نورين محمد يكتب.. غرب كردفان ما بعد إنقلاب ٢٥ أكتوبر
نورين محمد
في مثل يوم امس من العام الماضي الموافق الخامس والعشرين من اكتوبر قام قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بإنقلاب عسكري ضد الحكومة المدنية القائمة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك واعتقل ما لا يقل عن خمسة من كبار الشخصيات في الحكومة السودانية بمن فيهم رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك وقطعت السلطات خدمة الإنترنت واعلنت حالة الطوارئ بالبلاد وتم إعفاء معظم وزراء حكومة حمدوك وحكام الولايات وغيرها من القرارات التي علق بسببها الإتحاد الإفريقي عضوية السودان في 26 اكتوبر وصرح الإتحاد الافريقي والولايات المتحدة وقوى غربية اخرى بانهم ما زالوا يعترفون بمجلس الوزراء برئاسة حمدوك هذه القرارات اعتبرتها مجموعات مدنية متمثلة في تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة وعدد من الاجسام المدنية انقلابا عسكريا كاملا واعدت العدة لمقاومته حيث خرجت المواكب في جميع ولايات السودان من بينها ولاية غرب كردفان عبر لجان المقاومة والأجسام المدنية التي ظلت تحرك الشارع وتقيم المخاطبات وتقود عملية التثقيف المدني بضرورة مناهضة الإنقلاب
سيولة امنية
ولاية غرب كردفان كغيرها من الولايات تأثرت بهذا الإنقلاب سياسيا واقتصاديا وامنيا واجتماعيا حيث توقفت مشاريع الدعم الإجتماعي (ثمرات) لدعم الأسر بالولاية علاوة على حالة السيولة الأمنية التي عانت منها الولاية بعد الإنقلاب وتصاعد خطاب الكراهية واصبحت مسرحا للإحتراب القبلي بين مكونات الولاية وانعكس ذلك جليا في الصراع القبلي الذي دار بين مكونات المسيرية وحمر بمناطق المحفورة وابوزبد بسبب نزاع حول ترسيم الحدود بين الطرفين مرورا بالصراع الذي دار بين مكونات لقاوة والصراع بين حمر والبرتي بمنطقة ام خشمين بمحلية الأضية هذه الصراعات خلفت قتلى وجرحى ونزوح عدد كبير من الأهالي و ضربت النسيج الإجتماعي والتعايش السلمي بين مكونات الولاية.
خطاب موجه
واعتبر الامين العام لحزب المؤتمر السودان بالولاية محمد محمد احمد المليح ان هذه الصراعات هي صراعات مفتعلة لتأجيج الفتنة وضرب النسيج الإجتماعي وقال انها بسبب نشاط الفلول بمساعدة داعمي الإنقلاب في ظل حالة سيولة امنية ادت الى التهجير والنزوح بسبب المشاكل القبلية واضاف ان انقلاب 25 اكتوبر اثر بصورة كبيرة على واقع الحياة السياسي والامني والإجتماعي والإقتصادي بالولاية وتراجع فيه سقف الحريات كثيرا وادى لضرب النسيج الإجتماعي والتعايش السلمي الذي كانت تتمتع به.
وقال القيادي بالحركة الشعبية شمال جناح ياسر عرمان بالولاية علي النابو ان الإنقلاب احدث ضررا بالغا و افرز واقعا مشوها بالولاية تزايد فيه خطاب الكراهية والإنقسامات والخطاب الجهوي والإثني الذي اعتبره خطاب موجه من الإنقلابيين لإرباك المشهد وضمان بقائهم في السلطة اطول فترة ممكنة واوضح النابو بأن هذا الوضع الشائه الذي تعيشه الولاية حاليا لا يمكن علاجه إلا بإنهاء هذا الإنقلاب وإستعادة المسار المدني والديمقراطي داعيا مكونات الولاية إلى تحكيم صوت العقل وعدم الإنجرار خلف الأيادي التي تفرق بين المجتمعات والعمل على الإستفادة من موارد الولاية في التنمية واضاف ان اتفاقية جوبا منحت الولاية امتيازات يجب المحافظة عليها بدلا من الإحتراب والصراعات.
واقع اقتصادي سئ
ولاية غرب كردفان من الولايات الغنية بالثروات من بترول ثروة حيوانية ومعادن وزراعة ولكن كثرة الصرعات القبلية اثرت سلبا على تقديم التنمية حيث اصبحت الموارد تذهب للصرف الأمني علاوة على عجز حكومة المركز في معالجة قضايا البترول والآثار الناجمة عن صناعة البترول الامر الذي ادى إلي نشاط الاجسام المطلبية لمناطق حقول البترول وإغلاق حقول النفط لأكثر من مرة ايضا الصراع بين شمال وجنوب الولاية ومطالبة مكونات النهود بولاية وسط كردفان فجر ازمة جديدة عجزت الحكومة عن التعامل معها والقت بظلال اقتصادية سالبة بسبب منع التحصيل بجميع المحليات الشمالية واغلاق للطريق القومي مما احدث شلل في حركة الإقتصاد لا ذالت الولاية تعاني منه.
ضعف النشاط السياسي
شهدت الولاية بعد انقلاب اكتوبر نشاطا ثوريا ملحوظا عبر لجان المقاومة التي قادت الحراك المدني لتعكس إرادة الجماهير في إنهاء حالة الإنقلاب وسط غياب تام للفعل السياسي للأحزاب السياسية المنوط بها العمل على وحدة مكونات الولاية عبر الوعي السياسي والتثقيف المدني الديمقراطي وعزا عدد من قادة القوى السياسية بالولاية هذا الخلل السياسي إلى حالة اليأس التي اصابت الشارع علاوة على غياب الحريات وضعف إمكانيات الاحزاب السياسية بالولاية.