“كباشي” أمره ماشي

 

مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق

ونحن في المرحلة المتوسطة بمدرسة أم برامبيطة المتوسطة في بداية التسعينات أيام ضرب صدام حسين لدولة الكويت وما صاحبه من معسكرين موالي وضد للحرب العراقية الكويتية و الأحلاف ، ومع سطوة صدام حسين كانت توازيها بمدرسة أم برامبيطة سطوة مدير المدرسة وسمه “كباشي” جاء منقولا من مدينة أبو جبيهة على ما أذكر يملك من الصرامة و كاريزما القيادة الكثير ما يكفي لفرض الإنضباط بالمدرسة التي أصبحت تسير بكل انضباط ولقبه الطلاب “بالكباشي أمره ماشي” ، وتحمل الأغاني الكردفانية تمجيدا لكباشي بالقول “كباشي كان برضى”.ولعل “كباشي” اللقب المختصر لعضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي قد أصبح من “الكباشيين”  في ذاكرة السودانيين عندما قال ” وحدث ما حدث”. إلا أن حديثه بكادقلي الصمود في مستهل زيارته إلي جنوب كردفان والتي بدأها بخطاب قوي وأرسل رسائل في كل الإتجاهات قد لاقى هوى في نفوس كثير من الفئات والمواطنين .

أفرح حديث “كباشي” المناوئين للإتفاق الإطاري “بتاع العشرة أنفار” حسب خطابه أمام حشد بإستاد كادقلي الداخلي ، و مصوبا رصاصة الرحمة على الإتفاق الإطاري بتنشينة (القوة الموجودة في الإطاري ليست كافية) ، ( والقوات المسلحة تحمي النظام المدني الديمقراطي) لا  “النظام الكيري” على لغة أمسك لي وأقطع ليك ، ويفصل لفئة محددة ، (الحق السياسي كل الناس سواسية) عبارة قبرت الإتفاق الإطاري في مهده وقبل أن يحبو حتى .

ولامس حديث “كباشي” أفئدة مواطني مدينة كادقلي عندما تحدث حديث الصراحة وشخص الداء بأن “الولاية غير آمنة ، والأمن فالت” ، واضاف “قصور الأجهزة الأمنية مقدور عليه” . وطالب المواطنين بالسلام المجتمعي وإعادة التحالفات ، لا أن يأكلوا بالبندقية والسكين ، كما طالب الإدارة الأهلية بأن تحل المشاكل في الراكوبة لا بالخرطوم” ، وصفق له الجمهور عندما طالب بفرض القانون وتفعيل حالة الطوارئ ، والقبض على أي حرامي وقاتل ، وكل شيخ وعمدة و من لم يسلم حرامي و أو قاتل .

واستبشر المواطن خيرا بالوعود في توفير الخدمات من صحة والمياه والتعليم والطرق والشباب والرياضة وهي بشارات لتغيير الواقع إلي الأفضل في ولاية تعاني في كل شئ . وتشمل التنمية المنتظرة تشييد “٦٠” كلم داخل مدن الولاية ، وتدشين طريق الدلنج – هبيلا ، وإعادة تأهيل الطريق القومي الأبيض – كادقلي و إدراج الطريق الدائري “البعاتي” ضمن ميزانية العام الجديد ، وفي مجال للتعليم تبرع كباشي بمبلغ “٥٠٠” مليون لصندوق دعم التعليم ، ووعد بدعم إقامة مؤتمر التعليم . وكانت للمياه مشاريع عدة منها “٤٤” بئر بدأ العمل بحفرها بالولاية ، وعدد “١٥” بئر من هيئة قطر الخيرية ، وتنفيذ “٢” سد بميزانية العام الحالي ، و آبار تعمل بالطاقة الشمسية ضمن المنحة السعودية. ودعم المزارعين والجمعيات التعاونية بعدد “٥” جرار زراعي ، وجهاز بث لإذاعة كادقلي مقدم من وزارة الثقافة والإعلام .و في مجال الصحة أكد كباشي بأن السفارة السعودية جاهزة لتسيير قافلة متكاملة للعيون ، وعد كباشي بوصول قافلة مساعدات ، ومعدات رياضية . وقال كباشي عهدنا معاكم وخدام لكم.

ودشن عضو السيادة عدد “١٤” عربة لاندكروزر رفقة وزير الداخلية المكلف الفريق أول شرطة حقوقي ، وكشف عنان عن إفتتاح قسم للمرور ومركز للفحص الآلي بمحلية الرشاد ، ووعد بإنشاء قسم للشرطة بكل وحدة إدارية . كما تمت ترقية أفراد الكركون بشرطة الطوارئ وأحدهم من رقيب إلي مساعد ، والبقية للرتبة الأعلى لاجادتهم في الطابور .

وتظل الجماهير والمواطن منتظرا لمخرجات الزيارة وتنفيذ الوعود على أرض الواقع ، و يفرض القانون ويجلب الأمن ، ويقدم التنمية وعندها سوف يكون “كباشي أمره ماشي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى