الدلنج بعيون زُوارها… خور أبو حبل. الغابات . الجبال .معالم سياحية… ست شاي رفضت أخذ ثمن كباية شاي لما علمت بأننا ضيوف…المصارعة حدث عظيم
الدلنج : الريكة نيوز
الصورة الذهنية تترسم في خيال الفرد ، نتيجة معلومات سماعية ، تتخزن في الذاكرة فيتعامل الفرد بمبدأ أن هذا هو الواقع و الإنطباع عن أشياء تكون مخالفة لما رسخ في الوجدان ، وصدقه العقل لتراكم معلومات خاصة بيد أن الحقيقة تتكشف بمشاهدة الواقع بكل تفاصيله ، وهنا تحدث المفاجأة بالإنتقال من صورة نمطية راسخة وواقع مغايير و عندها يتحدث المشاهد عن ما رآه بصدق ، ويسهب في الإطراء ، و ويفند ويضحت كل الغباش والزيف المتراكم منذ أمد بعيد ، وتظل الحقيقة الغائبة حاضرة بلا تغبييش .
عروس الجبال ، الدلنج جمال الطبيعة ، وطيب الإنسان ، و تنوع الثقافات ، تلاحم المواطن ، كرم صاحبات الذوق الرفيع ، عشق الرياضة ، وجنون حب الصراع ، متردافات برزت وشكلت لوحة رسمها إنسان الدلنج وترسخت لدى الوفد الزائر للمدينة هذه الأيام من دول الجوار وولايات السودان المختلفة ، مشاركين ضمن مهرجان السلام والتعايش السلمي الذي تقيمه شركة كردويش للمهرجانات والإحتفالات لمدة أربعة أيام بالدلنج .
انطباعات عمقت فكرة أن السودان بلد يظلمه إعلامه المتمحور في الخرطوم ، ويبعد الهامش ، ويقزم دور التنوع ليتعارف الجميع في تلاقح الثقافات والحضارات ومعدن الإنسان.
“الريكة نيوز” استنطقت بعض من المشاركين في مهرجان السلام والتعايش السلمي فقال المهندس المعماري المنذر بله ( أنا من ولاية نهر النيل مدينة الدامر ، ما لفت نظري الطريق من الخرطوم حتى الدلنج الطبيعة المحيطة بها مرور الأبقار ، والجبال ، والكتابة التعريفية بالجبل، والجامعة بمدخل المدينة) ، واضاف أستمتعت بالمصارعة التي لأول مرة أشاهدها ، وعرفت أنها ثقافة نوبية ، وينحدر اللاعبين من قبائل متعددة منهم النوباوي ، البقاري ، وبينهم دنقلاوي أيضا ، وتابع بله بالدلنج زرت الجبال ، الغابات ، وخور أبو حبل ، والإستاد ، وأردف يوجد تغييب إعلامي للمنطقة ، والناس الخارج المنطقة ، وقال ما كنت عارف ان الوضع بالدلنج حيكون بهذه الصورة ، والناس بتقول لي ماشي لشنو ، وعندك شنو ، وكشف كان هنالك خوف وتوتر ، إنتفى لما لقينا الوضع مختلف تماما ، ويضيف المنذر ، الدلنج مدينة جميلة ، طبيعتها ، ناسها حلوين ، الأساليب ، التعامل ، الكرم ، ويحكي عن موقف له بالقول شربت الشاي عند إمرأة “ست شاي” ، وسألتني انتوا من وين؟ ، وجاي من وين ؟ لما علمت بأنني ضيف ، لم تأخذ مني ثمن كباية الشاي ، وقالت أنتو ضيوفنا ، و قدم رسالة لو في أي زول قادر يوصل رسالة إلي السودان أن الوضع الحاصل في جنوب كردفان غير المنقول ، ويوجد تصور خاطئ عن المنطقة ، وأضاف الصورة الذهنية أتمنى أن تتغير .
ومن جانبه كشف إبراهيم عبد الله حسن أنه خريج جامعة أفريقيا العالمية من دولة تشاد ، حضرنا وكنا سامعين كثير عن جبال النوبة ، لكن ما وجدناه مخالف للواقع بنسبة ٩٠٪ ، وما نسمعه كلام غريب ، ناس الدلنج أهل واخوان وأصحاب لهم الشكر ، وقفوا معنا في الإستقبال والترحاب ، وأضاف الناس تخدمك في كل شئ ، وزاد السياسة فرقت بين الناس ، متمنيا أن يكون الشعبين دولة واحدة. وتمنى أن يتحقق السلام وتزداد التنمية والإزدهار ، وأوضح الطبيعة بالدلنج ساحرة ، اتمنى أن تكون منطقة سياحية ، ونبه ما لفت نظري الزراعة والحصاد والمناطق الزراعية واسعة ، كما لفت نظري التعايش السلمي والإحترام من كل المكونات ، نريد زيارة كل المواقع بالدلنج ، وعن المصارعة قال لأول مرة أشاهد “الصراع” ، على الطبيعة ، وهي رياضة ممتعة ولها محبيين كثر . وأختتم حديثه تعلمنا أشياء كثيرة ، ووقفنا على اشياء واقعية كثيرة .
الطبيب مازن حبيب الله من الولاية الشمالية قال لم أكن أحمل فكرة عن إنسان المنطقة ، الطبيعة ، البيئة كالذي وجدناه ، وتابع لما وصلت عرفنا أن جوانب التاريخ والجغرافيا كانت خاطئة تماما ، ما عندها علاقة بالحاجة الموجودة هنا ، وأردف الصورة المنقولة خارجا خاطئة ، لما وصلنا وجدنا من داخل الإستاد تنوع الإنسان ، الألوان ، الأشكال ، أعطى فكرة بأن الدلنج جامعة لكل الناس في سلام تام ، وأشار يوجد جمال الطبيعة مؤثرة على تعامل الإنسان في اللاقيناهم ، الخشينا بيوتهم ، الأتكلمنا معاهم ، وأردف مستمتعين بالضيافة والترحاب ، والفرحة في الشارع من كل الأطياف ، مشاهد عرفتنا بتفاصيل البلد والإنسان ، متمنيا أن يكون هناك صوت يوصل الإحساس ، عشان السودان يعرف الدلنج ، المنطقة السياحية . وقال حبيب الله زرنا خور أبو حبل ، الغابة ، السوق ، جامعة الدلنج ، والمرافق الموجودة .
وعن المصارعة قال أنها حدث وعالم تاني ، تجمع الناس بالطريقة القوية والحماس قوي تجاه الرياضة ، وأضاف ما كنت بعرفها أصلاً ، وجمهور بالضخامة دي والحماس دا ، وهي ملتقى جامع والتحدي ظاهر ، وحدث عظيم ، وقدم حبيب الله رسالة إلي الإنسان خارج المنطقة بقوله ( المكان دا ما بتشاهده في الخارج ، تشاهده هنا فقط) ، وأردف الصورة الخارجية المرسومة غير صحيحة ، كل ما شفناه عكس ما يقال .
واقع ماثل أمام الزائر للدلنج العروس يضحت كل الأقاويل ، وزيارة واحدة تكفي لتغيير الصورة الذهنية النمطية الراسخة في مخيلة كثر بإنطباعات زائفة ، وبمزيد من الزيارات وتكثيف الإعلام يعرف السودانيون كل تفاصيل بلادهم.