إبراهيم عربي يكتب.. (ولايات كردفان).. الأوضاع إلي أين…؟!

بقلم : إبراهيم عربي

جميعها مؤشرات سالبة قد تقود البلاد للفوضي الخلاقة ، وبالطبع ليست من مصلحة الكردافة أن تصبح أرضهم مسرحا لتصفية الحسابات والتي بلاشك تقود البلاد بكاملها للحرب والمواجهات المسلحة ، وقد أصبحت الرؤية ظاهرة للعيان من خلال حرب بيانات الفتنة هنا وهناك ، والتسجيلات الصوتية غير الراشدة ، وبعض الكتابات النتنة وغيرها ، أدت جميعها لتصاعد خطاب الكراهية وعلو كعب العنصرية والقبلية بشكلها الماثل الصارخ ..!.
هددت المسيرية بإيقاف ضح بترول دولة جنوب السودان وقطع الطرق الممتد لدولة جنوب السودان ويعني ذلك خنق الدولة والمجتمع معا وذلك بسبب أسر الحركة الشعبية – شمال (الحلو) لعدد (11) من أبناء المسيرية قتلت منهم (إثنين) ونهبت (80) من الأبقار فشلت دونها الوساطات رغم تدخل سلفاكير راعي الحركة الشعبية (الحلو) .
كما هددت مكونات المسيرية أيضا بإيقاف إنتاج البترول السوداني بسبب إخلال شركات البترول بشروط المسؤولية الإجتماعية وإنعدام التنمية والخدمات وتجميد ترسيم الحدود مع حمر ، تماما كما هددت مكونات حمر نفسها بقطع الطريق القومي الممتد لدارفور بسبب ذات ترسيم الحدود ونقص التنمية والخدمات ، والدعوة لوقفات إحتجاجية وتهديدات هنا وهناك بقطع طريق الصادرات وطريق (الأبيض – كوستي) بسبب الإعتقال غير المبرر لإبن كردفان أحمد هارون لأكثر من ثلاثة سنوات كيدا سياسيا وعدة مشاكل إدارية وتنموية وخدمية ، وبلاشك تتريس هذه الطرق يعني عزل أكثر من ثلث سكان السودان عن المركز وعزل البلاد عن محيطها الإقليمي الغربي ..!.
بينما حملت المسيرية عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي مسؤول ملف كردفان مآلات الأوضاع وقالت كلاما كثيرا لا يدل علي اللباقة والكياسة ، من الواضح إنها إستفزت قبيلة النوبة الغلفان (أونشو) فعقدت مؤتمرا صحفيا لتوضيح موقفها وقالت أنهم مجرد وسطاء بين المسيرية والحركة الشعبية وليسوا طرفا في الصراع وبالطبع غضب الأونشو لما لحق بإبنهم وإبنتهم من رشاش غير مسؤول ..!، غير أن الجنرال كباشي هو رجل قومي وهو إبن السودان وإبن القوات المسلحة كابر عن كابر وقد تم تكليفه بالمهمة دون أن يكن له الخيرة من أمره ..! وبالطبع كانت تلك تقديراته وبلا شك تقبل المراجعة والتراجع وليست قرآنا منزلا ولكننا أيضا نطالبه بإستخدام الحكمة ونحذر بشدة من الإقصاء والتهميش ..!.
علي كل نحسب أن تسابق المكونات القبلية لعقد مؤتمرات صحفية لتوصيل صوتها للرأى العام وإنتهاجها إستخدام الحجة بالكلمة والبينات بدلا عن السلاح مؤشر جيد ودليل عافية ويدل علي التعايش السلمي ، ولكن الحذر واجب فالكلمة بذاتها رصاصة إذا أسيئ إستغلالها ستقود للحرب ، ولذلك نخشي إنفلات المؤتمرات هذه عن أهدافها وإستغلالها من قبل المتفلتين وأصحاب الأجندات وتقاطعات المصالح لبث سموم الفرقة ، ولذلك نطالب المجلس السيادي بضوابط صارمة تضع الأمور في نصابها وتمنع تمددها وتحفظ الأمن والإستقرار .
مع الأسف الشديد زادت الحركة الشعبية (الحلو) الطين بلة فاعترفت في بيان لها بإسم الناطق باسمها بأن أسري المسيرية بطرفها (9) وتنكرت للقتيلين وللابقار المنهوبة وقالت أن الأسري هم جنود لقوات الحكومة وإدعت أنهم جاءوا لتنفيذ عملية عسكرية تصدت لهم قواتها ، مما دعا الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة إصدار بيان كذب فيه إدعاءات قوات الحلو تماما كما كذبتها قبيلة المسيرية وقالت إنهم من أسرة واحدة ومعظمهم من أسرة (طبيق) .
ولم تكن إعتداءات قوات الحركة الشعبية عند أسرى المسيرية الأولي وليست الأخيرة ، بل تعددت الإعتداءات وطالت تيم التحصين ال(6) والذين تجاوز إعتقالهم الستة أشهر بطرف الحركة ومجموعة الصيادين الكردافة وغيرهم من عمليات الأسر والقتل المتعددة وسرقة الأبقار والممتلكات .
وبل إعتدت قوات الحركة فجر الأربعاء علي فريق الحوازمة (أولا غبوش) في منطقة جبل أم درمان بقوة قوامها (300) مسلح مشاة تقريبا وقالت أن القوة توزعت لأربعة مجموعات إحداها قوة مهاجمة والثانية قوة تأمين في الطريق والثالثة قوة قطع للحد من تحرك قوات الجيش المتواجدة ليس بعيدا من المنطقة والرابعة تعاملت مع الأبقار وتم إقتيادها الي معسكر الأزرق ومنها إلي كاودا ، فيما لم تتوقف خروقات الحركة الشعبية (الحلو) حتي لحظات كتابة المقال حيث لازالت عمليات التدوين والمناوشات مستمرة بمنطقة أم دحيليب وغيرها .
وبالتالي فإن جميعها مؤشرات سالبة قد تقود لإنهيار وقف إطلاق النار غير المكتوب بين القوات المسلحة وقوات الجيش الشعبي الذراع العسكري للحركة الشعبية – شمال (الحلو) ، والتي إستغلت وقف العدائيات فانتشرت وتمددت أمنيا (تمددا ناعما ..!) ، ولكن رغم ذلك فلازال الجيش يمارس حتي هذه اللحظات أعلي درجات ضبط النفس حيال هذه التجاوزت المتعددة والإستفزازات المتكررة من قبل جيش الحلو .
في إعتقادي الحال في ولايات كردفان يمضي في إتجاه التصعيد لمواجهات مسلحة بسبب غياب الحكمة ومن الواضح أن هنالك أجندة خفية تقود الكردافة لمصير لا يحمد عقباه بصب المزيد من الزيت علي النار لتأزيم الاوضاع ، ولذلك مطلوب من مجلس السيادة مراعاة حقوق ومطالب أهالي ولايات كردفان والتي أصبحت تعاني الظلم والتهميش ، وقد أصبح قدرها أن تكون الجنوب الجديد بعد أن كانت تمثل قلب السودان ..!.
وبالطبع كل ذلك يجعلنا نتساءل أين العقلاء وأين الحكماء الكردافة ..؟! ، وأين مجلس السيادة ولماذا الإنكماش ..؟!، ولذلك نقترج علي مجلس السيادة تكوين آلية فاعلة تحت رعايته من الإدارة الاهلية والقيادات وبعض الأعيان والشباب والتفيذيين لرأب الصدأ الكردفاني لتنداح للقاعدة ..!.
كما نناشد المنظمة الدولية والإتحاد الافريقي والمنظمات ذات الصلة والإختصاص ، نناشدهم جميعا للتدخل لوأد الفتنة قبل أن ينهار وقف إطلاق النار وتقود لمواجهات مسلحة تشتعل بموجبها الحرب من جديد بولايات كردفان وتدخل بموجبها البلاد دائرة الحرب .
الرادار .. السبت العاشر من سبتمبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى