شركة معادن السودان للتوظيف والتدريب … رؤية مبتكرة .. واستراتيجية طموحة …و الإنحياز للعامل الوطني
مداد الغُبش
عبد الوهاب أزرق
السياسات و الرؤى والأفكار الخلاقة والخطط الإستراتيجية تنهض بالأمم بعد طول سبات عميق ، والسائرون لتحقيق التنمية والنهضة و الرفاه بتخطيط وعلم قادرين على الوصول لا محالة . وجدلية النهضة والتطور والتقدم والإستفادة من الموارد المتاحة يرجح كفته العمل بتؤدد وفق معطيات ودراية وعلمية مقرونة بقابلية لتنفيذ المخطط المفضي إلي نتائج ملموسة لمشروع كبير يرمي لنهضة وطن منكوب و يتاتي ويريد أن يشب قويا مسنودا بشتى موارده المحبوسة باطنه والمنغلق على ذاته ، كالمبحر في بحر ممتلئ بالدرر و اللآلي و مكسور المجاديف ويفتقد إلي الطاقم الماهر لإصطياد الكنوز .
النهضة التي حققتها الدول كانت بالإعتماد على مواردها الطبيعية والبشرية ، و بعضها تمتلك فقط الإنسان رأس المال الأقوى فأحدثت تطورا هائلا في كل المجالات على مدى سنوات قليلة ، ولعل النماذج للدول لا حصر لها في ذلك ، ويقيني أن السودان يمتلكهما الإثنان وبهما يمكن تحقيق نهضة وطفرة تحقق كل الأماني و الطموحات المشرعة التي يسعى السودان منذ أكثر من ستين عاما ونيف لتحقيقها وظل مقعدا و عاجزا ومكبلا ولم يتحرك قيد أنملة لتحقيق التنمية والنهضة المنشودة .
البدء في تطوير وتنمية القدرات والمهارات البشرية للكادر السوداني كفيل بعمل إنقلاب كامل في المفاهيم وتغيبر الصورة النمطية المتخيلة عن الكادر السوداني ، وإعطاء وإنتاج عامل سوداني قادر لإحدث الفارق في كثير من الأحيان بعد ثقة وتدريب وتوظيف أمثل لإعادة إنتاج مورد بشري يحدث نهضة حقيقية .
ولعل الثروة المعدنية التي يزخر بها السودان تحتاج إلى سواعد وخبرات وأفكار وعقول سودانية لتستخرجها من باطن الأرض لتحدث النقلة الكبرى على ظهرها في كل المجالات ، وذلك لا يكون إلا بالتدريب المتطور المستمر و إكتساب الخبرات ، وفي هذا أمسكت شركة معادن السودان للتوظيف والتدريب المحدودة بهذا الملف وتريد أن تقدم أنموزجا بإنتاج كوادر بشرية سودانية قادرة على النهوض بقطاع التعدين وتقديم كوادر تمزق فاتورة العمالة الوافدة والأجنبية العالية التكاليف ، والمرهقة للخزينة العامة والشركات ، في بلد نادرا ما يثق في كوادره في كل المجالات ، و “زامر الحي لا يطرب زماره” ، و تشجينا بالسودان نغمة العمالة الأجنبية ونطرب لهذا اللحن ، ونبخل لبني جلدتنا وإن كان أكثر تأهيلا وتدريبا ودراية وشهرة في تخصصه .
شركة معادن السودان للتوظيف والتدريب المحدودة التي أنشئت قبل ستة أشهر بشراكة ثلاثية بين وزارة المعادن ، والشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة ، و هيئة الأبحاث الجيولوجية استطاعت أن تخطو خطوات كبيرة في تأهيل وتدريب وتوظيف الكادر السوداني ليسد الفراغ ، ويكتب فتحا و نصرا جديدا في حق العامل السوداني ، وينفض الغبار عن الكوادر البشرية الوطنية لتكون الزاد لنهضة شاملة في القطاع ، ويصبح السودان المنبع للكوادر في مجال التعدين في المستقبل القريب .
في ستة أشهر فقط منذ ميلادها استطاعت الشركة بقيادة المدير العام الأستاذ بدر الدين محمد المبارك ، و الأستاذ مجتبى إبراهيم محجوب رئيس قسم الإستشارات والدعم الفني ، والأستاذ مهند مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة ، و كوكبة أخرى من الشباب المسلح بالعلم والمعرفة القلبهم على البلد من إقامة دورات تدريبية متعددة و عالية الكفاءة لتدفع بعجلة العمل ، مع استيعاب شباب جدد للعمل ضمن الخطة الهيكلية الشاملة للشركة ، والإنفتاح على دول الإقليم لتبادل الخبرات والتجارب ، عطفا على توقيع مذكرات تفاهم مع عدد من المؤسسات والشركات التي تعمل في مجال التعدين للتوسع .
وتسعى الشركة لتحقيق زيادة الإنتاج بتطوير العامل السوداني لإستقرار الإيرادات والموارد ، وترعى حقوق العمال السودانيين ، و تحقيق الرضى الوظيفي ، ورد حقوق العامل السوداني مقارنة بالعمالة الأجنبية وتثبيت أجور تليق بالمهام الكبرى التي يقومون بها ضمن عملهم في الشركات بالميدان ، وتحقيق المساواة وتعمل معادن السودان لتعزيز قيمة العامل السوداني ، وزيادة الثقة فيه ، و قامت الشركة وفق فكرة سد النقص ومحاربة الإضرابات التي كانت تحدث و تقلل من الإنتاج بالشركات ، و لتوظيف العمالة الوطنية ، والحد من هجرة الكفاءات السودانية إلي الخارج ، كما وإنها تعمل في مجال الإستشارات الفنية ، والتدريب المعرفي لزيادة الإنتاج والحصول على عائد ، وصولا لمعادن إستراتيجية وفق خطة تمتد حتى العام ٢٠٢٦ م في بلد يملك “٢” ألف معدن وغير مستغلة. و تريد أن يكون العامل السوداني رقم واحد في سوق العمل رغم التحديات الجمة التي تواجهها الشركة ، هؤلاء الشباب قادرين على التغيير المنشود وصولا للعالمية .
عمل مدروس ، و إستراتيجية محكمة ، و رؤية ثاقبة ، و أسلوب مبتكر لمعالجة أماكن الخلل والمشكلة بعد معرفتها ودراستها ووضع الحلول والترياق الناجع لها ، مع التمرحل لحلها بخطة إستراتيجية واضحة ، ومعادن السودان للتوظيف والتدريب المحدودة قادرة على إنجاز مشروعها و السنوات القادمة كفيلة بإثبات ذلك .