إبراهيم عربي يكتب (والي جنوب كردفان الجديد.. تحسس الخطى..)

بقلم : إبراهيم عربي

وصل والي جنوب كردفان الجديد المكلف محمد إبراهيم عبد الكريم أمس الثلاثاء إلي كادقلي حاضرة الولاية وحيدا عبر طيران اليونسفا فيما تخلف نائبه زميلنا محمد علي أو قل نائب الحاكم إن شئت حسب المسمي الوظيفي مما يؤكد خطل مسار المنطقتين في إتفاقية السلام بجوبا التي منحت مقاليد الولاية للحركة الشعبية – شمال (عقار) سمبلة رغم إنها (عمدة بلا أطيان) وربما لذلك ظل نائب الحاكم محتميا بالخرطوم منذ تعيينه قبل أكثر من ثلاثة أشهر ..!.
بلاشك أن الوالي الجديد محمد إبراهيم عبد الكريم ضابطا إداريا مهنيا لا يشق له غبار وقد سبقته سيرته وكفاءته في شمال كردفان وشمال دافور ، ولكن لا أدري لماذا تجاوز وتجاهل أبناء وقيادات الولاية بالمركز بمختلف آيديلوجياتهم ومشاربهم وإثنياتهم وكانوا سيكونون خبر معين له ، ويعلم ذلك نائبه محمدعلي إبن الولاية وهو زميل صحفي وملم بتقاطعات وتفاصيل جنوب كردفان ، أن أكثر من 40% من سكان الولاية نازحين و20% منهم تقريبا لاجئين ولهم وجود فاعل من القدم بالخرطوم ومن بينهم شخصيات مهمة فيهم زملاء المهنة يوسف عبد المنان وشطة ويوسف العاتي ومحمد الزبير وغيرهم وآخرين قريبين ومختصين في ملف الولاية إعلاميا وكنا جميعا علي إستعداد للوقوف بجانب زميلنا لأن نجاحه نجاح لنا في بلاط السلطة الرابعة ..!.
وبل كان مأمولا من الوالي الجديد عقد لقاء جامع ليكون بمثابة برلمانا شوريا من قبل أبناء الولاية والولاة السابقين وقيادات الدولة بالمركز وعلي رأسهم الجنرالات كباشي والعطا ومفضل ورشاد وزميله موسي جبر الذي غادر الولاية ليس بسبب ضعف أدائه ولكن بسبب حاشيته الذين تسببوا في إختلاق مشاكل بالولاية المأزومة ، فغادرها الرجل عفيفا لا يمتلك دارا تأويه مع أسرته التي ظلت تتنقل من بيت إيجار لآخر رغم خدمته الطويلة ، وكان يجب أن يشمل اللقاء لفيف من الولاة السابقين الآخرين الجنرال عيسي آدم أبكر والجنرال محمد مركزو والدكتور حامد البشير والمهندس آدم الفكي وغيرهم وقيادات أهلية ومجتمعية وسياسية وتتفيذية رفيعة بالمركز ولفيف من المنظمات الناشطة أبو كرشولا ومندي والجبراكة وغيرها ، غير أن هذا التجاهل ترك في أنفس كل هؤلاء شيئ من حتي ..!.
علي كل أعتقد ما حدث غلطة الشاطر وقد جاءت خصما علي الوالي عبد الكريم ويجب تصحيحها في أقرب وقت ممكن ، ولكن أيضا لابد من لقاء جامع بكادقلي يشمل كافة فعاليات ومكونات الولاية دون تجاوز لفئة من الناس ، حيث لا زالت جنوب كردفان تعيش ظروفا إستثنائيا وتتطلب تعاملا خاصا لا أعتقد يفوت علي فطنة الوالي وقد عمل بها من قبل .
من المعلوم أن جنوب كردفان تعيش تحت قيود قانون الطوارئ وهي ولاية ظلت تعيش حربا طويلة في مرحلة خطوات تنظيم وفقا لإتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين غير مكتوب منذ أكثر من أربعة سنوات وما يجب الإشارة إليه بأن الحرب في جنوب كردفان لها خصوصيتها فمن يحملون السلاح هم جزء من ذات الأسرة الموجودة بمناطق سيطرة الحكومة والجميع متفقون بأن هنالك مظالم تاريخية وقعت عليهم ولكنهم مختلفين فقط في الوسائل .
ولذلك يتطلب الأمر عند تطبيق قانون الطوارئ مراعاة تلكم الخصوصية ومد جسور المحبة كما دعا لها الجنرال شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة إبان زيارته المشهودة للولاية والتي إنطلق منها تفعيل قانون الطوارئ نفسه ، وبالتالي لابد من مراعاة فائدة الأسواق المشتركة (أسواق السلام) للمواطنين هنا وهناك مع إحكام الضوابط اللازمة حتي لا يستغلها أصحاب الغرض من اللصوص والنهابين وقطاع الطرق مغنما .
نحسب إنه من الفأل الحسن أن أكد الوالي في أول إجتماع له مع لجنة الأمن بالولاية علي أولوياته عمله بالولاية تحقيق الأمن والإستقرار وبسط هيبة الدولة بالولاية والإهتمام بمعاش الناس والسعي لتحسين مستوى التنمية والخدمات الأساسية ، وقد إنطلقت خطوته الأولي بتدشين برنامج ديوان الزكاة بالولاية والذي كان عند الموعد من معسكر النازحين من لقاوة بالميناء البري بكادقلي وبشرهم الوالي بالمزيد من الجهود لعودتهم الي بلدتهم لقاوة مع توفير الآمن والغذاء ووسائل إنتاج ومدخلات الموسم الزراعي .
وليس بعيدا عن ذلك مثلما أكدنا أن المواطنين في مناطق سيطرة الحركة هم مواطني الولاية وقد كشف القائد جقود مكوار مرادة نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال (الحلو) ، عن نقص حاد في المواد الغذائية في مناطق سيطرة الحركة لدرجة المجاعة فضلا عن تردي في الخدمات الصحية والتعليمية مما يجعل التحدي كبيرا للتواصل وإطلاق حرية حركة المواد الغذائية إلي من هم في الطرف ومد الأيادي لأجل السلام ، لا سيما وأن القائد جقود نفسه أكد في تصريح (لراديو دبنقا) نيتهم في الحركة الشعبية صادقة نحو السلام الشامل فى البلاد ، وأضاف أن الحركة الشعبية تسعى لتوفير المناخ الملائم للتفاوض الذى يمكن الجميع من الجلوس والتباحث لإيجاد الحل الجذرى للمشكلة .
علي كل فإن جنوب كردفان رغم ظروفها الإستثنائية ولكنها ولاية غنية بمواردها في باطن الأرض وظاهرها أكثر من (60) منجم لتعدين الذهب والفضة والنحاس والحديد والكروم وحتي اليورانيوم وغيره بجانب الزراعة والثروة الحيوانية وغيرها ، وفي تقديري إذا اراد الوالي محمد إبراهيم النجاح في مهمته عليه حشد طاقات المواطنين وتفعيل الآليات لا سيما التحصيل والرقابة بالولاية المالية والزكاة والتحصين وغيرها والتي ظلت تتعرض لأحداث أمنية متلاحقة كما عليه تفعيل دور الإدارة الأهلية والخيرين والناشطين والحكماء وأصحاب الرأى والأعيان ومراكز السلام ومنظمات المجتمع المدني للإستفادة منهم في كافة المجالات وسن القوانين والأوامر واللوائح والنظم التى تساعد في تهيئة وإستقرار بيئة العمل بالولاية .
الرادار .. الأربعاء 29 مارس 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى