محمد الزبير إسماعيل يكتب.. ” الرجال مواقف”

المنقاش

لننزع الأشواك عن خاصرة الوطن

محمد الزبير إسماعيل

.إختلف الناس إم إتفقوا فأن التفاوض هو أبرز وسائل إنهاء الحروب والصراعات وعادة ما تبني تقديرات التفاوض على موقف السيطرة على الأرض والتطورات المتوقعة بناء على التحولات المستقبلية ومدي القدرة على الإستمرار فى القتال وتحقيق النصر..

ويعد التفاوض هو وسيلة لتحقيق المصلحة العليا للدولة مثله مثل البندقية والعمل الدبلوماسي مع الأخذ في الاعتبار استراتيجيات وتكتيكات التفاوض والتي من ضمنها شراء الوقت أو التمويه أو خلخلة قناعات الخصم وتفكيك وتقسيم العدو. وهذه التقنيات والمبادي مادة أساسية في الكليات العسكرية وكل جنرالات الجيش نهلوا منها.

هذه الفرضيات هى من تحدد و بشكل مبدئي موقف الحكومة السودانية وقيادة الجيش من التعاطي مع دعوات المفاوضات ( سرية كانت أم علنية ) ..

مفاوضات المنامة والتى لم تتبناها الحكومة بشكل علني كانت وماتزال احدي التكتيكات والحبال التى تعلب عليها قيادة الجيش مع الإستمرار بثبات وتركيز عاليين فى مسار الحل العسكري..

آخذين فى الإعتبار وضعية السودان فى ظل التكالب الدولي والتحرش الإقليمي الذى تجد فيه الحكومة نفسها مجبورة لان تستخدم إسلوب (الفهلوه السياسية ) بحيث لا تخسر ميدان المعركة وبالمقابل لا تُوجد مبرر للمجتمع الدولى للتدخل وفوق كل ذلك لاتخزل الشعب وتهبطه.

وإدارة التناقضات هذه المهام فيها موزعة بين أعضاء السيادي والحكومة كل حسب قدراته ومهارته وحصافته فى إنجاز ما اؤكل إليه دون تفريط..

الفريق اول شمس الدين كباشى وما عرفه عنه من حنكة إرتبط إسمه دائما بملفات التفاوض والملفات المصيرية والمواجهات الصعبة ، وما نزال نذكر مشاهد غرف التفاوض بكل من (قاعة الصداقة و كورنثيا ) إبان فترة المحادثات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير والتى إنتجت الوثيقة الدستورية 1 و2.حيث كان الرجل مايسترو الفرقة العسكرية إنذاك.

فى مراحل متقدمة إنبري الكباشي نفسه لإكمال مهمة سلام جوبا فى تفاصيلها الدقيقة الى أن أصبحت واقع معاش رغم أن فى الأضابير السرية كان المتمرد حميدتى حينها يريدها صفقة من صفقاته الخاصة لصناعة تحالف مبكر وضمان جانب الحركات ليومه هذا ولكن الكباشي كان له بالمرصاد وأخذ الإتفاق الى مساره الصحيح فكانت إتفاقية سلام السودان لمصلحة أهل السودان وكان هذا واحد من الأسباب التى جعلت الحركات الموقعة على إتفاق سلام جوبا أكثر ثقة فى الجيش من الدعم السريع فانحازت الى الخيار الوطنى المتمثل فى القتال الى جانب الجيش السوداني..

في موقف آخر ذهب المتمرد محمد حمدان دقلو فى خطوة إستباقية تعد فى إطار هبكة خيوط ذات المخطط الماثل الأن وفتح جبهة تفاوض مع القائد عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال وهيأ المسرح (جدع الطُعُم) ودفع بعدها بالجنرال الكباشي ليبلع الطعم بداعي صلة المناطقية وفى تقديراته الخاطئة ان يندفع الكباشي فى تسريع التفاوض والتوقيع على إتفاق ملغوم يقر بتطبيق العلمانية ويعمل على فصل الدين عن الدولة فكانت المقولة الفاصلة حينها(هذا عطاء من لايملك لمن لا يستحق ) هكذا هو الكباشي الذى نعرف..

وفى وقت لاحق بررت الإمارات وبخبث شديد مقترح إدعت أنه توافقي لإنهاء النزاع بين السودان واثيوبيا بمنطقه ( الفشقة ) يقضى بتقسيمها الى 60 %للسودان و40% لاثيوبيا على أن تستثمر الإمارات المساحة الكلية لصالح البلدين .فكان رد المرعب كباشي إن الفشقة ليست للبيع وإنتهي الكلام..

وحينما ولق الكثيرون فى إناء الإتفاق الإطارى المتسخ ومضوا فيه حتى الثمالة وبدأ (الخمار) فى جلب الأقلام للتوقيع علي إقرارات تفكيك الجيش وإنهاء تاريخه الطويل لتحل المليشيا محله..زجرهم الكباشي وقال إنتباه. (لابديل للقوات المسلحة الا القوات المسلحة).

ليجن جنون المليشي وجوغته من القحاطة وتطير سكرة فولكر وتحك الإمارات على موخرة رأسها وتتأكد من أن هذا الأسد ما بقي موجود لايمكن لأي مخطط أن يمر ..عن أي خيانة يتحدث المرجفون؟؟؟

(هذا هو كبش حديد).

لذا هو هو فإن ذهب الى المنامة أو ابو حمامة فلن يأتي للسودانين الإ بمواقف الشرف والكرامة..

الكباشي كان حائط الصد أمام طموحات المتمرد حميدتي طوال سنوات الفترة الانتقالية لدرجة ان حميدتي طلب من البرهان إبعاده من المجلس العسكري. وغني عن الذكر تصريحه الشهير بأن الجيش لن يحمي دستور عشرة أشخاص دون إجماع أهل السودان. عندما كان الكباشي يجاهر بدمج الدعم السريع في الجيش كان البعض بين الماء والطين فإذا كان ذلك موقف الكباشي في ذروة العاصفة فما بالك به وقد استوت على الجودي…ونواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى