إبراهيم عربي يكتب …(كباشي في الجبال ) .. نقطة سطر جديد “٤”

بقلم : إبراهيم عربي

لازال الأمن سيد الموقف فقد سيطرت جدلية الأمن والتنمية لليوم الثاني علي زيا ة عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي المشرف علي ولايات كردفان وهو في حاضرة الولاية كادقلي ، وقد ظل يردد جئناكم خجلانين بسبب أخبار إنعدام الأمن ، ولذلك خصصت زيارته حيزا كبيرا لذلك ولم تتوقف علي إجتماع لجنة الأمن وتدشين قوة الواجب فحسب بل إمتدت لتشمل النازحين من (الياواك) لقاوة بالميناء البري بكادقلي وإفتتاح مقر رئاسة السلطة القضائية وإجتماع مجلس الوزراء .
وجاء تدشين قوة الواجب لإستتباب الأمن وضبط السلاح والقبض علي المجرمين ومحاربة الظواهر والعادات السالبة تتفيذا لقانون الطوارئ مكان ذو أهمية ومن ثم خاطب كباشي ملتقا للإدارة الأهلية ، كاشفا عن وجود أسلحة تقيلة من دوشكات رشاشات ودانات في أيدي المواطنين فالأمر لجد خطير وليست بقية ولايات السودان بأفضل منها وتتجاوز التقديرات (6) مليون قطعة سلاح في أيدي المواطنين بعضها بأمر الإدارات الأهلية للفرع والمفازغة وجميعها تهدده الأمن العام في البلاد ولذلك جاءت كل المناشدات والمطالب (الأمن فالأمن ثم الأمن) .
متابعاتنا لتصريحات الجنرال كباشي من كادقلي قد حققت إعلاميا نسبة مشاهدة وقراءة عالية جدا بعضها تجاوز المليون ، ولازالت ردود الأفعال تتصاعد داخليا وخارجيا ويظل ما ماقاله الجنرال شمس الدين كباشي في كادوقلي (الحجر) عن الجيش (لابديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة) بمثابة حجر الزاوية في الزيارة بجانب الإتفاق الإطاري ، مؤكدا أن الحل الجذري لقضية الأمن بالبلاد يتمثل في تكوين جيش قومي واحد عبر دمج قوات الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع في القوات المسلحة وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية .
غير أن كباشي قطع بأن القوات المسلحة السودانية ظلت وستظل صامدة مهما تكالب عليها الأعداء ، وستظل رغم محاولات التقسيم ، وقال أنما يدور من جدل حول تفكيك القوات المسلحة مجرد حديث سياسيين ولا يمت إلي الواقع بصلة ، ولكنها بلاشك تصريحات تشبه الجيش وهو أحد قياداته الأقوياء والتي لا يشق لها غبار .
إلا أن الرؤى لازالت تتباين بشأن عملية هيكلة القوات المسلحة تماما كما تباينت المواقف بشأن دمج قوات الدعم السريع ، هل هي قوات موازية أم جزء من القوات المسلحة ويتم دمجها فيها مع تباين التفسيرات لإتفاقية جوبا للسلام أم هنالك رأي آخر وفهم آخر ، فالوضع في البلاد كلو إستثنائي ولا أحد مفوضا أو يمتلك الحق أو يحمل صكا ليحدد مصير البلاد بمفرده ..! .
فالمراقب يلحظ أن هنالك تباين في التصريحات مابين السياسين ورفاقهم العسكريين الموقعين علي الأتفاق الإطاري ، حيث شدد المتضخم ذاتيا (عوير الفلم) ألا بديل للإتفاق الإطاري وقال إذا سقط فإن البلاد ستعود إلى المواجهة ، ومن ثم تراجع متماهيا مع ايقاد التي قالت إنها تدعو لتوسيع قاعدة المشاركة في الإتفاق الإطاري وتدعو للتعاون مع الآلية الثلاثية لإستعادة الحكم المدني .
مع الأسف لازال هؤلاء يمارسون السواقة بالخلا مع الثوار الذين غدروا بهم وشردوهم من بلادهم وفيهم من ركب البحر فارا بجسده وفيهم من أصبح مصيره مصحات علاج الإدمان وبعضهم لازال يكافح في تتريس الشواع وحرق اللساتك (أربعة) سنوات لأن الكفيل عايز كدا والدرهم والدولار شغال .. !، والبلاد تتراجع إلي الخلف ، غير أن بعض السياسيين خفف من خطة اللعب الضاغط مع العسكرين بحساب إنها مناورات غير صالحة في الميدان وتلك خاصية يجيدها الجنرالات بإمتياز.
تعزيزا للأمن وإنفاذا لقانون الطوارئ خاطب عضو مجلس السيادة الإنتقالي الجنرال كباشي أمس مدشنا (قوة الواجب) المشتركة من القوات النظامية (الجيش والشرطة والدعم السريع والأمن) ، قائلا (تنك فل وسلاح فل ولو دايرين دبابات أو طائرات نوفرها ليكم ، وبعد دا ما عايزين زول مرخرخ وكلو بالقانون ..!) ، وأطلق كباشي يد القوة لتنفيذ قانون الطوارئ حتي لو دعا الحال للقبض علي رجل الإدارة الأهلية نفسه ، فيما تابع الفريق رشاد قائد القوات البرية قائلا دايرين شغل نظيف للقبض علي المجرمين والمتفلتين كل من يهدد الناس أو يقطع الطرق .
بينما جاء وضع (17) ألف ,شخص من النازحين المتأثرين بأحداث لقاوة (الياواك) بينهم أكثر من (5) آلاف في الميناء البري و(3) آلاف تقريبا بالدلنج مأساة لم تشهد لقاوة مثلها في تاريخها ، حيث كانت مثالا ونموذجا للتسامح والتعايش السلمي ويطلق عليها أهلها (لقاوة حلاوة)، فالآن حالهم يغني عن السؤال لا مدرسة لا روضة لا مأوي مريح ولا غذاء يكفي وقد فقدوا كافة ممتلكاتهم وحقوقهم وانتهكت خصوصياتهم وقف عليها عضو مجلس السيادة وقال إنها مؤسفة ومؤلمة وتجسد قضية الطفل المفقود جماع تاج الدين جماع ذو (14) عاما بذاتها مأساة يندي لها الجبين .
ولذلك شدد كباشي بالعودة للقاوة قائلا (لابد من صنعاء وإن طال السفر) وتلك بذاتها رغبة ناحوا لقاوة مع توفير الأمن والتعويض ، متفقا مع وزير الحكم الإتحادي محمد كرتكيلا والوالي موسي جبر تاركين أمر تبعية لقاوة لمؤتمر الحكم والإدارة .
ونواصل …
الرادار .. الثلاثاء السابع من فبراير 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى