الحكومة والإدارة الأهلية .. إطلاق نار الإتهامات في معركة حسم التفلت

 

مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق

صبر رجالات الإدارة الأهلية لساعات داخل قاعة الشهيد الدكتور فيصل بأمانة الحكومة بكادقلي في إنتظار لقاء عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ووزير ديوان الحكم الإتحادي المهندس محمد كرتكيلا والوفد المرافق الذي انخرط في إجتماع مطول مع حكومة جنوب كردفان لبحث توفير الخدمات والتنمية والخطة الإستراتيجية والمشروعات للعام ٢٠٢٣م كما صرح الوالي عقب الإجتماع ، واعقبها تدشين قوة الواجب بقيادة اللواء “٥٥” مشاة كادقلي ، وبعدها جاء كباشي للقاء الإدارة الأهلية وسبقه إلغاء لقاء الفعاليات السياسية والمجتمعية لأسباب غير مفهومة بعد أن تم الترتيب له مسبقا .

ولعل مطالب الإدارة الأهلية التي قدمها الأمراء و المكوك والعمد والشيوخ في لقاء كباشي تمثلت في ضعف المرتبات التي لا تتجاوز العشرة آلاف ، و الإهتمام بالأمير فقط وفي الوقت ذاته يقع كل العمل على عاتق الشيخ المحدود الإمكانيات ” العين بصيرة واليد قصيرة” ، مقترحين تقديم وسائل إنتاج ورفع قدرات الإدارة الأهلية ، ثم بعدها يحاسبوا على التقصير إن وجد ، واصفين الدولة (بما عندها هيبة) ، ولا بد من بسط هيبة الدولة أولا ، و اردفوا القوات النظامية الموجودة غير صالحة و مؤهلة لحفظ الأمن في جنوب كردفان لجهة أن العسكري يكون مكث مدة “٣٠” سنة في موقع واحد ، متهمين بعض الأفراد بعدم القبض على الحرامية وبجلسوا معهم في تربيزة واحدة في المطعم ، في حين الشاكي منتظر القبض على الجاني . واشار بعضهم أن الإدارة الأهلية عايزة حماية وتمكين ، مشددين على من يتستر على المجرم . وطالب ممثل الإدارة الأهلية لمنطقة المورو بتأمين طريق كادقلي – الحمرة لجهة أن الحرب تاني ما تجي من هناك و يوجد من يريد ذلك كما جاءت في الأعوام ١٩٨٦ ، والكتمة ٢٠١١م ، مطالبين بالقصاص لمن قتل الشهداء بالقرب من مشتل كادقلي وتطبيق القصاص ، وتابعوا عانينا والأمن مافي لا نجاملكم أعملوا الصاح .

إتهامات الإدارة الأهلية المتطايرة رد عليها الوالي المكلف الأستاذ موسى جبر بغلظة وعنف وسرد مسيرة الإدارة الأهلية ودورها في الإستقلال ومرت بمطبات أطاح بها نظام مايو و في الانقاذ أصبحت نسخا سياسيا ، مطالبا بأن تبحث الحكومة عن الإدارة الأهلية ، لا الإدارة الأهلية تبحث عن الحكومة ، وقال الوالي المسألة ما مال وحراسات هي تأثير على المجتمع وقوة إسناده ، وتابع تناسل وانشطار النظارات والمشايخ والعموديات سبب من أسباب التلفت ، وأستغرب من فرد يقتل ضيفه ، وأردف ما نشوف الفيل ونطعن ظله وكشف جبر أن للشيخ مهام رجل الشرطة ، والمطلوب تحريك القانون ، واقترح تعديل مرتبات الإدارة الأهلية وفي ذلك وجه الجهات ذات الصلة بدراسة الأمر وتقديم التصور ومرتبات تتماشى مع روح العصر . وقال حكمة الإدارة الأهلية أخرجت الولاية من صراع كبير .

ولم ينح وزير ديوان الحكم الإتحادي المهندس محمد كرتكيلا بعيدا عن رد الوالي حيث هاجم الإدارة الأهلية بالقول الإدارة الأهلية ما مفروض تكون تابعة للحكومة يكون جسما مدنيا ، وزاد عبارة أن “رجل الإدارة الأهلية زول كل حكومة غير صحيحة” ، و أردف أنت أي حكومة ما معاها مع قبيلتك ونظامك الأهلي ، مبشرا بقرب إصدار مرسوما دستوريا بتمرير القانون ، كما بشر بتدريب الإدارة الأهلية داخليا وخارجيا والإطلاع على تجارب الدول ، ودعا لتدريب المتفلتين بالهند .

وقال عضو مجلس السيادة كباشي الإدارة الأهلية من مستويات الحكم غير مثبت في الوثائق وهي تخدم المجتمع وأهل الحل والعقد ولها الحكمة والرشاد وبيت للموعظة ، لكن التناسل والتسيس أضر بها ، وتابع “جاطت بعد ١٩٨٩م ، ويتم تعين الناظر إذا ذهب للجهاد ، مطالبا بقلع ثوب السياسة ومحاربة خطاب الكراهية ، وعن جمع السلاح قال هذه خطة شاملة لجمع السلاح ، والحل يكون في جيش واحد ، وأبان كباشي أن قانون الطوارئ لا إستثناء فيه ، والحكومة دورها حماية رجل الإدارة الأهلية ، والولاية نملاها جيش ، مشددا على عدم التستر على المجرمين ، وإلا يتم القبض على من يتستر ، وأكد فرض هيبة الدولة ولا توجد مشكلة في القوات والسلاح .

مساجلات واتهامات ونقاشات وإطلاق نيران صديقة كلها تعمل لحسم معركة التفلت وإنحسار الجريمة ، وفرض القانون وبسط هيبة الدولة وكل جهة تقوم بدورها كاملا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى