إبراهيم عربي يكتب (البرهان)… طفح الكيل..!

بقلم : إبراهيم عربي

من الواضح إنها رسائل متعددة الإتجاهات موجهة للقوي السياسية في المقام الأول وللمؤسسة العسكرية ثانيا وللخارج ثالثا ..! ، وتؤكد بأن الكيل قد طفح ..! وما عاد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش نفسه يحتمل محاولات الخارج للعبث بمقدرات البلاد وتدخلات السياسيين السافرة والتي كادت أن تحدث شرخا وسط المؤسسة العسكرية أدت لتدخل صاعد المواجهات الكلامية والإتهامات هنا وهناك تعددت بموجبها المحاولات الإنقلابية الفاشلة ..!.
ولذلك جاءت الرسالة الأولي والتي قطع بموجبها البرهان أنهم لن يسمحوا بتفكيك الجيش وقال أن من يروجون لذلك واهمون ..!، وربما ذلك توضيحا لقراره السابق وأن خروج العسكر من العمل السياسي لا يعني السماح للآخرين أن يفعلوا بالمؤسسة العسكرية ما يريدون ..!، وبالتالي أيتها القوي السياسية إنتباه ..! ، لقد إنتهي الدرس والكلام دخل الحوش ..!.
بلا شك إنها من أخطر التصريحات التي أطلقها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، فقد كان الكلام واضحا وصريحا وبل رسالة مهمة في بريد القوي السياسية ، لاسيما تحالف (قحت) الذين ظلوا يحاولون إيقاع الفتنة بين الجيش والدعم السريع ..!.
ولذلك قطع البرهان بأن أهل الفتنة الحالمون بتفتيت عضد الجيش لن يستطيعوا الوقيعة بين الجيش والدعم السريع ولن يحدث ذلك ..!) ، ولذلك حذر البرهان بشدة من مغبة الفتنة بين الجيش والدعم السريع قائلا (نحن قوة واحدة لا نرفع سلاحنا في وجوه بعض ..!) وإنها بحق رسالة قوية في بريد الأجهزة النظامية ..!.
ولذلك كله قفل البرهان الباب في أوجه عملاء المخابرات الأجنبية مطالبا السياسيين بالإبتعاد عن الشأن العسكري تماما ، قاطعا بأن إصلاح المؤسسة العسكرية من مسؤوليات القوات المسلحة وليست للمدنيين الحق فيها ، وبل طالب السياسيين بالمضي قدما للإتفاق فيما بينهم لتشكيل الحكومة مؤكد أن القوات المسلحة ستظل متامسكة وقوية وقادرة لأن تعبر بوحدة البلاد وتقوم بمسؤولياتها الوطنية كاملة وبل حمايتها حتي قيام الإنتخابات وتسليم السلطة لمن يختاره الشعب ..!.
وبالتالي يكون البرهان قد قطع الطريق أمام تحالف اليسار الذي يحلمون بتكرار تجربة وسيناريو تفكيك الجيش العراقي الذي نجحت المخابرات الدولية في تحييده لتعبث به أيادي الغدر والخيانة وتصبح مآلات العراق هذا الواقع المؤلم الذي نشاهده اليوم ، فلا مجال ولا فرصة لأصحاب الهوس هؤلاء الذين ظلوا يملأون القنوات الفضائية زعيقا ويتفنون في الدعوات لتفكيك الجيش ..!.
مع الأسف أصبحت البلاد مسرحا يعبث فيها سفراء الدول بلا حسيب وبلا رقيب يلتقون من شاءوا في بيوتهم ويحشرون أنوفهم حتي في قضايا الأسرة الداخلية ، وبل يحلمون بإستعمار البلاد من جديد بمساعدة عملائهم ربائب السفارات ، وبالطبع يتحمل سعادتو البرهان مآلات التفريط في هيبة الدولة وسيادة البلاد وقد شاهدنا السياسيين مجيئا ورواحا علي أبواب السفارات في أكبر صور للعمالة والإرتزاق علي مرأى ومسمع السلطات .
بلاشك الإحتفال بمرور (124) عاما علي معركة كرري في هذا العام رسالة للخارج ودروس وعبر للداخل تؤكد أن الشعب والجيش في خندق واحد لمواجهة العدو وأن البلاد قدمت في كررى أكثر من (39) ألف شهيد في مواجهة المستعمر بإمكانياته العسكرية الضاربة وصفها البرهان بالتصفة العرقية ، صمت عنها العالم ومنظمات حقوق الإنسان في أبشع صور لإزدواجية المعايير الدولية لجرائم إنسانية يستحق المستعمر بموجبها المحاسبة الدولية ، وما يؤسف له أن هؤلاء بذاتهم يحلمون ويسعون بمساعدة عملائهم لتفكيك الجيش حتي يخلو لهم الجو ليعبثوا بمقدرات السودان من جديد ..!.
علي كل حذر البرهان بشدة من سياسة (فرق تسد) التي أتبعها المستعمر لخلق الفتنة والكراهية والبغضاء والتشكك في شخصية الخليفة عبد الله التعايشي ، والآن يسعي ذات العدو لفت عضد البلاد ليسهل لهم إستعمارها من جديد من تحت منصات الفتنة وخطاب الكراهية والكيد والتشكك بين مكونات الشعب لا سيما الفتنة فيما بين الثوار والمؤسسات العسكرية لا سيما الجيش والدعم السريع بعد أن طالت الفتنة تفكيك جهاز الأمن وتجريده من قوته العسكرية الضاربة (هيئة العمليات) التي كانت ساعدا أساسيا في مكافحة الإرهاب بشتي صوره والمساهمة في حفظ أمن البلاد ..!.
وبالطبع ليس حديث البرهان بعيدا عما يدور بولايات البلاد المختلفة من فتن وحروب وإقتتال قبلي تسبب فيها هؤلاء بالشحناء والبغضاء وتفشي خطاب الكراهية والتي مشت بها أجندات ماكرة وتقاطعات المصالح ، ولا يفوت علي كل مراقب التشاكس بين المدنيين والعسكريين والسموم والأفكار الهدامة التي تفشت وخلقت الفتنة بوليس جاء كنداكة جرا ، العسكر للثكنات والجنجويد يتحل ..!،وغيرها من العبارات والمسميات التي تسخر من المؤسسة العسكرية الكجر، الرباطة ، الإنقلابيين وغيرها ..!.
علي كل إنها رسالة مهمة متعددة الإتجاهات جاءت في وقت مهم أعقبت إعادة العلاقات بين أمريكا والسودان بعد ربع قرن من قطع العلاقات ، وربما أرادها البرهان أن تسبق زيارتيه لكل من جده اليوم الأربعاء للمشاركة في أول قمة لمجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر ، وكذلك القمة الأمريكية الإفريقية المرتقبة منتصف ديمسبر بواشنطون بدعوة من الرئيس الأمريكي بايدن وربما أيضا المشاركة في جلسة الأمم المتحدة وبالطبع الكلام دخل الحوش ..!.
الرادار .. الأربعاء السابع من سبتمبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى