إبراهيم عربي يكتب.. (شمال كردفان).. عودة عبد الواحد والأنصاري..!

بقلم : إبراهيم عربي

أخيرا بعد بيات شتوي لوالي شمال كردفان ، فضل الله محمد علي التوم (ود المر) والذي أصبح يشكل غيابا شبه دائما وعبئا ثقيلا علي حساب ولاية النفير والنهضة التي إفتقدت قياداتها وكوادرها فغابت عنها التنمية والخدمات وافتقدت للأمن الذي أقلق زواره مضاجع أهلها ليلا ونهارا ، طالت حتي زملاءنا خالد بخيت وود المأمون وغيرهم من الصحافيين الذين يعيشون حد الكفاف ..!.
ربما قدر الوالي (ود المر) إنه جاء للولاية خلفا لرفيقه الكارثة خالد مصطفي (تبش) صاحب القصيدة الحمدوكية الشهيرة (المجد لي والمجد لك ..!) ، فالرجل (صاط الولاية وجاطها وجوبكها ..!) وأخيرا قلب عاليها سافلها فأصبح كرشوم سيدا علي الصحة يمرح فيها طولا وعرضا يقصي ويقرب من يشاء ..! ،وقد كتبنا من قبل عن الصراع الخفي بين ثلاثتهم (الوالي تبش والأنصاري وكرشوم) ووصفناها بإنها تقاطعات مصالح ..!.
علي كل أجري الوالي ود المر تعديلا محدودا في حكومته واضح إنها بصمات حزب الأمة ..!، ولكنها بلاشك خطوة موفقة ومطلوبة رغم إنها تأخرت كثيرا ..! ، جاء التعديل بعد اعتصامات ومتاريس وإضرابات ووعكات إدارية وتردد وتخبط وعشوائية ، خرج بموجبه الدكتور بدر الدين أجبر كرشوم من الوزارة بعد أن ظل يشكل مصدر خلاف وخميرة عكننة بين الصحة والتأمين الصحي ، وقد أعادا مع فردته (تبش) الصحة والتأمين الصحي لعهد مؤلم من التشاكس والصراع المرير عرف ب(صراع الضرار) ، بلاشك فقد أضرت تلكم الخلافات بخدمات الإثنين معا بالولاية ..!.
خرج كرشوم من منصبه مديرا عاما لوزارة الصحة والتنمية الإجتماعية بعد أن مكن لرفاقه (العفالقة ..!) بالوزارة ليخلفه الدكتور إبراهيم فضل السيد مصطفي الأنصاري وهو من الكوادر الشابة النشطة التي تعشق العمل الميداني ، وقد حقق الأنصاري نجاحا معتبرا إبان توليه إدارة التامين الصحي بالولاية لا سيما في مجال التوسع الرأسي والأفقي للخدمة وتوطين الخدمات الطبية والعلاجية بالريف وتأهيل وترقية البنية التحتية بالأبيض والمدن وحواضر المحليات ، كما أطلق الرجل عدة مبادرات وشراكات خدمية شملت شرائح المجتمع المختلفة إستهدفت رضا المستفيد .
إلا أن الخلافات المفتعلة بين الأنصاري وكرشوم قد عصفت بالأول ، بسبب ذات خلافات الضرار كما ذكرنا آنفا ، ليغادر الأنصاري موقعه في الولاية للمركز مديرا لإدارة الحالات المحولة للتأمين الصحي بالخرطوم ومن ثم تمت تسميته مديرا للتأمين الصحي في ولاية غرب كردفان ولكنه لم يذهب إليها بسبب خلافات مشتعلة وتقاطعات مصالح بالولاية غير مشجعة ..!.
بلاشك فإن الصحة والتأمين الصحي مكملان لبعضهما بعضا ومن أجل مصلحة المواطن لا سيما في ولاية مترامية الأطراف كشمال كردفان فلولا التأمين الصحي لما وجدت منطقة الميعة بشركيلا ومثيلاتها بالريف الخدمات الطبية والعلاجية ، ولذلك أعتقد من أراد النجاح فعليه تفعيل العلاقة التكاملية بين الصحة والتأمين الصحي ..!.
بينما جاء إعفاء المنهدس مستشار عثمان محمد عثمان من منصبه مديرا عاما لوزارة البني التحتية والتنمية العمرانية بسبب عدة إخفاقات وتجاوزات لم تجد الحسم باكرا ليخلفه المهندس الأمين الشفيع النيل مديرا عاما للوزارة جاءها من الخرطوم ، غير أن الوزارة بذاتها ظلت تعيش في فوضي وتجاوزات تعطل بسببها دولاب العمل ثلاثة سنوات وصلت لدرجة بيع مشاريع وهمية، وسنعود لها بمقال منفصل وبالتالي المطلوب من المهندس النيل جهدا مهنيا كبيرا لهيكلة الوزارة وإعادتها لمرحلة ضبط المصنع ..!.
فيما أعادت التعديلات المحدودة الأستاذ عبد الواحد حمد النيل محمد جبريل لمنصبه الذي إستقال منه مديرا عاما لوزارة التربية والتوجيه ، بسبب تصاعد الخلافات وسوء التفاهم بينه والوالي السابق خالد مصطفي (تبش) ، عاد الأستاذ عبد الواحد ليخلف الأستاذ بشير علي حماد الذي خلفه من قبل في ذات المنصب مديرا عاما لوزارة التربية والتوجيه الخدمية المهمة والحساسة .
علي كل وجدت عودة الأستاذ عبد الواحد حمد النيل لقيادة الوزارة الخدمية من جديد قبولا ورضا وإستحسانا من قبل الجميع فالرجل (مهني تربوي ..!) تدرج بالتعليم وظل يشغل مقعد المدير العام قبل الثورة، ومن قبلها كان مديرا للمرحلة الثانوية بعد أن كان مديرا لمدرسة الأبيض الثانوية بنات ، وللأستاذ عبد الواحد جهود كبيرة في النهوض بالتعليم بالولاية مع زملائه بالوزارة .
في إعتقادي عودة الأستاذ عبد الواحد لوزارة التربية والدكتور الأنصاري للصحة ، جاءت في هذا التوقيت لإنقاذ الوزارتين الخدميتين المهمتين (التعليم والصحة) بالولاية من الإنهيار الكلي ، وبالتالي مطلوب منهما علي أقل تقدير تفعيل الشراكات والمجالس المجتمعية التربوية والصحية والبحث عن مصادر تمويل لحلحلة مشاكل التعليم المعقدة والصحة التي تحتاج لذات الجهود ، فالمطلوب منهما التفكير خارج الصندوق ..! وإستثمار علاقاتهما الخاصة بالمركز فالولاية لا حول ولا قوة لها .
الرادار .. الخميس 29 سبتمبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى