الدكتور / فرح إبراهيم العقار يكتب…مستقبل الحركة الإسلامية أو عودة الإسلاميين

مستقبل الحركه الاسلاميه او عودة الاسلامين إلى المشهد السياسى ومن ثم الحكم او ماهو مستقبلها/مستقبلهم السياسى.
قلت لهم ان الحركه الاسلاميه السودانيه نجحت نجاح كبير لم تحققه مثيلاتها فى العالم العربى والإسلامي مع إختلاف البيئات حيث تحولت من حركه اسلاميه وسط الشباب والطلاب والنخب إلى حركه اجتماعيه رسخت الإسلام من مفهومه التعبدى فقط إلى منهج حياه متكامل وانداحت فى كل المدن والقرى والارياف وأصبح يدافع عن الإسلام كمنهج سائد فى الحياه كل فئات الشعب السوداني.
حيث اكدت الحركه الاسلاميه إلى الشعب السوداني ان الحكم الفردى من قديم اهلك الحرث والنسل وفرض الوان من الجدب العقلى والشلل الادبى فهو نقيض للاسلام فى كل مناحي الحياة لذلك بسطت الحركه الاسلاميه السلطه والثروة للشعب السوداني.
واكدت الحركه الاسلاميه التى أصبحت تيار اسلامى عريض ان العقيده هى الأهم ويجب المحافظه عليها من كل الوان الطيف الاسلامى اى كل اهل القبله لذلك لم تدخل الحركه الاسلاميه السودانيه فى صراع وجدال عقدى عقيم مع المجموعات الدينيه الأخرى بل كانت تسعى لوحده المسلمين فى السودان ونجحت فى ذلك وكسبت احترام الجميع.
اكدت الحركه الاسلاميه بعلميتها ان الاعتقاد فى المنطق القرانى نبت وسط حريه البحث والتأمل وطلب البرهان كما قال تعالى(ام اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى) الأنبياء ٢٤.
اكدت الحركه الاسلاميه ليس هنالك مجال لإلغاء العقل ورفض الرأى الاخر لابد من تبادل الحجج ونشدان الحقيقه وحدها لا مكان لتكميم الافواه وفرض وجهه نظر واحده .
الحركه الاسلاميه صاحبه صواب لاتهاب النقاش والحوار والحق فى كل المجالس وتحولت إلى تيار اسلامى عام وقف ضد الباطل رغم المضايقات والاتهامات الغير مسنودة بدليل فكان الدكتور محمد على الجزولي والأستاذ حسن اسماعيل والشيخ ابراهيم الكباشي والشيخ نزار المكاشفى والشيخ الطيب الجد والدكتور فرح العقار والدكتور التجانى سيسى والقائمه تطول يدافعون بالمنطق والحجه أمام جبروت اليسار العلمانى ينادون بالحفاظ على هويه الإسلام والبلاد وسيادتها ووحدتها وشرعيه سلطتها.
ان عودة الاسلاميين ليست مهمه وليست ضروريه لكن الأهم هو الحفاظ على قيمنا واخلاقنا ومبادئنا وهويتنا الاسلاميه فكل من ينادي بها ويدعوا لها يجب دعمه والوقوف معه حتى وان كانت الدعوة من ياسر سعيد عرمان بعد تخليه عن أفكاره المخالفه للمزاج السوداني.
ان كان هنالك عودة للاسلامين ستكون مختلفه فى تقديرى فى محتواها وشكلها ومضمونها وبرامجها وشخصياتها وتأبه ومستغفره من الانقلابات العسكريه لاغتصاب السلطه لكسب الشرعيه والتى مصدرها الشعب .
قطعا تجربه الإنقاذ تجربه انتهت بأيجابياتها وسلبياتها نتعظ منها ونعضد ايجابياتها وعدم تكرار سلبياتها.
الكثيرين من الاسلامين وانا منهم تجاوزوا محطه الحركه الاسلاميه والان هم فى قطار التيار الاسلامى العام الذى يجمع السلفين والسنين والمتصوفه……الخ.
الان حركه الإسلام العام فى تقديرى تفوقت على الواقع الحالى فى السودان بقراتها للواقع المحلى والعالمى من خلال كتابها واعلامها وحديث قاداتها وانها اجرت مراجعات كبيره وكسبت خبره واصبحت تعبر عنها واجهات عديده وفى تقديرى الان هى جاهزه لخوض مرحله جديده باجيال جديده اكثر علما وتجربه وعمقا وقراءة للمستقبل .
ما حدث فى ١١ أبريل ٢٠١٩م لم يكن شرا على الحركه الاسلاميه المهمشه والمبعده اصلا من الدوله (حكى لى اخ جاء إلى الدكتور نافع يتحدث معه فى امر الحركه الاسلاميه أيام الانتخابات وتفريغ الدوائر لأصدقاء المؤتمر الوطنى قال له هنا الحركه الاسلاميه يقصد دار المؤتمر الوطنى قال قلت له لا قال له شوف حركتك الاسلاميه وين.)بل العكس ما حدث من تغيير كان اكبر كسب لها لانها تخلصت من عب الدوله التى كانت تتناوشها جهات عديده باسم الحركه الاسلاميه وتسببت الدوله فى أبعاد الكثيرين الفاعلين والمخلصين للاسلام والسودان وتحولت الدوله إلى دوله شلليات وملشيات وارزقيه ومتملقين وحارقى البخور لن تستطيع التمييز بينهم الكل يدعى انه هو الاصل .
هنالك اجيالا عديده ابتعدت من الحركه الاسلاميه والدوله منذ المفاصله الشهيره فى أواخر تسعنيات القرن الماضى وانا منهم لم ياتو إلى مؤسسات الدولة او الحزب جلهم انشغلوا بالدراسات العليا تنفيذا لتوصيه الشيخ حسن عبدالله الترابى أيام المفاصله يوصى الشباب بأن اذهبوا إلى دراساتكم وكونوا منظماتكم لا تنشغلوا بالدوله وقادتها انهم فى حاله سكر بالسلطة والثروة ابحثوا لكم عن مخرج فمنهم من هاجر إلى أوربا وامريكا ودول الخليج وما زالوا هناك ومنهم من عاد إلى المؤتمر الوطنى ويذكر ان بلغ الشيح حسن عبدالله الترابى ان ممتاز قد عاده إلى المؤتمر الوطنى فقال ممتاز بماذا ومنهم من عاشوا على هامش الحياة فقراء لا يملكون الا كرامتهم .
* الدكتور محمد المجذوب صالح استاذ العلوم السياسيه بجامعه النيلين فى إحدى مراجعاته قال ان عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء لاعادة حقبه الإنقاذ او احد رموزها و ان عادت فإن ذلك هو الخسران المبين وان عودة الاسلاميين ستكون على نحو مختلف شكلا ومضمونا ووفق رصيدهم الاخلاقى وليس وفقا لخبرتهم السابقه فى الخطاب والتنظيم فى العمل العام كما الفوها فى الفترة السابقه فالتاريخ لايعيد نفسه فيكونوا اكثر انسجاما مع منهجهم فى فلسفه التاريخ وفق مراحل التحول والانتقال وان عليهم مغادرة محطه خبرة (الحركه/الدوله) وكياناتها الحزبية عاجلا غير اجل كما غادروا من قبل محطه (الحركه/الدعوه) واطرها التنظيمية من قبل الإنقاذ فى حركه التحرير الاسلامى إلى الجبهه الاسلاميه للدستور إلى الاخوان المسلمين إلى الجبهه الاسلاميه القوميه وان قطار المستقبل متوقف على رصيف محطه المراجعات وان يغادر أشكال المؤتمر الوطنى والشعبى والولوج إلى أفق سمته التجديد وإصلاح منظومات العمل الاسلامى دون التخلى عن الغايات فى تفعيل الدين فى الحياة العامه.
نواصل دكتور عصام حامد دكين باحث واكاديمي واعلامى ومحلل سياسى واقتصادى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى