(كباشي في الجبال)… نفطة سطر جديد “٥”
بقلم : إبراهيم عربي
(كباشي في الترتر) بلا شك إنها زيارة صنعت الفارق (نقطة سطر جديد ..!) وبالطبع لها ما بعدها ولذلك اعتقد هذه الزيارة لعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي المشرف علي ولايات كردفان لمحلية التضامن الوليدة من رحم محلية ابو جبيهة 2012 الحدودية لدولة جنوب السودان والمحاددة لولاية النيل الأبيض وفي حاضرتها الترتر ، جاءت في مكانها وزمانها وقد حققت أهدافها المأمولة وجاءت بالفائدة لإنسان المنطقة الذي ظل يعاني الظلم والتهميش من قبل الحكومات المختلفة بالمركز والولاية .
وليس الإستقبال الحاشد والكرم وحسن الضيافة غريبا علي أهلنا في محلية التضامن وفي حاضرتها الترتر ، لا سيما وإن كان هذا الضيف هو إبنهم كباشي إبن المؤسسة العسكرية كابر عن كابر بن الهجانة ساس الجيش وفي زيارته الأولي له للمنطقة وكأول مسؤول مركزي رفيع يتشرف بزيارتهم ويقف علي أحوالهم ويشاركهم همومهم الأمنية والزراعية والخدمية والتنموية والإقتصادية والمجتمعية ، ويأتي تعهد كباشي بتشييد أول طريق بالمنطقة (الترتر – المقينص) بطول (38) كيلومتر ، حدث يعشعش في الذاكرة ولذلك هتفت الجماهير (طريق كباشي .. طريق كباشي) وسيظل مخلدا طريق الكباشي ولكن العبرة في التنفيذ ..!.
وبلا شك نعتذر بشدة لأهلنا هناك لعدم تمكننا من الحضور ومشاركتهم الإحتفاء بإبنهم الجنرال كباشي ، ولكن رغم ذلك سررنا أيما سعادة عندما تقل لنا الزميل أسامة عبد الماجد رئيس تحرير آخر لحظة (رد الله غربتها) أنكم مليتوا ضهر الجنرال كباشي وأسمعتموه عاليا (لي قدام ياكباشي ضهرك ملان ..!) وبذاتها عبارات ضل يرددها أهالي جنوب كردفان وبالطبع لها ما بعدها وواقعها ، وإنكم لأهل حوبة وجاه وعز وفروسبة ودين وصلاح ونحن في منطقة الميعة / شركيلا في محلية أم روابة خاصة تربطنا علاقة وطيدة مع رابطة طلاب وخريجي خلاوي الفادني بالترتر وعلاقات إجتماعية وأخوية نعتز ونفاخر بها .
ولذلك ليس غريبا أن يبادلهم إبنهم الكباشي الوفاء بوفاء وأفضل منه لا سيما بشأن الأمن الذي كان في مقدمة أهداف زيارته لجنوب كردفان وأن منطقة التضامن رغم إنها المحلية الوحيدة في الولاية لم يدخلها تمرد الحلو لبعدها ولكنها ظلت تعيش بعض التفلتات الأمنية ومناوشات بين الرعاة في مرحالهم ذهابا وإيابا إلي البحر مع قوات دولة الجنوب وبالتالي أصبحت مسرحا لعصابات النهب المسلح .
فلازالت أضابير وسجلات الشرطة هناك تعج بعدد من جرائم القتل والأحداث الأمنية من نهب وغيرها ومع الأسف بعضها قضايا تارات مجتمعية وآخرها نهب ذهب تحت تهديد السلاح بمنطقة وكرة ، وهروب متهمين في بلاغ (130) من داخل حراسة الشرطة وكذلك نهب عدد من المزارعين تحت تهديد السلاح وهم تحت حماية الشرطة وعلي بعد كليومترات من العباسية عند حدود المحلية وقد تسلموا قروشهم من البنك الزراعي العباسية ، مع الأسف ظلت معظمها تسجل ضد مجهول، ولذلك تبرع إبن المنطقة البرعي محمد علي إسماعيل بهذا المقر للبنك الزراعي بالترتر الذي إفتتحه عضو مجلس السيادة وقد ظل لأكثر من (6) سنوات ينتظر فرصة التنفيذ .
ولذلك كله اعتقد أن عضو مجلس السيادة الجنرال كباشي قد أصاب الهدف معلنا نشر قوات مسلحة على الحدود مع دولة الجنوب لتقليل المشاكل الأمنية بين المراحيل والقوات الجنوبية وآخرها أحداث منتصف يناير بين رعاة سودانيين وقوات أقويليك تحت الترتيبات الأمنية وغيرها بالمنطقة وتأتي أهميتها للحد من تهريب السلع الإستراتيجية والسلاح ومنع التعدي على أراضي المزارعين لا سيما وأن المنطقة زراعية وغابية مهمة وبها الصمغ العربي ، ولذلك أكد كباشي علي أهمية تبادل المنافع والمصالح مع دولة الجنوب الشقيقة والجارة وكما قال (كل زول يعرف حقو .. ناكل إخوان ونتحاسب تجار..!) ، فيما أكد قائد القوات البرية الفريق ركن رشاد عبد الحميد جاهزية قواته لتنفيذ الوعود والتوجيهات.
وليس ذلك فحسب بل عالجت زيارة الجنرال كباشي قضية السيانيد بآثارها المجتمعية الخطرة والتي طالت الإنسان في نفسه وصحته وماله ومستقبل حياة الأجيال وغيرها في مناطق الزرافة ووكرة وبلولة والتي أصبحت أكثر مناطق التعدين إستباحة لصحة الإنسان وكان بها بعض مصانع التعدين العشوائي ، وقد ظلت قضية تراوح مكانها منذ عهد النظام السابق وقد فشلت فيها كافة التدخلات ولم يرعيها أو يوفيها البروف صديق تاور عضو مجلس السيادة السابق حقها رغم إنه جاء إلي المنصب محمولا علي أكتاف هؤلاء المواطنين وهو ناشط في مجال حماية البيئة وقد شكل مع آخرين صداعا لحكومة البشير وقتها .
وبالتالي اعتقد أن قرار إيقاف عمليات التعدين في محلية التضامن مؤقتا قرارا صائبا وقد جاء إستجابة لطلب المواطنين الذين كانوا يهتفون (لا للسيانيد .. لا للسيانيد) ولم يترك كباشي الحبل علي القارب بل رهن إستئناف العمل بتقرير اللجنة الفنية من وزارة المعادن لعمل دراسة لكل ما يتعلق بصحة الانسان والحيوان ، وكان لزاما علي والي جنوب كردفان موسي جبر أن يتعهد بحل مشكلة المياه والتي ظلت تؤرق المنطقة التي تعتبر منطقة صخور أساسية بمزيد من الحفائر وأكمال شبكة مياة مدينة الترتر التي تأخرت كثيرا بجانب قضايا التعليم المأمول حلها في مؤتمر التعليم بالمحلية قريبا .
إلا أن الزيارة لا تخلو من رسائل سياسية لأصحاب الأجندات وتقاطعات المصالح من رواد الفنادق في الخرطوم وعملاء السفارات وعبدة الدرهم والدولار الذين قالوها من قبل هؤلاء لا يشبهوننا ، فجاءت الرسالة من هنا وقالها كباشي (السودان ليست الخرطوم فحسب .. أطلعوا منها للولايات عشان تعرفوا أشواقهم وتطلعاتهم ولما تضعوا الحل السياسي يكون شاملا) وبالطبع (ليس من رأي كمن سمع) ولذلك هتفت الجماهير (لا إطاري ولا طمباري .. بالجيش ولو كان طوارئ) وتلك دعوة صريحة وبل تفويضا للجيس وهو المؤتمن لقيادة المرحلة الإنتقالية .
نواصل…
الرادار .. الأربعاء الثامن من فبراير 2023 .