إغتيال الأمير “محمد تيه”…. رصاصة في قلب التعايش

 

مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق

قبل شهر ونيف أطلق مجهولون النار على أمير أمارة الليرا الأمير محمد تيه عقب صلاة المغرب بمنزله بحي الدرجة الثالثة بكادقلي وأصيب إصابات في منطقة الحوض وأجريت له الإسعافات وقدمت العلاجات لفترة بمستشفى السلاح الطبي كادقلي ، وبعد أسابيع نقل إلي الخرطوم مستشفيا إلا أن يد المنون كانت أسرع وخطفت الأمير يوم أمس الأربعاء الموافق ١٥ فبراير بالخرطوم.

حادث ليس ككل حوادث النهب والسلب بالطرقات و جرائم الإغتيالات ، ولا حادث ينظر إليه بمنظار حادث عابر قيد ضد مجهول ، جريمة هزت المجتمع والضمير الإنساني الحي . كيف يطلق مجهولون النار على مواطن آمن في منزله ، وهو الذي يدعو إلى التعايش السلمي ورتق النسيج الإجتماعي ويعزز السلم المجتمعي ، ويرسل رسالة السلام ، ويدعو لنبذ كل أشكال خطاب الكراهية القبلي والإثني و الجهوي والمجتمعي و المناطقي والأهلي ،  الناس حيرة لما حدث ، والقلوب تنتفض غبنا وإستفسارا و استنكارا ، والألباب ترفض الفاجعة و الجرم المشين .

تقفز الأسئلة بأي ذنب قتل الأمير محمد تيه ؟ ما جريمته؟ ، ومن الذي خطط ونفذ ؟ ولماذا الرجل الإنسان الصادق الأمين؟ . إغتيال الأمير تيه هو موت للإنسانية في ضمائر البعض ، وعمل جبان ومرفوض ، ورصاصة في قلب التعايش السلمي وبادرة يجب أن توؤد في مهدها ولا تتكرر بالقبض على الجناة واعدامهم في ميدان عام لإجتثاث هكذا ظواهر تنتقي رجال السلم المجتمعي والإنصهار الاجتماعي .

هل أغتيل الأمير لأنه شارك في مؤتمر التعايش السلمي الذي أنتج واقعا مغايرا عقب نكبة لقاوة؟ و لجنة إعلام الملتقى تصدر بيانا عقب حادث إطلاق النار مباشرة. أم مكيدة دبرت بليل بهيم لمكتسبات حققها الرجل لمجتمع جنوب كردفان الذي يريد تحقيق الأمن والاستقرار والسلام من كل يد تقدم الخير والسند والدعم للولاية المكلومة بفواجعها والمسحورة بأبناءها المقهورة بهكذا أفعال والمغلوبة على أمرها بالموت السمبلة . الذي قتل تيه لا يريد خيرا للبلد والتعايش والإنسانية .

لماذا محمد تيه ؟ أهو أستهداف مناطقي عشائري أم سياسي حزبي ، أم اختلاف في الرؤى والأفكار والأهداف ، أم هو مزاج لمجرم قبض الثمن و أنتهك الحرمات وقتل نفس بريئة ؟ وسوف يلقى جزاءه يوم القيامة . العدوانية والحسد والحقد المنتشر في كردفان الجنوب لو وزعت لكل البشرية لكفتهم . ماذا نجدي من العداونية في وطن يقبل الرأي والرأي الأخر ويرفع شعار حرية سلام وعدالة ،  أم هي ثقافة وتداعيات الحرب تجذرت إلي هذا الحد وهوت بنا إلي هذا المنحدر السحيق ؟ واصبحنا نستسهل القتل حتى وصل لرموز الإدارة الأهلية والمجتمع .
ومع هذا الوضع من يريد أن يصبح أميرا فليتسلح بكل الأسلحة ويحمي نفسه وأسرته وبيته بكل الأسلحة .

كتب التاريخ أن أميرا أغتيل غدرا . ماذا نقول للأجيال القادمة في عصرنا كنا نقتل رجالات الإدارة الأهلية لأنهم يعملون للسلام ونشر الأمن والإستقرار وتوفير الخدمات للرعية ؟ . نقنعهم أن رجل الإدارة الأهلية عندما يقدم السلام والتعايش والخدمات يقتل ومصيره “جزاء سنمار “. إلي متى نظل في جنوب كردفان أشد عداء بيننا وأكثر شراسة وخصومة حد القتل ونعرف عدونا ولا نتحد ضده و في الإتحاد قوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى