عبد القادر جاز يكتب .. (الإتفاق الإطاري ما أشبه اليوم بالبارحة).. (٢_٢)

 

تقرير : عبد القادر جاز

قد تلاحظ أن التسويات التي تمت تحكم عليها القوى السياسية في الغالب بأنها ثنائية وفارغة المحتوى ولا تخاطب جذور الأزمة السودانية، إلى ماذا يرجع ذلك؟ كيف يتثنى لنا أن نجعل من التسوية برامج وخطط لمقابلة الأزمات الوطنية التي تحتاج إلى معالجة؟ يعتقد البعض أن نهج فولكر يسيطر على المشهد السياسي السوداني، وإسقاطاته من واقع الاتفاق الإطاري والموقعين على سلام جوبا ما بين مطرقة التسوية وسندان المعارضة، كيف تسقط ذلك على استكمال السلام؟ مع غير الموقعين في ظل الأصوات المناهضة لهذه التسوية، ما هي القراءات والتحليل للوضع السياسي الراهن ومآلاته..

الفرص المواتية:*أ

أكد الأستاذ علاء الدين عبد الرحيم إدريس رئيس حركة القوى الديمقراطية الجديدة (حق) والقيادي بالحرية والتغيير بولاية القضارف أن مجلس الحرية والتغيير يعمل مع كافة قوى الثورة والانتقال الداعمة للتحول المدني الديمقراطي، ووصف أن الحديث عن هناك اتفاق ثنائي ليس بالصحيح، وكشف أن هناك جهة تعمل على التقليل من الاتفاق بوصفه اتفاق ثنائي اعتبرها نفس الجهة التي تقوم بزرع الفتن وزعزعة العلاقات ما بين الجيش والمواطن وقوى الحرية، متمنيا من الشعب السوداني أن يدرك حجم المؤامرات والدسائس ويثق بمقدرات قوى الحرية والتغيير والجيش للعبور والنهوض بالسودان وتفويت الفرصة على أعداء الثورة المجيدة، مستطردا بقوله: إن الفرصة مواتية للعسكر والحرية والتغيير وكافة قوى الثورة في إحداث التغيير المنشود، وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لصدق العمل والنوايا من أجل دولة ديمقراطية.*

توسيع الدائرة:*

كشف علاء الدين أن هذا الاتفاق غير كامل ومازالت به نقاط خلاف جوهرية، يرى أنه إذا أردنا أن حول هذا الاتفاق إلى خطط وبرامج، علينا عدم التنازل عن القضايا التي تخص الثورة وبالضرورة يخاطب الاتفاق جذور الأزمة السودانية وتوسيع دائرة المشاركة لتشمل كافة لجان المقاومة والقوى المناهضة للانقلاب لضمان وحماية الاتفاق من قبل المجتمع الدولي، متسائلا لماذا التخوف من فولكر الرجل الذي أتى بطلب المساعدة وما يقوم به لن يفرض علينا شيئا لا نريده على الإطلاق.

الانفعالات الشخصية:

طالب علاء الدين بضرورة مراجعة وتعديل اتفاق سلام جوبا لاستكمال عملية السلام بالتوقيع مع حركتي الحلو وعبد الواحد، قال إن السلام بدونهم ناقص، مبينا أن عملية بناء السلام ليست سهلة وهي عملية طويلة تحتاج إلى إرادة حقيقية وعزيمة وإصرار، وأردف بقوله: كلنا عندنا دور وعلى الموقعين على سلام جوبا والرفاق في قوى الحرية والتغيير أن يعوا دورهم تماماً بعيدا عن الأهواء الشخصية لبناء الوطن، مشيرا إلى أن الأوطان لا تبنى بالانفعالات الشخصية، إنما باحترام تنوعنا ونستثمره في البناء لنبذ العنصرية والجهوية.

الانقسام والعداء:

قالت الأستاذة حنان بشير العجب ناشطة سياسية هنالك أصوات معارضة وأصوات مع التسوية، بحسابات بسيطة سيتضح أن غالبية فئات الشعب مع التسوية، باعتبار أنه لا يوجد حل إلا هذه التسوية في ظل الانقسام السافر الذي وصل لدرجة العداء بين الفصائل الثورية، مبينة أنه بهذه الطريقة يستحيل إسقاط الانقلاب، ووصفت التسوية بأنها ليست ثنائية لأنها تضم الأحزاب التقليدية غير مشاركة في حكومة الإنقاذ حتى سقوطها، واعتبرت الأحزاب التقليدية تمتلك الكثير من القواعد الجماهيرية خصوصا خارج العاصمة المثلثة، وهي كتل غير ثورية تشكل وزنا لا يستهان به باعتبارها جزء من لجان المقاومة، وبعض الفصائل الحاملة للسلاح، مضيفة أن هؤلاء هم أكبر الكتل التي سوف تنضم إلى التسوية.

بداية الطريق:

أكدت حنان أن اتفاق جوبا سوف يتم تعديله بضغط دولي وشعبي لكي تكون التسوية قوية وشاملة تضع السودان في بداية الطريق نحو دولة ديمقراطية، ودعت إلى ضرورة العمل بإخلاص بداية بوضع التفاصيل التي تلبي أغلب مطالب الشارع داخل الإطار المتفق عليه وعلى رأسها قضية العدالة، وتفكيك نظام الإنقاذ، وتكوين مجلس تشريعي ثوري يتوافق على تشكيل حكومة كفاءة غير حزبية، منوهة أن ذلك هو الحل الأنجع للتسوية للخروج بالبلاد إلى بر الأمان، واعترفت حنان بأن تحسين الوضع الاقتصادي الراهن بدون مساعدات دولية صعب للغاية، وأردفت قائلة لا يمكن لفولكر فرض إرادته على الشعب السوداني، ولن يستطيع إملاء إرادته مهما كان الأمر، مؤكدة أن هناك دول عظمى لديها مصالح في السودان ستعمل على السيطرة على مواردنا، لكنها لن تستطيع إلا عبر المصالح المتبادلة من خلال الوعي المجتمعي.

تمرير التسوية:

وأضافت حنان قائلة سيكتمل التوقيع من قبل الحركات الغير الموقعة على السلام بضغط دولي وبشروط جديدة يتم من خلالها تعديل سلام جوبا أو إلغائه، منوهة أن الوضع السياسي الراهن، هنالك ضغوط دولية كبيرة لتمرير التسوية على المكون العسكري، سيستمر الشارع في الضغط، مما يفرض شروط مرضية في الأيام القادمة، مرجحة أن البرهان ما زال يناور ولم يرضخ بعد، مؤكدة أنه سيتم إجازة دستور مرحلة الانتقال لتضع السودان في بداية الطريق نحو دولة ديمقراطية لن يحكمها عسكر ولا دكتاتوري للأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى