المبادرات الشبابية بالدلنج… إشراقات في زمن مظلم
مداد الغبش
عبد الوهاب أزرق
واقع الحرب وتداعياتها على الحياة الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية خلف وضعا متأزما بمدينة الدلنج التي تشهد قفل طريق الدلنج _ الأبيض ، والدلنج _ كادقلي مما منع وصول المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها المواطن البسيط لإحداث الإنفراج المعيشي وهو الذي تعيش الفاقه والضنك والمسبغة ولا يملك قوت يومه في الشهر الكريم.
تعيش الأسر الفقيرة والمتعففة و المتأثرين بالحرب داخل الدلنج الذين هجروا منازلهم والنازحين من التكمة وهبيلا والتنقل والظلطاية والقرى المجاورة بمراكز التجمعات جميعهم يحتاجون إلي السند والدعم في ظل إنقطاع المدينة و عدم وصول المساعدات الإنسانية لجنوب كردفان منذ إندلاع حرب ١٥ ابريل بالخرطوم في الوقت الذي وصلت فيه الإغاثات إلي كل ولايات السودان .
لمواجهة هذا الوضع الاقتصادي برزت المبادرات الشبابية بالدلنج وكعادتها ظلت تقدم كل عام الخدمات في كافة المجالات ، ومع الشهر الكريم ووقوفا و تعاونا وتكافلا مع الشرائح الضعيفة قدمت كيس الصائم ، والافطارات الرمضانية ، عطفا على توزيع اللحوم.
قامت مبادرة “أترك أثر” بتوزيع عدد “٥٦” كيس صائم لعدد عشرة أحياء بجملة مبلغ “٨٣٤,٦٠٠” جنيه مما ساهم في إعانة بضع الأسر وذلك تحت شعار “ضع بصمتك .. أترك أثر”. وبالمقابل وفي إطار الحقيبة الرمضانية رقم “١٢” وزع شباب مبادرة شارع المجنونة مبالغ مالية للأسر المتعففة وشمل ذلك المعاقين والأيتام والأرامل والفقراء والمساكين .
ونفذت مبادرة عطاء الخيرية مشروعها الثاني لسلة رمضان لعدد “٤٠” أسرة ، كما أقامت مشروع الإطعام بتوزيع اللحوم لعدد “٣٠٠” أسرة ، وترغب في اقامة الافطارات الرمضانية وتوزيع كيس الصائم . ومن جانبها نفذت مبادرة “كلنا أهل” عدد “٣” افطارات رمضانية للمتاثرين بالحرب بمدرسة عثمان بن عفان لنازحي التكمة ، ومركز الشباب لأهل لقاوة ، و داخلية طالبات صندوق رعاية الطلاب لنازحي هبيلا ، وترغب في إقامة إفطار رايع بمدرسة رابعة العدوية للمتاثرين بالحرب داخل مدينة الدلنج وذلك تحت شعار” شيل عمودك وثبت وجودك”
وعلى الصعيد الحكومي وزع ديوان الزكاة بالدلنج فرحة الصائم لعدد “٥٠٠” أسرة عطفا على المتأثرين بالحرب في مراكز التجمعات بالمدارس.
جهود شبابية وحكومية رسمت البسمة على شفاه الأسر الضعيفة لكنها لا تكفي لسد الرمق لفترات طويلة وتغطي العدد الحقيقي للمحتاجين ، وتنتظر الشرائح المجتمعية الضعيفة إلي السند والدعم الحقيقي من الحكومة الإتحادية لإيصال المساعدات الإنسانية بأعجل ما يكون في الوقت الذي وصلت فيه ملوة الذرة لمبلغ “٣,٥٠٠”جنيه رغم محاولات تقليل الأسعار بفتح نوافذ للبيع المخفض بمبلغ “٢,٥٠٠” جنيه للملوة عبر المحلية .
نداء إلي مجلس السيادة ومجلس الوزراء وحكومة الولاية أن اسندوا مدينة الدلنج وكادقلي والضائقة المعيشية تكاد تكون خانقة للمواطن الذي لا يملك قوت يومه والموظف الذي لم يصرف مرتبه لتسعة أشهر والواقع يزداد سوء كل يوم.