إبراهيم عربي يكتب.. (غرب كردفان).. دعوها فإنها منتنة…!

(غرب كردفان) … دعوها فإنها منتنة ..!.
بقلم : إبراهيم عربي
تصاعدت وتيرة العنصرية والقبلية وخطاب الكراهية في ولاية غرب كردفان بصورة مزعجة للجميع وبالطبع ليست في مصلحة التعايش السلمي ورتق النسيج الإجتماعي في منطقة ظلت تشهد العديد من الصراعات والحروب القبلية المميتة التي أهلكت النسل طالت حتي الأشقاء في داخل الأسرة الواحدة .
بلاشك إنها حروب قبلية مؤسفة بذلت فيها اللجنة العليا للتصالحات والجهات ذات الصلة والإختصاص جهودا مضاعفة ، قال والي الولاية خالد جيليه إنها في حاجة لبذل المزيد ويدعو مجتمعات الولاية لضبط النفس ويراهن علي قياداتها وأعيانها لتفويت الفرصة علي أصحاب الفتن ، ولكن في إعتقادي بأن المنهجية التي ظلت تتبعها آلية التصالحات نفسها تحتاج لمراجعة بآليات جديدة وأسلوب جديد غير نمطي يجرم ويحاسب المجرم بصورة شخصية وليست قبلية ، علي مبدأ أن المجرم لا قبيلة له ..!.
علي كل كفاية تصعيد هنا وهناك وكفاية حرب كلامية وكفاية تحشيد وتحشيد مضاد ، إنها دعوة جاهلية دعوها فإنها منتنة وبكل تأكيد ليس ذلك في مصلحة مجتمع غرب كردفان ، ونأمل ألا تتصاعد تبعات الأزمة مثلما بدت تطل تطوراتها أمس بمدينة أبو زبد بصورة إستفزازية ليست من المصلحة ، وبالطبع كافة المشروعات هي حقوق لمجتمع غرب كردفان وفيها مكاسب ومنافع كثيرة ومباشرة لأهالي المنطقة ولذلك أعتقد أي تهور أو تصعيد يستهدفها يعتبر تطورا خطيرا للوضع وربما يقود لمآلات كارثية سالبة علي المنطقة بأثرها والتي لازالت تعاني أصلا التهميش والمصائب والإحن والمحن ..!
قطعا يجب نبذ خطاب الكراهية والعنصرية وإيقاف هؤلاء (الموقايين) الذين هم مجرد مطية لطرف ثالث تم إستغلالهم بذكاء وبراعة لتنفيذ أجند خبيثة ، وليست بكل تأكيد في صالح التعايش السلمي بين مجتمعات ولاية غرب كردفان المتعايشة والمتصاهرة ، أوقفوا هؤلاء (الموقايين) أصحاب الفتنة الذين أساءوا للعلاقات الإجتماعية بين مكونات الولاية بخطاب الكراهية والعنصرية البغيضة .
مع الأسف الشديد أدخلت هذه الملاسنات الإستعلائية وخطاب الكراهية، أدخلت مجتمع المنطقة في دائرة مواجهات مجتمعية محتملة بسبب المناصرة ، وبسبب عدم الرشد وضيق الأفق وقصر النظر وسوء التقديرات ، وبل أدخلت الجميع في أزمة مجتمعية لم تقتصر علي ولاية غرب كردفان لوحدها فحسب بل تجاوزتها لتشمل جنوب وشمال كردفان ، وبالطبع لم تقتصر علي (حمر والمسيرية) فحسب بل إنتقلت الأزمة لتشمل جميع المكونات وجميعها من بعضها بعضا عصارة لذلكم التصاهر والتزاوج بين تلكم المكونات .
بكل تأكيد فالنار تأتي من مستصغر الشرر ..!، واعتقد جازما أن أهلنا حمر وأهلنا المسيرية (زرق وحمر) قادرون لوأد هذه الفتنة التي نشأت جراء تقديرات تتباين الرؤي حولها بسبب ترسيم حدودي حسبها البعض غير موفقة ولكنها تظل خاضعة للمراجعات تحسمها المكونات القبلية نفسها ذات العلاقة بالترسيم وبالطبع ليس جدارا عازلا كما هو ماثل بين إسرائيل وفلسطين ، فالمجتمعات القبلية هي صاحبة الحق لأن تتوافق فيما بينها فإن قبلت أن تتعايش معا فلا بأس واصلا هما في منطقة واحدة وولاية واحدة وبلد واحد إختلطت الأنساب فيما بينهم فالعم خال والخال عم ، وهم يتبادلون المنافع من التنمية والخدمات ويتقاسمون اللقمة بينهم ..!.
في إعتقادي أن الأسباب الأساسية لهذه التطورات ، هي تلكم الأزمة التي أحدثتها الحركة الشعبية (الحلو) بإعتقالها (9) من الرعاة من أبناء المسيرية ومقتل إثنين آخرين ونهب (80) رأس من الأبقار فشلت دونها كافة الجهات المختلفة بسبب تمسك الحركة بموقفها ، طغت تلكم الأزمة علي الواقع لم تراع فيها الحركة الشعبية مشاعر أهالي الضحايا ومطالب الإدارة الأهلية وبعض الأعيان الذين ظلوا علي تواصل معها طوال تلكم الفترة الماضية ، طغت هذه الحادثة علي المشهد بصورة مستفذة زادت الأوضاع تعقيدا لتتطور بموجبها شكل الأزمة بسبب ذات خطاب الكراهية والعنصرية ، ولا زالت بعض القيادت تبذل جهودا مقدرة لحل الأزمة نسأل الله التوفيق وفك أسر الرعاة وتجنيب المنطقة خطر التصعيد ..!.
وليست تلك ببعيدة عن الحرب في جنوب السودان ومشكلة أبيي والحرب في جبال النوبة فجميعها وضعت منطقة غرب كردفان في خط المواجهة لحرب طويلة إحتسبت فيها أعدادا كبيرة من الأرواح والممتلكات وبل كانت بذاتها نواة لتفشي العنف وإنتشار السلاح في المنطقة مما أدخلت الأشقاء في حروب عبثية نجحت التصالحات في بعضها فيما لا يزال بعضها الآخر تتجدد ثانية من تحت لهيب العنف بسبب تفشي ذات أسلوب الكراهية والإستعلاء والأطماع الدنيوية .
علي كل لابد من التدخل الموجب من قبل الدولة حفاظا علي ما تحقق من تصالحات لأجل الحفاظ علي وشائج الإخوة والمودة لتقوية النسيج الإجتماعي لتعزيز التعايش السلمي المتماسك بالتصاهر والتزاوج ، غير أن هنالك من لازالوا يمشون بالفتنة بين الناس بالشحناء والبغضاء لمزيد من الخلافات والعداءات بين مكونات غرب كردفان نفسها وتوأمتها جنوب كردفان .
علي كل لابد من نبذ وتحريم خطاب الكراهية والعنصرية ، وتكوين آلية مجتمعية تنبع من القواعد لإصلاح ذات البين ، واعتقد أن حواء غرب كردفان ولود ، لم تعقر ، ولم يتكلس رحمها لتخرج لنا رجل فارس حكيم رشيد ، يضع الأمور في نصابها الصحيح .
الرادار .. الثلاثاء .. السادس من سبتمبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى