصبه في أبريل 2019، وهم الذين قالوا أنهم وضعوا البشير في مكان آمن ولا يسلمونه للجنائية الدولية ..!، ولكنهم حاكموه غدرا وخيانة زورا وبهتانا ليلوثوا سمعته ولازال البشير بالسجن مع إخوته حبيسا (أربعة) سنوات إلا قليلا كيدا وظلما ، وبالتالي يعتبر الشيخ أحد القيادات التي خانت العهد فانقلبت على نظام الإنقاذ وحبست قياداته مثلما ذهبت بالبشير للمعتقل حبيسا ..!.
ولكن في إعتقادي أن ظهور الجنرال جلال الدين الشيخ في هذا التوقيت وسط إخوانه مؤشر يؤكد أن أسرار الإنقلاب علي البشير قد بدت تتكشف علي حقيقتها لتظهر حقائق الإنقلابيين داخل الحزب وخارجه عارية ، وبالطبع نحن نتساءل من هم هؤلاء الخونة والعملاء الذين غدروا البشير ..؟!.
وبل كيف خططت اللجنة الأمنية لذلك وهم كانوا من المؤتمنين لدي الرئيس ومن المقربين إليه ..!، ونتشاءل أيضا ما هو دور أعضاء اللجنة الأمنية ودور أعضاء المجلسين العسكري والسيادي وهل من إتفاق بينهم ..؟!، ومن من إخوانهم المدنيين والعسكريين الآخرين الذين شاركوهم الفكرة ومن وراءها خارجيا ..؟!.
بالطبع تكمن أهمية هذه الأسئلة بإعتبار أن الشيخ كان نائبا للجنرال صلاح قوش مهندس الهبوط الناعم وقائد الأوركسترا وهو المخطط الرئيسي وهو من قلب الطاولة علي أحمد هارون الذي كان موفضا ومؤتمنا من قبل الرئيس البشير للتفاوض مع الخصوم السياسيين وكان هارون وقتها قريبا جدا ويحاول الحصول علي أكبر قدر من التوافق والتنازلات من قبل القوي السياسية لتنفيذ خطته (الرؤية المفاهيمية للمؤتمر الوطني – نيو لوك ..!) .
إلا أن صلاح قوش كانت له خطته الخاصة ولذلك جاءت سياسة (دس المحافير) لقطع الطريق علي أحمد هارون، وكان واضحا إنه يدير دفة القوي السياسية من داخل كابينة الجهاز وله عيون ومخالب وسطهم لإفشال خطة هارون ..!، وواضح إنه يخطط لسيناريو آخر ليستبق به خطة أحمد هارون تلك ..!.
بالطبع يستنكر الدكتور نافع ظهور الشيخ في تدشين حملة إطلاق سراحه وربما يصفه ب(الهوام) كما وصف بها تحالف الحرية والتغيير (قحت) من قبل ، ولكن ظهور الشيخ يؤكد أن في الأمر (إنة ..!) ، لاسيما وقد تزامن ظهور الشيخ مع ثورة هياج وصياح وتحذيرات من قبل رفاقهم القحاتة وبلا شك (نبيح الكلب خوفا علي ضنبو ..!) ، لا سيما وقد سبق التدشين مليونية إيلا قادما من ذات القاهرة التي تحتضن صلاح قوش وعرج عليها البرهان من أمريكا وهو في طريق عودته للبلاد بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ..!.
علي كل إتفق الناس أو إختلفوا حول الدكتور نافع ونهجه وطريقته في إدارة خلافاته السياسية ولكنهم بلا شك يتفقون في سجيته (شيخ عرب قح ..!) ونعم الرجل فإنه رجل دولة وصاحب فكرة ورؤية وذو بصيرة ثاقبة ..!، إنها (أربع) سنوات إلا قليلا قضاها الدكتور نافع مع رفاقه في السجن (سمبلة) ولم نسمع منه شكوي أو انين . !، حاولوا تلويث سمعته بتهم فساد ولم يجدونه فاسدا ، قدموه للمحاكمة ضمن إنقلاب الإنقاذ 1989 والتي لازالت تدور كما يدور (جمل العصارة ..!) ورغم ذلك كله فلازال الدكتور نافع صابرا ومحتسبا فإنه بلا شك (جمل الشيل ..!) .
الرادار .. الخميس السادس من إكتوبر 2022 .