حوادث ومواقف بجنوب كردفان.. وإستنباط قيم ومعاني

مداد الغُبش
عبد الوهاب أزرق

شهدت الأيام الماضية بجنوب كردفان أحداث عدة توزعت بين الحزين بفقد اعزاء من رموز المجتمع وأطفال ، و عمال مناجم ، وأخرى ساخنة كسخونة الطقس في عز نهار رمضان ، و آخر إنساني و مفرح يفتح نفاجآ للتعايش السلمي والإستقرار ، ومنها ما يعزز السلام و الإنصهار المجتمعي بين كافة شرائح المجتمع في بقعة تتوق إلي السلام والأمن والإستقرار المستدام . مواقف محزنة و مفرحة لها دلالات ومعان وتأكد أن المجتمع بخير ولو في قمة التعاسة والشقاء ، والأمة على سجيتها لم تغيرها الأحداث و الإضطرابات رغم هوى النفس والغل و أطماع الدنيا الزائلة ، في وطن ينشد العيش الكريم بصفح وعفو و إستقامة .

إفطار رمضاني يقيمه مجمع الكنائس للمسلمين بالكنيسة الكاثوليكية بكادقلي وحكومة الولاية تشارك بأعلى مستوياتها ممثلة في الوالي ونائب الوالي وأعضاء الحكومة ولجنة أمن الولاية . لفتة بارعة من الكنسية للإفطار الرمضاني ، و رد التحية من المجتمع المسلم بتلبية الدعوة مما يؤكد التسامح الديني والتمازج المجتمعي و الإنصهار لكافة الطوائف المسلمة والمسيحية في ولاية لا ينقصها إلا السلام السياسي لتعيش في كامل استقرارها من أجل السلام . والجامع والكنيسة ينشدان السلام . وفعل خيرا مجمع الكنائس بكادقلي ، واراد أن يقول المجتمع الديني سوف يحقق السلام الدائم .

إطلاق سراح الطفل جماع تاج الدين جماع الذي أختطف قبل ستة أشهر بلقاوة مع بداية الصراع الحارق بين المكونات المجتمعية ، ووصول الطفل إلي زويه بمدينة الدلنج بحي المرافيد وزيارة نائب الوالي ومفوض العون الإنساني له في منزله ، حدث يؤكد حسن النوايا لعودة الحياة إلي طبيعتها بلقاوة وتمهيد لعودة النازحين بالمعسكرات في الميناء البري بكادقلي ومركز الشباب بالدلنج إلي مناطقهم بغرب كردفان ، وحدث كفيل بإنهاء معاناة المكوث في المعسكرات و بدأ دعاش الخريف يعانق الأجواء ، عندها حياة المعسكرات لا تجدي نفعا .

وفاة “٦” أشخاص من رموز المجتمع والأعيان والمزارعين والتجار بمحلية التضامن بجنوب كردفان في حادث سير مؤلم بث الحزن في أرجاء المحلية الحدودية وعاشت الترتر أياما عصبية وحزن موزع على كل البيوتات والقرى والريف . العفو الذي أطلقه أولياء الدم بالعفو عن صاحب وسائق العربة مثل سلسلة من الصفات الحميدة والشيم والأخلاق والصفات التي يتمتع بها أهل التضامن المتضامنين اجتماعيا والملتفين أسريا والعافين عن الناس وقت القوة ، و ما اتاه المجتمع ليس بمستغرب ، وهي رسائل لتعزيز العلاقات والتعايش السلمي والإنساني ، وصفات موورثة عند المجتمع .

وفاة ثلاثة أشخاص رميا بالرصاص في طريق وكرة _ منجم الجقرور بمحلية التضامن ، إثنان منهما أشقاء يقطنون قردود عبد السلام شمال وكرة ، حادث يبرهن أن التضامن ما زالت تحتاج إلى بسط هيبة الدولة و فرض مشدد لقانون الطوارئ وحسم التفلت وزيادة وتقوية الأجهزة الأمنية والنظامية وزيادة فاعليتها . وكفاية موت ونهب .

كان حادث وفاة ثلاث شقيقات حرقا بالدلنج حدثا مأساويا لأسرة الأمين محمود الأمين بحي التومات ، وأهل الدلنج و حكومة الولاية التي آزرت الأسر المكلومة و المتعففة عبر نائب الوالي ومفوض العون الإنساني. وكانت زيارتها خيرا للأسرة والمجتمع ، وتأكد وقوف الراعي مع الرعية في افراحها واتراحها . حدث يلفت النظر لتوفير متطلبات السلامة وانتشارها في الأحياء السكنية الطرفية زات الكثافة بالمباني القشية لتجاوز مرارات اشتعال المباني المشيدة بالمواد المحلية .

عدد الأرواح التي أزهقت والممتلكات التي فقدت في بحر إسبوع كانت دموع و دماء ، و طوفان حاصد للأرواح بغير حرب ، نحن أحوج إلي التوعية والتنمية والتطور وتجاوز كل المقعدات الحياتية وصولا للكمال والسعادة ، فقط عودة جماع وجمعه مع اسرته هي الفرحة الوحيدة ونقطة سعادة في بحر متلاطم بالحزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى