أطفال سوء التغذية بالدلنج.. حقائق ومآسي ووفيات.. والحوجة مستمرة للدعم والمساعدة
الدلنج : الريكة نيوز / تقرير عبد الوهاب أزرق
وفاة الطفل “أ” بأحد الأحياء العريقة بمدينة الدلنج قاد إلي إكتشاف معاناة الأطفال جراء تداعيات الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع بقفل طريق الأبيض ـ الدلنج ، والحركة الشعبية طريق الدلنج ـ كادقلي مما خلف أوضاعا مأساوية وإنسانية بالغة التعقيد تضررت منها شرائح المجتمع الضعيفة الأطفال بالإصابة بسوء التغذية والعجزة والمسنين بانعدام الأدوية للأمراض المزمنة ، وفاة الطفل “أ” جراء مضاعفات الجوع حمل بعض اصحاب القلوب الرحيمة إلي تفقد هذه الأسرة حيث وجدوا “٣” أطفال آخرين حالهم يغني عن السؤال ضعفت أجسادهم وانهد حيلهم ولا يقدرون على المشي ، وخاصة “م” الذي أصيب بسوء التغذية الحاد وتورم جسمه منذ يوليو وما زال يتعالج في مركز التغذية بمستشفى الدلنج.
فكرة الحملة
حسب الناشطة المجتمعية الاستاذة حياة محمد عثمان اوضحت جاءت فكرة حملة رعاية أطفال سوء التغذية بالدلنج بعد وفاة الطفل “أ.م” متأثرا بسوء التغذية والجوع ، مبينة عن مكوث الأطفال بالأسرة لمدة “٣” أيام بلا طعام وكانت الوفاة بتاريخ ١٦ يوليو ٢٠٢٤م ، فيما وجد شقيقه “م ” بحالة سيئة وهو مصاب بسوء التغذية الحاد مع تورم الجسم حيث أدخل المستشفى بتاريخ ١٧ يوليو الماضي .
بداية الحملة
تقول الناشطة المجتمعية حياة تصدى للوضع الإنساني الحرج للأطفال عددا من المتطوعين من الجنسين بحي اقوز وتم إنشاء حملة رعاية أطفال سوء التغذية الحاد والمتوسط لرعاية الأطفال بالتعاون والتنسيق مع إدارة التغذية .
مناشدة واستجابة
وتضيف حياة لمقايلة هذا الوضع عملنا مناشدة في وسائل التواصل الاجتماعي تفاعل معها أبناء مدينة الدلنج بالداخل والخارج وتم انشاء مكتب للمبادرة برئاسة الإعلامي الفاضل السنهوري وبدأت الحملة عملها يوم ٢٩ يوليو بتقديم الوجبات لعدد “٢٥” طفل في الأسبوع الأول ، ثم “٣٢” طفل في الأسبوع الثاني ، و “٥٢” طفل في الاسبوعين الثالث والرابع ، و في الاسبوع الخامس يوم ٢٧ أغسطس وصل العدد “٧٠” طفلا.
مكاتب ومتطوعين
أبانت حياة أن الحملة يعمل بها عدد “٢٠” متطوعا ، و “٧” من إدارة التغذية وللحملة مكاتب منسق ميداني ، مسئول الوجبات ، المسئول المالي ، ومسئول التقارير ، واضافت لدينا متخصصين يقدمون محاضرات في التوعية ، التثقيف الصحي ، تنظيم الأسرة ، و نشر الثقافة الصحية بضرورة غسيل الأيدي بالماء والصابون قبل الأكل.
التمويل والدعم
كشفت حياة أن الدعم منذ البداية من الإعلامي الفاضل السنهوري والاستاذة إنتصار إبراهيم عبد الصادق مديرة منظمة القواسم المشتركة ، و دعم من أبناء الأما ، صناع المستقبل ، منظمة قوول ، الخدمات الصحية وغيرهم ويوجد للحملة حساب موحد بإسم إنتصار حسين تينو بالرقم ٢٤٣٦٩٩٠ ، مناشدة الجميع بتقديم الدعم والمساهمة ، شاكرة كل الجهات والمؤسسات والمنظمات والافراد الذين قدموا دعما ماليا أو عينيا أو معنويا.
دخول المركز
وعن دخول الأطفال للمركز وكيفية التعرف على الإصابة بسوء التغذية الحاد أو المتوسط أبانت أن ذلك يتم عبر مراكز إدارة التغذية والمتطوعين بالاحياء بعد معرفة الوزن و القياس ب”المواك ” ، معددة المراكز بالاحياء الودي ، التومات ، المعالجة الداخلية بالمستشفى ، المرافيت ، الصفاء ، التكمة ، الحلة الجديدة ، مسجد تراث ، الجامعة ، المستشفى القديم ، لافتة أن أحياء الدلنج اكثر من “٣٠” حيا . وتابعت الاعداد التي وصلت إلي الحملة قد تكون قليلة مقارنة مع الوضع الإقتصادي و تزايد الأعداد يوميا ، متوقعة تضاعف العدد في غضون الأيام المقبلة.
الوجبات المقدمة
كشفت الأستاذة مشاعر طولو المسؤولة عن متابعة تجهيز وإعداد الوجبات أن الحملة تقدم وجبة إفطار يوميا من داخل مركز التغذية بمستشفى الدلنج بعد قياس وزن كل طفل وعمره ، بجانب تقديم وجبة إضافية تتوزع بين اللبن ، مديدة الحلبة ، العصير ، مديدة البلح وفق جدول مصمم من إدارة التغذية بأصناف ومقادير محددة حسب العمر والوزن ، واضافت تكلفة اليوم الواحد لعدد “٥٢” طفل مبلغ “٢٨٥,٠٠٠” ألف جنيه ، منبهة أن المركز لمحدودية الدعم يستقبل فقط هذا العدد فيما هنالك أعداد أخرى مصابة بالمراكز بالاحياء ، واضافت اليوم ٢٦ أغسطس اسنقبلنا عدد “٧٠” طفل ، واضافت كما نقدم وجبة للامهات اللائي يرضعن لجهة استفادت الطفل من لبن أمه.
تخوف ومشاكل
كشفت مشاعر عن مواجهتهم لمشكلة التخوف من توقف الدعم والمساعدة التي قد تنقطع والأطفال في أمس الحوجة إلي إستمرار الحملة لانقاذهم من المرض ، وزيادة الدعم لإستيعاب كل الأطفال بالمراكز ، كما لفتت لمعاناتهم من إرتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وندرة السيولة النقدية “الكاش” لجهة أن بعض المواد الغذائية لا يتم شراؤها إلا عبر الكاش الغير متوفر الان.
تحديات وعقبات
واضافت الناشطة المجتمعية الاستاذة حياة تحديات أخرى متمثلة في عدم إعطاء المعلومات الحقيقية من إدارة التغذية حتى يتم التعرف على العدد الحقيقي لإنقاذه من سوء التغذية ، لافتة أن الحملة استطاعت إخراج عددا من الأطفال من سوء التغذية الحاد والمتوسط ، وتطرقت إلي مشكلة عدم توفر “الكاش” الذي يتم توفيره بنسبة ٢٠٪ من التجار مما يقلل المساهمة المقدمة ، كما أبرزت تخوفها من توقف الدعم ، و ترى أن الوجبة الواحدة لا تكفي كما تحتاج إلي المكملات الغذائية والالبان العلاجية والتغذية العلاجية و البروتينات ، وتابعت نواجه بمشكلة إقامة المركز داخل المستشفى غير آمن للأطفال المعرضون للإصابة بأمراض أخرى مع الحساسيات المنتشرة ومرض العيون الذي بدأ بالظهور ، مقدمة مقترحا بإيجار موقعا مؤقتا ، كما تعاني الأمهات والأطفال في الحضور والذهاب إلي المستشفى ويتطلب ذلك توفير ترحيل ، كما طالبت بتوفير وجبة للأطفال الغير مستهدفين والمصطحبين مع أمهاتهم لجهة أن الحملة تستهدف الأطفال الأقل من “٥” سنوات ، كما وضعت عدم وجود مرحاض بالمستشفى مما يجعل الأطفال يتبرزون في العراء.
طبيب وعلاج
كشفت حياة عن اتفاقهم مع طبيب وصيدلية ومعمل عبر عقد لعلاج الأطفال الذين يعانون من مشاكل ، مبينة عن علاج عدد “٦” طفل تم تحويلهم إلي الطبيب تلقوا كل الفحوصات الطبية والرعاية .
جمعية أمل باكر
في ظل الوضع المأساوي تصدى المجتمع للأمر عبر المتطوعين وأصحاب القلوب الرحيمة بالاحياء حيث كشف الاستاذ شرف الدين آدم غبوش عن قيام جمعية أمل باكر لأحياء فتح الرحمن ، بيلا ، المك شمال ، والتي قامت بجهد شعبي وقدمت الدعم بإقامة وجبة إفطار كل يوم سبت بمدرسة عمر بن الخطاب الثانوية ، واضاف تقدم الوجبة للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد والمتوسط.
أرقام ومناشدة
وقدم غبوش أرقاما بأعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين يتم تقديم الوجبات العلاجية لهم وفق تقارير خاصة بالجمعية في الفترة من ٢٧ يوليو إلي ٢٦ أغسطس ٢٠٢٤م حيث كانت الإصابات في التقرير الأول سوء التغذية الحاد “٧٧” حالة ، والمتوسط “١٠١” حالة ، الجملة “١٧٨” حالة ، والتقرير الثاني بتاريخ ٢٦ اغسطس ٢٠٢٤م الأطفال الخاضعين للوجبات العلاجية الحاد “٣٧” حالة و المتوسط “١٣” حالة العدد “٥٠” حالة ، لافتا لتخريج عدد “٧” أطفال ، واضاف الآن الحالات الحادة “١٩” والمتوسط “١٩” ، و وضع غبوش تحديات قرب نفاذ الدعم المقدم الذي شارف على الإنتهاء ، مشددا على ضرورة استمرار العمل لإنقاذ الأطفال وذلك بمزيد من الدعم والسند لتقليل الإصابات.
وفيات وإصابة بالدرن
كشفت حياة عن وفاة عدد “٣” طفل بسبب سوء التغذية منذ بداية الحملة وهذا ما اكدته مدير الخدمات الصحية بالمحلية الاستاذة نورة فاروق حسين بالقول توفى بالدلنج عدد “٣” طفل بسبب سوء التغذية الحاد ، كما توجد وفيات لاحقة جاري التحري حولها ، واضافت كما توجد إصابات بمرض الدرن “السل” وعددها “٣١” حالة لم يتوفر لها العلاج حتى الآن ، لافتة أن الوضع العام وسوء التغذية خلق حالة فقر أدت لإصابة الأطفال والعجزة والمسنين بالأمراض ، مطالبة بضرورة الإرشاد والتوعية الصحية.
زيارات تنفيذية وعسكرية
كشفت الاستاذة حياة عن زيارة محافظ محافظة الدلنج الأستاذ إبراهيم عبد الله عمر إلي مركز أطفال سوء التغذية ، كما زار المركز قائد اللواء “٥٤” مشاة الدلنج العميد الركن الزاكي كوكو خالد ، لافتة أن الزيارات جاءت من غير دعوة رسمية لكن استشعارا منهم بضرورة الوقوف مع الأطفال في محنتهم ، و أضافت حياة أن الجهات الحكومية أكدت التواصل مع الجميع من أجل خدمة الإنسانية.
رسالة ونداء
وضع كارثي يعيشه الأطفال بالدلنج التي استقبلت النازحين من لقاوة والخرطوم والتنقل والظلطاية وكل المناطق المجاورة للدلنج مما خلق وضعا اجتماعيا واقتصاديا وإنسانيا بالغ التعقيد ، وقفت معه محدودية الإمكانيات الحكومية فتقدم المجتمع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظروف الجميع يعاني منها ، وهي رسالة ونداء نرسلها إلي كل أبناء الدلنج وجنوب كردفان و السودان أن أنقذوا أطفال سوء التغذية بالدلنج.
ملحوظة
ملابسات عدة لم تمكن كاتب التقرير
من معرفة العدد الحقيقي للأطفال المصابين بسوء التغذية بالدلنج .