إبراهيم عربي يكتب.. (أردوغان) .. رجب رجل طيب..!

بقلم : إبراهيم عربي

مقطع فيديو مدهش حقق ملايين المشاهدات وملايين من لايكات الإعجاب ..! يظهر من خلاله أن زوار حديقة (سنترال بارك) بمدينة نيويورك الأمريكية تفاجأوا الأحد الماضي وسط ذهول بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتجول بينهم بالحديقة ويرافقه السفير التركي بأمريكا حسن مراد مرجان والمبعوث التركي الدائم في الأمم المتحدة فريدون سنرلي أوغلو وآخرين ..!.
بدا من خلال الفيديو أن الرئيس أردوغان كان مسرورا ومنتشيا بالزيارة وكأنه يتفقد رعيته داخل بلده تركيا وفي حاضرتها أنقرة أو حاضرتها الإسلامية إسطنبول حيث ولد الرجل ، فقد هرعت إليه الأسر مصافحا إياهم رجالا ونساء كبارا وصغار من مختلف الجنسيات وقد هبوا مرحبين ومعجبين بمشاركته لهم ، وكانت تلك الجولة قد سبقت جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ(77) والتي جاءها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركا في فعالياتها .
من الواضح أن الزيارة الترفيهية الإجتماعية قد فاجأت الجميع ، واعتقد أن الرئيس التركي وجد نفسه معجبا بها ، فكانت فرصة وسانحة إجتماعية تهيأت له وربما لم يجد متسع من الوقت لها في بلده تركيا حيث زحمة برنامج العمل ، وربما بذاتها كانت فكرة أردوغانية بحتة ، ولكنها أيضا تدل علي توفر الأمن والسلم المجتمعي وتؤكد أن المجتمع يعيش في سلام وتعايش بعيدا عن هوس السياسيين .
وربما تفاجأ أردوغان نفسه بهذا الترحيب من قبل الأسر وهو يسألهم بصورة عفوية متبادلا الحديث مع بعضهم وهم يستأذنوه لإتقاط الصور التذكارية معه من جنسيات مختلفة وبعضهم عبر ذلك بإسم بلده من ألبانيا وكولومبيا وإيطاليا وسريلانكا والمكسيك والفلبين وغيرهم تبدو ملامحهم أفريقية وعربية وقد عبرت أسرة عن فرحها لتصوير صغيرتهم صوفيا مع الرئيس التركي واعتقد من خلال الإسم ممكن تكون من بلغاريا أو غيرها ..!.
تذكرت حينها إبني يوسف الذي ظل مهموما بالبحث له عن منحة دراسية لتركيا وأعتقد لو صادف الرئيس أردوغان لطلب منه المنحة ولكن …! ، علي كل حرص الجميع بالحديقة لإلتقاط صورا تذكرية مع الرئيس التركي وتبادلوا معه أطراف الأحاديث الودية فبادلهم بذات الأريحية رغم أنه رجل هادئ الطبع قليل الكلام ، ولكن لم ينس أردوغان بإنه صاحب رسالة ولذلك طلب من أحدهم التوقف عن التدخين ففعل في الحال ..!،وليست تلك ببعيدة عن قراره في بلده آمرا وزير التجارة ، رافضا السماح لشركات السجائر بتصنيع منتجاتها في تركيا ورافضا مجرد الدعاية الإلكترونية وحث الأتراك على شرب الشاي بدلا عنه ..!، وقال إن شركات التبغ تزداد ثراء من خلال تسميمها للناس بالتدخين ..!، وتابع الرئيس قائلا (فاليذهبوا ليبحثوا لهم عن مكان آخر للإستثمار وليس في بلدنا تركيا ..!) .
علي كل فاجأ أحد المارة الرئيس أردوغان شاكرا إياه على دوره في إحتواء الصراع الدائر في أوكرانيا قائلًا (أردت أن أشكرك على كل جهودك في أوكرانيا وعلى الحبوب التي تأتي وعلى مساعدتك لجعل الناتو أقوى وأنا جد فخور جدًا بك ..!) .
وبالطبع ليس ذلك بعيدا عن الأدوار التي ظل يلعبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المحافل الإقليمية والدولية ، فقد ظل الرجل يشكل حضورا دائما فيها متوسطا ومنافحا أحيانا في سوريا وأوكرانيا وفلسطين والعراق وغيرها كما ظل وسيطا مقبولا بين روسيا وأوكرانيا وغيرها كدولة تجد إحترام الجميع كما لها حضورها الفاعل سياسيا وأمنيا وإقتصاديا ومجتمعيا وبل ظلت تركيا تشكل المفاجآت في كافة الجوانب ، تماما كما طالب بحقوق الجميع في مجلس الأمن الدولي منتقدا سيطرة الدول الخمس دائمة العضوية علي مقاليد وقرارات العالم ..!.
وبالتالي ليس بمستغرب أن تصبح تركيا بلدا جاذبة لكافة الناس وقد هرع إليها أهل السودان زرافات ووحدانا للعيش والإستثمار والإستقرار، وقد إمتدحها الدكتور محمد محجوب هارون رئيس مجلس إدارة مجموعة آفريكورب للتنمية والإستثمار والذي نقل بعضا من إستثماراته إليها قائلا عنها (بلد فيها قانون وأهلها منفتحون ويعرفون ماذا يريدون وكيف يصنعون .. شعب ودود ومضياف ومرحب ..!) ، وبالطبع تركيا أرضًا خصبة للناس من كافة بلاد العالم ويعود ذلك لما تتميز به من إستقرار سياسي وإجتماعي ولنموها الإقتصادي المضطرد .
علي كل قالت التعليقات عن الرئيس التركي أن أردوغان رجل طيب ورئيس ذكي سياسيا واجتماعيا وإقتصاديا ويعرف ماذا يريد وكيف يفعل .. وله قدرة علي التواصل الفعال في الزمان والمكان .. فإن أردوغان نموذجا للقائد المسلم مفعما بالقيم والأخلاق الفاضلة ، وقال آخر أردوغان رئيس راقي وهادئ الطبع ورزين ، يستمع بأدب جم أكثر مما يتكلم ، وبل يتعمق في الملاحظة ، تدور حوله جاذبية جد عالية وإيجابية ، إن الله مع المتقين ، ولكي ترتقي من مواطن عادي مولود في حي شعبي إلى رئيس دولة ناهضة ، لا شك أنه رفعة ربانية لما وعده الرحمن للمتقين ، وقال ثالث قمة التواضع والثقة بالله .. شوف كم شخص قال له أنا أحبك ومن مختلف الجنسيات ..!، بينما قال رابع من لقي القبول والمحبة من رب السماء، فحتما سيلقى المحبة والقبول من جميع أهل الأرض ، وقال خامس الرئيس لمن يكون شرعي ومنتخب يمشي ملكاً واثق الخُطى أما ورثة الأنقلاب والإستبداد والديكتاتورية يمشون جنب الحيط يخافون حتى من ظلهم .. ماعندهم الجرأة ليمشوا في حدائق قصورهم دعك من الأماكن العامة ..!.
الرادار .. الثلاثاء 21 سبتمبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى