حوادث إنفجار الأجسام الغريبة… مأساة ونواقص وغياب التوعية بالدلنج

 

مداد الغُبش
عبد الوهاب أزرق

منذ إندلاع الحرب في جبال النوبة قبل سنوات أصبحت الأجسام الغريبة المهدد الأساسي لحياة الأطفال الذين يجلبوها للعبث بها داخل المنازل مما يتسبب في إنهاء حياتهم بتمزيق أجسادهم الصغيرة التي تتناثر كما الأوراق في مهب الريح ، و الناجون منهم تتقطع أيديهم أو أرجلهم ويصبحون في إعاقة دائمة ، والامثلة كثيرة ، واخرها ثلاثة حوادث بمدينة الدلنج في ظرف أسبوع خلفت قرابة العشر قتيل وجرحى آخرين يحتاجون إلى فحوصات متقدمة .

يظل حادث مدرسة مخيم مدرسة الحميراء الأساسية للبنات الأشنع والأكثر دموية لجهة تسببه في وفاة خمسة أطفال أبناء أعمام وجرح إثنين آخرين يحتاجان لمزيد من الفحوصات .

قرع هذا الحادث جرس الإنذار للهشاشة الطبية بمستشفى الدلنج و عدم توفر البنج العام وقلة المحاليل الوريدية عطفا على قلة الكوادر الطبية حيث صدحت بذلك الدكتورة نسرين الضكير كجور المدير الطبي المكلف التي تعمل لوطنيتها و هي الغير معينة في وظيفة حكومية أرادت فقط أن تقدم لمدينتها ولكن تواجه بمشاكل وتحديات نقص الإمكانيات والمعينات وتوفر الأدوية المنقذة للحياة ، وهذا يتطلب تكاتف جميع أبناء المدينة لوضع المعالجة الضرورية والعاجلة انقاذا للراهن الصحي المتردي في كل الجوانب وأبرزها قلة الكوادر ، نقص الدواء ، تردي البيئة ، عدم وجود موارد وسند ودعم ، مع العلم أن الأدوية متوفرة بكادقلي حسب إفادة مديرة الإمدادات الطبية بالولاية الدكتورة ام سلمة عباس .

و كشفت الحوادث القاتلة التي سببتها الأجسام الغريبة إنعدام ثقافة التعامل مع هذه الأجسام الغريبة وعدم وجود الرقابة الأسرية وضعف التوعية ، وعطفا على عدم جمع مخلفات الحرب التي أصبحت متناثرة في الأحياء الطرفية ويجلبها الأطفال إلي المنازل وتسبب في مقتلهم .

برزت مبادرات في التوعية بخطورة الاجسام الغريبة من الأمين العام لمجلس رعاية الطفولة بالولاية الأستاذ مصطفى أبكر صالح الذي التزم بإقامة جلسات توعوية عن عواقب و مضار العادات الضارة للأطفال في مراكز تجمعات النازحين بالدلنج
وكذلك توعية عن مخاطر الذخائر الغير متفجرة ، كما بادر الدرامي ” يوسف جلدكون” في إحدى المدونات بإقامة عرض مسرحي يستهدف المجتمع للتوعية بالاجسام الغريبة فقط يحتاج إلى المعينات من مكبرات الصوت وغيرها ، كما يمكن أن يتم تناول ذلك في خطب صلاة الجمعة بالمساجد وعقب كل صلاة لتذكير الأسرة والأهل بمنع الأطفال من اللعب بمخلفات الحرب ، ونقترح على منظمي دورة التواصل الرمضانية لكرة القدم بالساحة الشعبية تناول الأمر أثناء التعليق على المباريات ، ونناشد المنظمات والمؤسسات والخيرين بدعم جهود التوعية بخطورة الاجسام الغريبة حتى نقلل من هذه الحوادث المميتة للأطفال.

توفير الدواء للمستشفى من كادقلي يحتاج إلى تنسيق أمني عسكري مجتمعي ليصل بأسرع ما يمكن ، والتوعية بمخاطر مخلفات الحرب ممكن أن يحد من خطورته بتكثيف التوعية بمشاركة كل المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى